ما إن تدخل إلى قرية "أم الرمان" حتى تعود بالذاكرة إلى عصور غابرة في تاريخ، فترى دخان مضافاتها يعلو منها رائحة البن والهيل، وأصوات الرباب وأنغامها بإبداعات أدبية شعبية تطرب لها الأذن، ناهيك عن حجارتها التاريخية وآثارها التي تعود إلى "الآرامية والنبطية والهيلنية والرومانية والغساسنة"، إلا أنك ترجع إلى التاريخ المعاصر فتجد نصب الشهداء يتربع بساحتها محاطاً بالحدائق وشبكة الطرق المعبدة.

عن حدود قرية "أم الرمان" وتاريخها بيّن الأستاذ "مروان أبو طافش" رئيس البلدية لموقع eSwueda قائلاً: «تقع قرية أم الرمان في أقصى الجنوب الغربي من قطرنا العربي السوري محاذية للحدود الأردنية على مسافة 40 كم من مركز المحافظة "مدينة السويداء" وتربض على هضبة تحيط بها سهول ممتدة في الغرب والجنوب وعلى ارتفاع 1200م عن سطح البحر، حدودها من الشمال قرية "حوط والرافقة"، ومن الجنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ومن الشرق قرية "عنز" وبلدة "الغارية"، ومن الغرب بلدة "ذيبين"، أما تاريخها فإنها غارقة في القدم إذ يعود إلى الفترة ما بين الألف الـثامن والرابع قبل الميلاد وهي كمثيلاتها من قرى الجبل تعاقبت عليها حضــارات وعهود مختلفة "كالآرامية والنبطية والهيلنية والرومانية والغساسنة"، وفي جنباتها عشرات الشواهد والأوابد والأبراج والمباني القديمة التي تومئ إلى ذلك التاريخ العريق الذي يفصح عن الحضارات التي تعاقبت على المنطقة العربية ومازالت آثار ثلاثة من الأديرة شاخصة إذ تعد من أقدم المعابد التي تدل على الفن المعماري لدى سـكانها الأقدمين وهناك كنيسـتان يعتقد أنهما بيزنطيتان ومنازل عديدة وطرق وآبار وخزانات مياه وأقنية ونقوش ومسلات حيث وجد فيها تسع مسلات وبعض معاصر العنب ورسوم حجرية لبعض الأثمار كالعنب واللوز وبعض الورود».

من الناحية الصحية لديــنا مـركز صـحي فـي القرية يقوم بتخديم وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين حيث يوجد فيه عيادة سنية ممتازة ويتردد على المركز أسبوعياً أربعة أطباء ولكن للأسف يفتقر المركز المذكور لطبيب عام، وضعت البلدية مخططاً تنظيمياً يضم طول شبكة الطرق العامة على المخطط التنظيمي 49500 م.ط وقد تم تنفيذه بنسبة 84% منه، كذلك تقوم البلديـة حالياً بتنفيذ وإشادة مشروع بناء حكومي مقراً لبلديـة "أم الرمان" من المـوازنـة الـذاتيـة وذلك على مرحلتيـن: المرحلة الأولى: بكشــف تقديـري بقيـمـة 3378088 ل.س بمساحة طـابقيـة أرضي وأول فني 262 م2، إضافة لما تقوم به البلدية من تخديم لأعمال النظافة على مدار الأسبوع والجولات الميدانـية بجرار البلديـة لنقل النفايات إلى المكب المحدد خارج المخطط التنظيمي

وعن سكانها وسبب تسميتها "أم الرمان" تابع الأستاذ "مروان أبو طافش" بالقول: « يبلغ عدد سكان "أم الرمان" لبداية عام 2011 حوالي 3720 نسمة ومساحتها 62.668 دونما وهي تشتهر بزراعة مختلف الحبوب والأشجار المثمرة كالكرمة والزيتون وغيرها، أما عن تسميتها وكيف جاءت، فتعود تسـمية القرية لصحة إحدى الروايات منها أربعة أسـماء حملتها القرية عبر عصـور مختلفة وردت في مصــادر أو مـراجع أو حكايـات أقـدمها ما ذكره المسـتشـرق الأمريكي "بتلر" بأن أم الرمان كان اسمها "ريمونا" في العصـر الرومـاني، ووردت أيضاً باسم "أم الرومان" حيث تعتبر من القرى الأولى التي سـكنها الرومـان في المنطقة كما علقوا ذلك لوجود أو لإقامـة عـدد من الأمراء الرومـان فيـها أو عدد من أفـراد الطبقة الارسـتقراطية الرومانية وشـاهد على ذلك وجود بعض الأوابد من معابد ومنازل وخـزانات مياه عديدة إضـافة إلى أقنية وطرق، وهناك حكاية أخرى مفادها أن" أم رومان" اسم لامرأة قيل إنها من طيء كانت زوج الملك "النـعمان بن المنذر" الأخير أو إنها إحدى نسـاء "المنـاذرة" ولما قتل زوجها عادت إلى أهلها في حوران وتزوجت رجلاً من قبيلة النمر اسـمه حوط وأنجبت منه بنتاً اسمها "منيذرة"، أما اسمها الحالي فيعود إلى سكانها الحاليين وذلك لشهرتها بزراعة الرمان وكان أول من سكنها "آل النبواني" حيث كانت القرية عبارة عن خربة مهجورة وذلك في منتصف القرن التاسع عشر على ما قيل "1840، 1850" وقيل إن الخيل والماشـية كانت تدوس على ثمار الرمان المتسـاقطة من أغصانها المتدلية على الطرقات وذلك لكثافة تلك الأشجار».

الأستاذ مروان أبو طافش

وعن الوضع الصحي في القرية وشبكات الطرق أوضح الأستاذ "سعيد الشماس" محاسب البلدية قائلاً: «من الناحية الصحية لديــنا مـركز صـحي فـي القرية يقوم بتخديم وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين حيث يوجد فيه عيادة سنية ممتازة ويتردد على المركز أسبوعياً أربعة أطباء ولكن للأسف يفتقر المركز المذكور لطبيب عام، وضعت البلدية مخططاً تنظيمياً يضم طول شبكة الطرق العامة على المخطط التنظيمي 49500 م.ط وقد تم تنفيذه بنسبة 84% منه، كذلك تقوم البلديـة حالياً بتنفيذ وإشادة مشروع بناء حكومي مقراً لبلديـة "أم الرمان" من المـوازنـة الـذاتيـة وذلك على مرحلتيـن: المرحلة الأولى: بكشــف تقديـري بقيـمـة 3378088 ل.س بمساحة طـابقيـة أرضي وأول فني 262 م2، إضافة لما تقوم به البلدية من تخديم لأعمال النظافة على مدار الأسبوع والجولات الميدانـية بجرار البلديـة لنقل النفايات إلى المكب المحدد خارج المخطط التنظيمي».

أما من الناحية الاجتماعية والزراعية فقد أوضح السيد "علي جاد الله البربور" رئيس الجمعية الفلاحية بالقول: «في القرية وحدة إرشـادية زراعية تقوم بتقديم خدماتها الإرشــادية والبيطرية كما تم تخديم الأراضي الزراعية والفلاحين بشق طرق زراعية من أجل الاســتثمار الأمثل لأراضيها.

الأستاذ سعيد الشماس

ولدينا جمعية فلاحيه تقوم بتخديم الإخوة الفلاحين وتسـهيل عملية القروض وتأمين الحبوب ومادة العلف لأصحاب المواشي وتقترح الطرق المراد شقها سـنوياً من خلال خطتها السنوية.

كذلك من الناحية التعليمية في القرية روضة أطفال تضم خمســين طفلاً وطفلة، ومدرسـتان لحلقة التعليم الأسـاسـي، والحلقة الأولى فيها 400 تلميذ وتلميذة والحلقة الثانية تضم 150 طالبا وطالبة والبناء المدرسي حكومي مجهز بكافة المستلزمات الأساسية لعملية التربوية.

من أمام البلدية

ولا يسلو عن بال زائر القرية الجانب الثقافي إذ يهتم أهالي "أم الرمان" اهتماما كـبيرا بالشـعر والأدب والنقد والرواية والأخبار وقد برز الكثير من الشـعراء العاميين منهم "سلامة أبو عاصي، منصور الهادي، محمد أبو خير، عبد الكريم الهادي، يونس أبو خير، محمد النبواني، عطا الله العودي، حمد العاقل، نعمة العاقل، حامد العقباني، سلمان النجم"، ومن الشخصيات المتميزة التي تركت في تاريخ القرية بصمة واضحة "المجاهد حمد أجود البربور، صياح النبواني، هزاع أبو خير، عيسى عصفور، سلامي أبو عاصي، شمس الدين أبو طافش، هلال الهادي، سلمان حمد الأطرش، بديوي الندفة".

ومن الشخصيات التي خاضت حرب تشرين التحريرية العميد "نايف طلال العاقل" الذي رفع العلم السوري على مرصد "جبل الشيخ" وحائز وسام بطل الجمهورية.