برع "حكمت سراي الدين" بصناعة "المسبحة التقليدية"، راسماً لأيامه ألواناً جديدة منحته عملاً ينسجم وحالته الصحية.

ومن خلال مدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 25 كانون الثاني 2016، نقل "حكمت" تعلقه بهذا الفن الذي قتل ساعات الملل، وسخر تفكيره لعمل منتج، وقال: «يقوم إخوتي بتأمين احتياجاتي من الأدوات الخاصة، ومن خلال أحد الأصدقاء تعلمت الطريقة البسيطة لشك الخرز على شكل "مسبحة" صغيرة، ورحت في أحد الأيام لزيارة أحد المزارات التي يتوافد إليها كثيرون من الزوار، فعرضت منتجي للبيع لأعرف مدى الجودة، وبعدها أخذت أتدرب على إنتاج "المسبحة" ذات الثلاث والثلاثين حبة ووفق الشكل التقليدي المطلوب من قبل الرجال لأتقن العمل جيداً.

تابعته أثناء شك "المسابح" العادية بخرز من أنواع تطلب على المستوى الشعبي، لكن مهارته وسرعته بالعمل جعلتنا نقترح عليه تطوير العمل والانتقال إلى الأنواع الثمينة من الخرز الذي يمكن أن يدرّ عليه أرباحاً معقولة ويحقق نسبة مبيعات جيدة، ونتمنى أن يتوافر له الدعم للحصول على معدات عمل تمكنه من تطوير العمل، والحصول على فرصة تسويق منتجه من خلال معارض كبيرة، وبذلك يضمن استقرار مهنته التي علمها لعدد من رفاقه

وخلال الفترة الحالية لا يستهلك إنجاز القطعة بيدي أكثر من نصف ساعة، وقد تعودت زيارة السوق للحصول على احتياجاتي من الخرز بالألوان المختلفة، وفي هذه الأيام أستعين ببعض الأصدقاء للتدرب على نوعية جديدة من "المسابح" لندخل إليها بعض القطع المعدنية، وأطور أدواتي لعرض أنواع جديدة منها، بات الناس يطلبون مني تصاميم جديدة، وهذا ما يدفعني إلى تصميم أنواع جديدة من الخرز، لكن غلاء المواد الأولية يجعلني أعدها حسب الطلب».

الخرز العادي مواد أولية لمسابح حكمت

الفنان "أنس الشوفي" تابع عمله مبيناً جودة العمل، وقال: «ينتج "سراي الدين" مجموعة من القطع المتميزة وفق ذوقه الخاص، وهذا العمل جعله معروفاً لشريحة كبيرة من المستفيدين من "مسابحه"، وبات يطلب بالاسم، وهو قدوة لكثيرين من الشباب الذين لديهم ظروف صحية ليثبتوا وجودهم بعمل ينسجم مع ميولهم وظروفهم، ومن خلال "جمعية الوفاء للمعوقين" حاولنا شراء عدد جيد مما ينتج، وبتنا نميز عمله من حيث الجودة والمتانة ونتمنى أن يحالفه الحظ ليؤسس ورشته الخاصة كما يتمنى، وأتوقع أن لديه فرصة كبيرة لكونه متابعاً ونشيطاً ومتفرغاً للعمل، إلى جانب وجوده في الجمعية لمساعدة رفاقه وتعليمهم».

مصممة ألعاب الأطفال المهندسة "ديما عبيد" أكدت أن موهبته تحتاج إلى الرعاية، وقالت: «تابعته أثناء شك "المسابح" العادية بخرز من أنواع تطلب على المستوى الشعبي، لكن مهارته وسرعته بالعمل جعلتنا نقترح عليه تطوير العمل والانتقال إلى الأنواع الثمينة من الخرز الذي يمكن أن يدرّ عليه أرباحاً معقولة ويحقق نسبة مبيعات جيدة، ونتمنى أن يتوافر له الدعم للحصول على معدات عمل تمكنه من تطوير العمل، والحصول على فرصة تسويق منتجه من خلال معارض كبيرة، وبذلك يضمن استقرار مهنته التي علمها لعدد من رفاقه».

أنس الشوفي

الجدير بالذكر، أن "حكمت سراي الدين" من مواليد 1985، في مدينة "السويداء"، يعاني صعوبة في المشي بفعل الإعاقة، ويحلم بتعلم استخدام الكمبيوتر.

من أعمال حكمت