أنجز الباحث والمترجم "كمال الشوفاني" بحثه الذي سار فيه على خطى الرحالة "فريا ستارك"؛ التي زارت "جبل العرب" عام 1928، ووثقت رحلتها برسائل حاكت تاريخ المنطقة.

الباحث والمترجم "كمال الشوفاني" المولود في مدينة "السويداء" تحدث عبر مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 كانون الثاني 2016، عن الدافع الذي حفزه لإنجاز البحث وترجمة الرسائل، وقال: «عام 2009 تعرفت إلى سياح أميركان زاروا "السويداء" لغاية المسير على خطى الرحالة "فريا ستارك"، وكانت دهشتهم كبيرة عندما علموا باهتمامي برحلات الرحالة وما ترجم منها، وبأدب الرحلات. والرحالة "فريا" التي استطاعت الحصول على العديد من المراجع التي تذكر رحلتها من خلال بعض المقالات والصور وكتب أخرى؛ أهمها كتاب مصور عن رحلاتها إلى "سورية" و"الأردن" و"لبنان"، وكتيب قدمه لي الشيخ "حمزة الأطرش" حفيد "متعب الأطرش" قبل نحو عام، وكل ذلك لم يكن كافياً فالمادة الأساسية لم تظهر بعد، وكانت غايتي مع السياح ومنهم "هولي موريس" الرحالة والإعلامية الأميركية التي سجلت عن الرحالة أفلاماً وثائقية، والسير معاً على خطى "فريا" وفق الكتاب الموجود معهم، حيث عدت وحصلت عليه منها بعد مدة من الزمن لأنجز مشروعي الذي حلمت بترجمته وتوثيقه؛ وهذا ما تحقق اليوم».

البحث ضروري لدعم الحكاية التاريخية في هذه المنطقة، لكون الرحالة عبرت في زمن حساس لتتضمن رسائلها رصداً ليومياتها والأحداث المرافقة، فمن وجهة نظرنا يقدم الاهتمام بهذه التفاصيل نقاطاً نستطيع الآن رصد تراكمها ووصولها إلى الشكل الموجود في الواقع اليوم، وهذا يجعل منا أكثر منطقية في الحديث عن التاريخ من دون الوقوع في الحماسة والمبالغة

طالع المتخصص بالتاريخ "نصار واكد" البحث الذي قدم وصفاً عن حياة الجبل، وقال: «هذا المشروع الذي أنجزه "الشوفاني" يعد صورة صادقة ووصفاً دقيقاً عن الحياة في تلك الرحلة، حيث تروي الرحالة عبر رسائلها العديدة إلى والدتها ما شاهدته في رحلاتها، فكتبت بعبارات قليلة عن الأساليب الاستعمارية الفرنسية البشعة في المنطقة، وعن تفاصيل زياراتها إلى عدة مناطق في الجبل، حيث التقت الأهالي وبعض الشخصيات الوطنية ورجال الدين وزوجاتهم.

الأستاذ نصار واكد

وبرأيي الكتاب الذي يحوي تصويراً للواقع الاجتماعي والسياسي؛ سرد وصفي عام يستفيد منه الباحث التاريخي بالمقارنة مع رحالة سابقين أو لاحقين لتوصيف المناطق نفسها، كما يمكن أن يقارن الباحث عن مدى التطور العمراني والحضاري والاجتماعي بين ما وصفته "ستارك" للمناطق أواخر العشرينيات من القرن العشرين، وهذا جهد يثري مكتباتنا التاريخية ويستحق التقدير».

"دار البلد" تبنت الموضوع بالنشر لاهتمامها بالبحث؛ وفق حديث الكاتب "فواز عزام" المسؤول عنها، وقال: «البحث ضروري لدعم الحكاية التاريخية في هذه المنطقة، لكون الرحالة عبرت في زمن حساس لتتضمن رسائلها رصداً ليومياتها والأحداث المرافقة، فمن وجهة نظرنا يقدم الاهتمام بهذه التفاصيل نقاطاً نستطيع الآن رصد تراكمها ووصولها إلى الشكل الموجود في الواقع اليوم، وهذا يجعل منا أكثر منطقية في الحديث عن التاريخ من دون الوقوع في الحماسة والمبالغة».

الكاتب فواز عزام

وهنا يجدر الذكر، أنه قد صدر للكاتب "رحالة الغرب في جبل العرب" وترجم مذكرات "غيرترود بل"، و"مغامرات خرائب باشان"، ولديه مخطوط وثائقي قيد النشر عن "شراكة الخيل".