ربما لموهبته المتميزة في الرسم الفضل الأكبر في إبداعه بعمله في المغترب في الرسم على الزجاج، فقد أثبت جدارة وتميزاً في عمله تسع سنوات متتالية.

يقول المهندس "علاء أسد الجغامي" لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 21 حزيران 2016، عن تجربته في بلاد الاغتراب: «عملت في الشركة الفنية للزجاج، وتعد من أهم الشركات في ليبيا، بدأت بالشركة بمراحل التأسيس، والحمد لله ارتقينا وأصبحنا الاسم الأول في مجال العمل بالرسم على الزجاج، فالشركة استطاعت تأمين ثلاث ماكينات CNC، وهي ماكينات تنفذ الرسم على الزجاج آلياً، واستطعت إثبات جدارتي في الشركة، وتلقيت عدداً من شهادات التقدير لكفاءة العمل، وكنت رئيس قسم التصميم، ولكن بعد الأحداث الأخيرة في ليبيا توقفت أعمال الشركة وعدت بعدها إلى بلدي "سورية"».

كنت أنظر إلى أي عمل يطلب مني تنفيذه على أنه لوحة فنية إبداعية، ويجب أن يكون متقناً، هناك شغف كبير بداخلي لتحويل أي قطعة زجاج شفافة إلى لوحة فنية، والأهم هو امتلاك الخبرة والإمكانيات

وأضاف عن سر التميز في العمل بقوله: «كنت أنظر إلى أي عمل يطلب مني تنفيذه على أنه لوحة فنية إبداعية، ويجب أن يكون متقناً، هناك شغف كبير بداخلي لتحويل أي قطعة زجاج شفافة إلى لوحة فنية، والأهم هو امتلاك الخبرة والإمكانيات».

"علاء الجغامي"

يحمل "علاء الجغامي" شهادة في هندسة المعلوماتية، ولكنه موهوب بالرسم على الزجاج منذ الصغر، وعنه قال: «هندسة الكمبيوتر هي دراستي، أما الرسم على الزجاج، فهو موهبة بدأت منذ الصغر، حيث نشأت وإخوتي في بيت يقدّر الفن ويعشقه، وقد تلقينا الدعم والتشجيع في طفولتنا من أبي وأمي اللذين عملا جاهدين لتطوير موهبتنا، من خلال كتب تعليم الرسم والخط العربي، فكبرت وأنا أتقن الرسم جيداً؛ وهذا ما ساعدني بعملي في الرسم على الزجاج».

وتابع قائلاً: «دراستي ساعدتني كثيراً، فعندما يريد المصمم العمل باحتراف يجب أن يتقن عدداً من برامج الحاسوب، كـ"الفوتوشوب"، وغيرها. وبحكم دراستي كنت متقناً للعمل على جميع برامج الحاسوب، إضافة إلى أن التصميم يحتاج إلى ثقافة وإلمام بعدة أمور، ومواكبة آخر التقنيات وأحدث أعمال التصميم، في القديم كانت التصاميم تنفذ يدوياً، ولكن الإنسان لا يملك سرعة إنجاز ومهارة الحاسوب، لذا تم توظيف الحاسوب في أعمال التصاميم؛ وهو ما اختصر الوقت والجهد، ولكن هذا لا ينفي أن هناك لمسات في التصميم لا تتم إلا يدوياً؛ وهذا ما يسمى اللمسة الأخيرة أو التشطيب، وهذا الأمر له دور كبير بتميز العمل».

من أعماله في الرسم على الزجاج

أما عن عمله الحالي في "سورية"، فيقول: «أنا أعمل في الوقت الحالي بشركة "نيرفا" في "السويداء"، ومسؤول صفحات التواصل الاجتماعي، وهذا مجال ضخم يتطلب شخصاً يملك خبرة بالتصميم والتسويق الإلكتروني، ومواكبة آخر مستجدات التكنولوجيا والبرامج».

"هناد منذر" موظف، ومن أهالي "صلخد"، تحدث عن أعمال "علاء" بقوله: «يمتاز عمل "علاء الجغامي" بالدقة وجمال التصميم، فأنا شاهدت أعماله في منزله، إضافة إلى صور الأعمال في ليبيا، هذا الإتقان في العمل لم أشاهده هنا، وقد يعود السبب إلى نوعية الآلات المستخدمة، ولكن يجب ألا نغفل دور اللمسات الفنية للمصمم ذاته، فتعامل "علاء" مع عمله على أساس أنه لوحة فنية يعطيه تميزاً».

بقي أن نذكر، أن "علاء الجغامي" من مواليد ليبيا عام 1977، حيث عاش فيها طفولته مع عائلته، ودرس وتخرج قبل العودة إلى وطنه "سورية"، ويقيم حالياً في "صلخد" الكائنة في محافظة "السويداء".