اختارها فرع "السويداء" لاتحاد شبيبة الثورة لتكون القرية الهدف، ضمن مشروع نوعي لفروع اتحاد الشبيبة في المحافظات، تقوم من خلاله كل فرع باختيار قرية أو أكثر من كل محافظة أو أحد الأحياء فيها، لتكون هدفاً للعمل الطوعي الشبابي الذي يشمل مختلف أوجه حياة المواطنين.

الحديث هو عن قرية "كناكر" التي تقع إلى الجنوب الغربي من محافظة "السويداء" وعلى بعد 7 كم من مركز المدينة، تحدها من الغرب قرية "الأصلحة" ومن الجنوب قرية "عرى" ومن الشرق قرية "رساس" ومن الشمال أراضي مدينة "السويداء".

هذه الحملات ستشكل أحد تقاليد العمل المستمر عاماً بعد عام، وهذا المشروع مفتوح أمام الجهات والأفراد الراغبين بالعمل إلى جانب متطوعي الشبيبة، حيث تم تشكيل لجنة من شباب القرية للمحافظة على ما تم انجازه

موقع eSuweda زار القرية والتقى سكانها الذين تحدثوا عن أبرز معالمها الحضارية والتاريخية، وعن السبب في اختيارها القرية الهدف؟

مختار القرية "سالم القنطار"

السيد "حمود القنطار" من أهالي القرية، تحدث بداية عن سبب اختيار قرية "كناكر" لتكون القرية الهدف لعام 2010 بالقول: «مشروع الشبيبة يهدف إلى تنمية القرية الهدف التي تم اختيارها ضمن فترة معينة، فقد تم تحديد موعدين لحملة العمل الطوعي في كل عام، الموعد الأول يبدأ مع بداية العطلة الانتصافية من كل عام، وسيستمر المشروع فيها حتى إتمام الأعمال المستهدفة، وهو الوقت الذي اختيرت فيه قرية "كناكر" لتكون القرية الهدف بتاريخ 14/1/2010 ، أما الموعد الآخر خلال العطلة الصيفية لاختيار قرية هدف جديدة»

وأضاف:«هذه الحملات ستشكل أحد تقاليد العمل المستمر عاماً بعد عام، وهذا المشروع مفتوح أمام الجهات والأفراد الراغبين بالعمل إلى جانب متطوعي الشبيبة، حيث تم تشكيل لجنة من شباب القرية للمحافظة على ما تم انجازه».

رئيس بلدية "رساس" الأستاذ "بنيامين نصر"

مختار القرية الشيخ "سالم هاني القنطار" تحدث عن القرية قائلاً: «سكنت القرية عام 1860 م تقريباً، وأول من سكنها "يوسف القنطار" مع "آل القنطار" الذين شكلوا بعد تجمعهم مع "آل الحمدان" و"آل سراي الدين" قرية "كناكر"، إلى اليوم لم يعرف سبب تسميتها بعد.

توجد في القرية بعض المعالم الأثرية التي تكاد تندثر بسبب التطور العمراني، مع أن القرية كانت تحتوي الكثير من الآثار بسبب قدمها التاريخي، وفي أراضي القرية ومحيطها وفي اتجاهات مختلفة أماكن مهجورة يحتمل أنها تعود إلى العصر الروماني، وما تزال هذه الآثار تنتظر من يقوم بدراستها بدقة لتحديد أزمنتها، وفيما إذا كان بالإمكان تأهيلها كمواقع سياحية.

لافتة على سور حديقة القرية ترشدك للقرية الهدف

يبلغ عدد سكان القرية حوالي 1200 نسمة يعمل معظمهم في الزراعة، وقد هاجر قسم منهم إلى بلاد الاغتراب وبشكل خاص إلى فنزويلا والخليج العربي بهدف تحسين الوضع المادي، وانتقل قسم آخر من العائلات إلى محافظة "دمشق" للعمل في الوظائف المختلفة».

وللحديث عن الواقع الزراعي في القرية وأهم زراعاتها، التقى موقعنا السيد "كمال القنطار" رئيس الجمعية الفلاحية الذي حدثنا قائلاً: «تبلغ مساحة أراضي القرية 8500 دونم، وهي خصبة وصالحة للزراعة، ازدهرت زراعة أشجار الزيتون في القرية حتى أصبح موسم الزيتون من المواسم الرئيسية، كما تنتشر زراعة المحاصيل الحقلية وأهمها القمح والشعير والحمص وجميع أنواع البقوليات، وقد سبق وفي الثلاثينات من هذا القرن أن زرع السمسم والقطن في أراضي القرية، وقام بزراعتها "ظاهر القنطار" وكان مردود هذه الزراعة عالياً رغم قلة الإمكانيات المتاحة، إلا أن قلة الأمطار لاحقاً أضعف هذه الزراعة مع عدم توفر آبار للري في حينه».

وبالنسبة للأودية والمجاري المائية التي تمر من القرية، أضاف: «يعبر القرية "وادي الثالث" الذي ينبع من جبل العرب وينتهي به المطاف غربي قرية "الدارة" ليلتقي بواديين آخرين هما "وادي السندبانة" والوادي الثاني في منطقة كانت تسمى "المشبك" وتتابع الوديان الثلاثة طريقها لتصب في بحيرة "طبرية"، ورغم أنها أصبحت تجري لفترات زمنية قصيرة في فصل الشتاء، إلا أنها قبل فترة من الزمن كانت تجري لفترات أطول حتى بدايات الصيف وبغزارة».

القرية تتبع تنظيمياً لبلدية "رساس"، وقد تحدث الأستاذ "بنيامين نصر" رئيس بلدية "رساس" عن الواقع التنظيمي في القرية، بقوله: «تبلغ مساحة المخطط التنظيمي 91 هكتار، والقرية مخدمة بشبكة من الطرق المعبدة يبلغ طولها 6 كم، وشبكة إنارة وهاتف.

كما يوجد في القرية شبكة للصرف الصحي بطول واحد كيلو متر، وقد توقفت بسبب عدم وجود محطة للمعالجة، يوجد في القرية مدرسة للتعليم الأساسي الحلقة الأولى وحديقة عامة ونقطة طبية وبئر مياه مخصص للشرب».

وقد ساهمت البلدية ببعض الأعمال التي نفذت في القرية الهدف، وعنها تابع قائلاً: «قامت البلدية بإزالة وترحيل الحجارة والأتربة المتراكمة على مدخل القرية الرئيسي، وعلى حافة جسر القرية، وجانب سور المدرسة، كما قامت بتنفيذ أعمال الصيانة والدهان لكل من مقر النقطة الطبية ومواقف الركاب الإسمنتية وباب المدرسة وأبواب ونوافذ الصالة الاجتماعية ي القرية ولسور الحديقة، بالإضافة إلى بوابة موقف العزاء في القرية ورصيف وحديقة المدرسة، كما قمنا بحملة نظافة شاملة لمدخل القرية وشوارعها وباحة المدرسة بمساعدة أهالي القرية، بعد ذلك قمنا بحملة تشجير لحديقة القرية وحديقة المدرسة وتم غرس الأشجار على مداخل القرية».

هذا ولم تقتصر المشاركة على البلدية بل أقيمت في القرية فعاليات ونشاطات متنوعة حدثنا عنها الشاب "فادي القنطار" من أهل القرية ومن المتطوعين المشاركين في كافة الفعاليات، حيث قال: «قام عدد من الفنانين التشكيليين بتنفيذ لوحة فنية كبيرة على جدار المدرسة، كما أقيم منبر الأدباء الشباب بمشاركة شعراء من أهالي القرية، كما قامت التربية بعدد من دورات التقوية خاصة بطلاب القرية، وندوة تربوية حول مهارات التواصل بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وإحداث نواة لمكتبة ثقافية وفكرية لأهالي القرية تم تأمين كتبها من فرع الشبيبة حصراً، ويتم التحضير لعدد من الأنشطة الختامية وهي معرض بيئي وعمل يدوي، ودورة للاستفادة من بقايا البيئة وتصنيعها، ومعرض تصوير ضوئي حول القرية بعد تنفيذ كافة الأعمال».