يعتقد أن اسمها القديم "المرشد" من موقعها الهام فهي بمثابة موقع دلالة وإرشاد، ترشد المسافرين والجيوش حيث مقصدهم، وإلى عهد قريب كان فيها بعض الآثار القديمة ومنها برج عالي يطلق عليه اسم "الشونة" أشبه بمئذنة المسجد، ولها نوافذ تضاء ليلاً فيسترشد بضوئها المسافرون مهما بعدت مسافاتهم.

الحديث عن قرية "الرشيدة" التي تعتبر من القرى الحدودية في محافظة "السويداء" والتي تقع على حدود البادية السورية، وتشرف على موقعي "الزلف" و"النمارة" اللذان يقعان على طرف البادية من جهة الشرق.

يبلغ عدد سكان القرية 1745 نسمة، وفيها مدرسة إعدادية ومدرسة ابتدائية، ولكننا نعاني من مشكلة غياب الكادر التدريسي اللازم، حيث معظم المدرسين من خارج الملاك، وبسبب عدم وجود وسائل نقل كافية للقرية نعاني من مشكلة غياب المدرسين بشكل مستمر، وتأخرهم في الوصول صباحاً للمدرسة

موقع eSuweda زار قرية "الرشيدة" الواقعة إلى الشرق من مدينة "السويداء" والتي تبعد عنها 38 كم، والتقى عدداً من سكانها الذين حدثونا عن القرية الذين تحدثوا عن واقع القرية يقول السيد "أديب شجاع" مختار القرية بتاريخ 22/1/2012 عن تاريخها قائلاً: «قرية الرشيدة تقع إلى الشرق من جبل العرب تشرف على وادي الشام المميز بعمقه وشدة انحداره والممتد حتى أول الرحبة "مشبك الوديان"، وهذا الوادي غني بمواقعه الأثرية الدالة على حياة الإنسان القديم في العصر الحجري والذي كان يعيش في كهوفه المتعددة والمتنوعة، وآخر من استوطنه هم "الصفويون"، كما استوطن المنطقة "المناذرة" وهذا قبل الملك "امرؤ القيس" قبل الإسلام في "النمارة"، وقد أطلقت إحدى العشائر القديمة على نفسها اسم "الرواشدة" لأنها سكنت "الرشيدة" فترة من الزمن، وأفراد هذه العشيرة يتواجدون حالياً في "حوران".

السيد "أكرم شجاع" من سكان القرية

كانت قرية "الرشيدة" عبارة عن خربة أثرية مهجورة تحتوي على العديد من المواقع الأثرية منها البيزنطية والنبطية والرومانية والإسلامية، وحوالي العام 1850م قدم إليها عدد من "آل شجاع" من قرية "ولغا" ثم توالى فيما بعد القدوم إليها من بقية القرى مثل "ذيبين"، و"أم الرمان" و"سليم" و"العجيلات" و"سالة"، وجميع سكان القرية هم أقارب وتربطهم صلة الدم».

ترتفع القرية عن سطح البحر 1435م ومعدل أمطارها تقريباً 200 ملم سنوياً، ولمعرفة المزيد عن الواقع الزراعي للقرية التقى موقعنا السيد "أكرم شجاع" من أبناء القرية الذي حدثنا قائلاً: « تقع قرية "الرشيدة" ضمن منطقة الاستقرار الثالثة وتبلغ مساحة أراضيها المستثمرة 826 هكتار، منها ما هو مخصص للمحاصيل الحقلية وتبلغ مساحته 5389 دونم، ومساحة الأراضي المشجرة حوالي 173 دونم، يزرع في القرية سنوياً ما يقارب 5000 دونم محاصيل حقلية منها 1500 دونم لزراعة القمح، و1500 دونم لزراعة الشعير و2000 دونم لزراعة الحمص، وبالنسبة للأشجار المثمرة المزروعة، يوجد في القرية 100 شجرة لوزيات للاكتفاء الذاتي فقط، وباقي الأنواع زراعتها غير مجدية بسبب قلة الأمطار والرياح الشديدة».

البيوت القديمة لا تزال مأهولة بالسكان

يعاني سكان القرية من قلة الأمطار، الأمر الذي انعكس سلباً على زراعتهم والتي تعتبر مصدر الرزق الوحيد، مما دفع بالعديد من السكان لهجر القرية والانتقال إلى القرى المجاورة ومدينة "السويداء"، السيد "ثليج شجاع" من أهالي القرية قدم اقتراحاً لحل هذه المشكلة عبر موقعنا، عله يجد قبولاً ويساهم في تغيير واقع القرية بقوله: «لدينا في القرية أراضي ضمن أملاك الدولة، حبذا لو تم توزيعها أو تأجيرها للمواطنين لاستثمارها، من أجل تطوير الواقع الزراعي في القرية، ونطالب بحفر بئر زراعي لري مزروعاتنا، كون القرية نائية وأمطارها شبه معدومة، كان من المفترض أن ينفذ بئر مكرمة للقرية ولكن إلى الآن لم يتم حفره».

تتبع القرية تنظيمياً لبلدية "سالة"، وقد حدثنا الأستاذ "يحيى طلايع" رئيس بلدية "سالة" عن المشاريع التي تعمل البلدية على تنفيذها في القرية بقوله: «نعمل حالياً على مشروع تنمية للقرية 2 كم طرق و2 كم قمصان، مع جزيرة وسطية ومنصفات داخل القرية، فقد تلقينا معونة للقرية 7 ملايين ونصف للبنى التحتية كونها من القرى النائية والحدودية، كما تم اكتشاف أربع آبار ارتوازية شرق القرية بمسافة 10 كم ، وتم استثمار الآبار لجر مياهها للقرية لإروائها، وإيصال خط إلى قرية سالة مع المشفى، هذا ويوجد عدد من محطات الضخ اثنتين منها قيد الاستثمار.

الأستاذ يحيى طلايع رئيس بلدية سالة

القرية مخدمة بالماء والكهرباء والطرق الإسفلتية، وفيها مدرسة ابتدائية ومدرسة إعدادية ونقطة طبية وجمعية فلاحية».

السيد "منير شجاع" ختم بحديثه عن الواقع التعليمي في القرية قائلاً: «يبلغ عدد سكان القرية 1745 نسمة، وفيها مدرسة إعدادية ومدرسة ابتدائية، ولكننا نعاني من مشكلة غياب الكادر التدريسي اللازم، حيث معظم المدرسين من خارج الملاك، وبسبب عدم وجود وسائل نقل كافية للقرية نعاني من مشكلة غياب المدرسين بشكل مستمر، وتأخرهم في الوصول صباحاً للمدرسة».