اختار الناجحون في الشهادة الثانوية في مدينة "شهبا" طريقة مبتكرة لتكريمهم بعيداً عن التقليدية المتبعة، فجعلوا من هذه الاحتفالية الصغيرة التي قام بها ونفّذها المجتمع المدني المتمثّل بفريق "لمة محبة" مناسبة للفرح والغناء واللعب وسط أهلهم ومدرّسيهم فقط.

فعن طريق مجموعة مغلقة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي كان الترتيب للاحتفالية البسيطة، حيث ضمّت الطلاب الناجحين من كافة الاختصاصات، وفريق "لمة محبة" الذي نفّذ كل اقتراحات الطلاب؛ لأنه يومهم بكل بساطة.

كانت الاحتفالية تعبّر عن جيل الشباب ونتيجة أفكارهم، وبعيدة عن التقليد بالتكريم، والفقرات مميزة ببساطتها المفعمة بالحيوية والعفوية، وحتى الأغاني المرافقة كانت من اختيار الطلاب أنفسهم من دون أي تدخل من أحد، كنا مصممين على أن تكون مناسبة "سوريّة" بامتياز، ولمسة واعدة من الفرح والمحبة

مدونة وطن "eSyria"، التقت بتاريخ 15 أيلول 2016، الطالبة "أليسار سلوم"، التي تحدثت عن معنى النجاح والتكريم بطريقة مختلفة، فقالت: «لكي ننجح علينا أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح، تلك كانت إحدى أهم العبارات التي تمسكنا بها حتى استطعنا الوصول إلى هذه المرحلة، ومن منطق أن أي أحد منا لا يمكنه أن يحقق النجاح وحده؛ فقد كنا معاً منذ البداية وحتى نهاية هذا الطريق الدراسي، وأقصد بذلك الطلاب والأسرة والمدرّسين.

الدبكة على طريقتهم

وسيبقى تاريخ هذا اليوم حاضراً في ذاكرتنا؛ لأنه تكريم مختلف عن سابقه، فلم يكن ورقة أو ميدالية تفوّق، بل كان عبارة عن بضع ساعات من الفرح والسعادة مع أولئك الذين تشاركنا معهم سنوات دراستنا من معلمين وأهل وأصدقاء، ولا يمكن أن تصف فرحة أرواحنا بذلك اليوم المميز الذي عرفنا فيه قيمة ما وصلنا إليه، وقيمة ما نملك، وقيمة الشموع التي سنضيئها على الرغم من كل هذا الحزن الذي يحيط بنا، فالنجاح ليس له نهاية، وهذه أولى الخطوات بالنسبة لنا».

أما الطالب "همام الشحف"، فقال: «كانت الحفلة مع بساطتها رائعة وعفوية، والأولى من نوعها في محافظتنا، وقد كانت من ترتيبنا بالتنسيق مع "اللمة" التي أخذت مقترحاتنا وطبقتها، فلا وجود لتكريم الأوائل المتفوقين (وهو حقهم)، ولا لتوزيع شهادات الشكر، كنا نريدها فقط للغناء والفرح تجمع الطلاب مع الأهالي بأجواء من السعادة والتفاؤل والمتعة بعيداً عن الرسميات، وليس ذلك تقليلاً من أهمية تلك الفعاليات ومن يقوم بها، ولكن الفرح مطلوب من دون أن تؤذي مشاعر أحد».

قطار الأمل

عضو "لمة محبة" ومن المسؤولين عن تنظيم الحفلة المدرس "مازن جاد الله"، قال: «كانت الاحتفالية تعبّر عن جيل الشباب ونتيجة أفكارهم، وبعيدة عن التقليد بالتكريم، والفقرات مميزة ببساطتها المفعمة بالحيوية والعفوية، وحتى الأغاني المرافقة كانت من اختيار الطلاب أنفسهم من دون أي تدخل من أحد، كنا مصممين على أن تكون مناسبة "سوريّة" بامتياز، ولمسة واعدة من الفرح والمحبة».