شكّل "بشير صعب" العامل في مجال نحت الخشب مدرج "بصرى" بمئة ألف عود ثقاب كتجربة فنية ذاتية عكست جمالاً فيه اختبارٌ للصبر والدقة.

العمل الذي قدّم صورة جديدة لتجربة هذا الشاب الذي تعامل مع الخشب بشكل تزييني لينتقل إلى التكوينات الهندسية والمعمارية؛ تابعته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الثاني 2016، للتعريف بهذا العمل الذي قدمه خلال معرض "شموع السلام" في "السويداء"، واحتفظ به ذكرى لافتتانه بهذا المدرج الجميل، وقال: «حصلت على صور دقيقة لهذا المدرج، وبالفعل سحرتني هندسته وجمال التصميم وضخامته، وكنت من خلال الإنترنت قد تابعت مجموعة تجارب للتشكيل بعود الثقاب، وهو مجال قريب جداً من عملي، حيث عملت لسنوات في مجال نحت الخشب لـ"صمديات" وتصاميم جمالية كانت مورد الرزق لي.

مئة ألف عود كانت كافية لتشكيل هذا المجسم، لكن الأرقام العالمية حفزتني للتخطيط لتجربة قادمة، وهذه -بإرادة الله- ستكون خطوتي القادمة في حال توافرت الإمكانيات المادية، لكون مشروع العمل بعود الثقاب والمنمنمات الدقيقة مكلفاً جداً؛ وهذا لا ينسجم في هذه المرحلة مع ظروفي المادية، مع أنه مشروع يستحق أن أخصص له الوقت والاهتمام لكونه مشروعاً لافتاً لشرائح فنية على المستوى العالمي

تكونت لدي رغبة كبيرة بخوض هذه التجربة التي لم تكن بالسهولة التي توقعت، ويكفي أن نتخيل أن هناك مئة ألف عود ثقاب يتطلب تنسيقها بما يقدم صورة دقيقة تتوافق وتصميم المدرج، وبدأت العمل بحالة من الثقة بالنتائج لأنني امتلكت الصبر وهدوء الأعصاب لتحقيق هدفي بتجسيد هذه التحفة الفنية النادرة.

"بشير صعب"

وكان لابد من خطوتين واضحتين: الاعتناء بالمكان الصحيح للعود، والمحافظة على الشكل الحقيقي؛ فهنا لا مجال لتغيير الشكل في حال الخطأ؛ وهذا صلب العمل».

من مدرج "بصرى" لتحدي "غينيس" حلم يخطط له "بشير"، وقال: «مئة ألف عود كانت كافية لتشكيل هذا المجسم، لكن الأرقام العالمية حفزتني للتخطيط لتجربة قادمة، وهذه -بإرادة الله- ستكون خطوتي القادمة في حال توافرت الإمكانيات المادية، لكون مشروع العمل بعود الثقاب والمنمنمات الدقيقة مكلفاً جداً؛ وهذا لا ينسجم في هذه المرحلة مع ظروفي المادية، مع أنه مشروع يستحق أن أخصص له الوقت والاهتمام لكونه مشروعاً لافتاً لشرائح فنية على المستوى العالمي».

النحات باسم أبو فخر

العمل تزييني يستحق الاهتمام وفق حديث النحات "باسم أبو فخر" منسق معرض "شموع السلام" في "السويداء"، وقال: «أثناء التحضير للمعرض اطلعت على التصميم الذي أنجزه "بشير" للمدرج، وبالفعل كان متميزاً، وقد استهلك وقتاً طويلاً من العمل والجهد، ولاقى استحسان زوار المعرض، ولأن التجربة هي الأولى؛ فهي تحتاج إلى التشجيع، وقد اقتصر فيها على النقل عن المدرج ملتزماً بالتصميم المنقول، وأتوقع أنه في حال العمل لإنجاز تصاميم خاصة به سيقدم أعمالاً متميزة، فهي تجربة أولية لهذا الشاب، ونتوقع له التطور وتقديم تصاميم تدخل ضمن المسارات الفنية والتعبيرية لتؤسس لتجربة أكثر انتشاراً».

ما يجدر ذكره، أن "بشير صعب" من مواليد 1985، من قرية "مجادل"، امتهن الأعمال الحرة، واعتمد نحت الخشب، وتعلمه ذاتي.

"بشير" يعرض عمله في معرض شموع السلام في السويداء