اختارت "ردينة شيا" عربة صغيرة لتكون واسطتها لبيع الخضراوات النظيفة وجني الرزق بالتجول طوال النهار في أسواق "السويداء" وحاراتها.

فبعد مرض أصاب يديها من حمل أكياس الخضار والتجول بها؛ حملت خضارها على عربة أطفال لتعينها على عمل تحدثت عنه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 تشرين الأول 2015 بالقول: «منذ أربع سنوات عملت ببيع الخضار من خلال التجول بالأسواق، أقدم للزبائن خضاراً نظيفة زرعت في قريتي "برد" التي تقع جنوب "السويداء"، حيث أحصل عليها صباح كل يوم من المزارعين الذين يرسلونها إليّ عبر "الباصات"، وأتنقل بها لساعات طويلة حتى أبيعها لكسب رزقي وأتمكن من مساعدة زوجي في تربية طفلتيّ.

سيدة مكافحة تنقل خضراواتها بجد ونشاط، لا تظهر ما يصيبها من تعب، نحترم عملها الذي واظبت عليه منذ سنوات لتعبر بهدوء وصمت، تنجز عملها تاركة الأثر الطيب لدى كل من تعامل معها، وبالنسبة لي فهي مثال للنساء اللواتي كسرن الحواجز الاجتماعية للحصول على لقمة العيش بشرف، مبتكرة طريقتها الخاصة بالاعتماد على هذه العربة

لكن المرض حل بأطرافي من الإجهاد فوجدت لدي عربة كنت أستخدمها لطفلتي الصغرى، حاولت إصلاحها قدر الإمكان، وأخذت أحمّلها الخضار بأنواعها وكل ما أستطيع الحصول عليه وحسب المواسم لكي أتمكن من المحافظة على عملي الذي يبدأ في السابعة صباحاً ولا ينتهي قبل التاسعة ليلاً.

ردينة شيا

عربة صغيرة تدفعها على الأرصفة وحتى في الشوارع الضيقة بات منظرها وسيلة الإعلان عن بضاعتها من الخضراوات وفق ما أضافت بالقول: «هذه العربة تدل المارة على أن الخضار للبيع ولا حاجة إلى المناداة، وقد أصبح أصحاب المحال والمارة في السوق يترقبون عبوري الصباحي، لكون الخضراوات التي أنقلها مروية بمياه نظيفة ولا أبيع إلا الأنواع الجيدة، حيث أبيع "البقدونس والكزبرة والخبيزة والخس" وكل ما تجود به مزارع قريتي، وبذلك أتمكن من تأمين إيجار المنزل وبعض من احتياجات بناتي وهن صغيرات في المرحلة الابتدائية، وفي الأغلب أتجول مساء في الأحياء القريبة، وهنا تقصدني ربات المنازل وهن على ثقة أنني كل يوم سأزودهن بخضراوات مميزة».

على شرفتها تنتظر ربة المنزل "نوال حاطوم" مرورها اليومي لتشتري من خضراواتها المميزة، وعنها حدثتنا بالقول: «سيدة مكافحة تنقل خضراواتها بجد ونشاط، لا تظهر ما يصيبها من تعب، نحترم عملها الذي واظبت عليه منذ سنوات لتعبر بهدوء وصمت، تنجز عملها تاركة الأثر الطيب لدى كل من تعامل معها، وبالنسبة لي فهي مثال للنساء اللواتي كسرن الحواجز الاجتماعية للحصول على لقمة العيش بشرف، مبتكرة طريقتها الخاصة بالاعتماد على هذه العربة».

المدرّسة فاتن الشاعر

فكرة إيصال الخضراوات إلى السوق وسيلة جيدة للتسويق؛ تحدثت عنها المدرّسة "فاتن الشاعر" وقالت: «التقيتها في السوق وتقصدت الحديث معها للتعرف إلى طريقة عملها، وجميل أن يكون للسيدة قرار خاص بها بالعمل الذي يساعدها على العيش الكريم، خاصة أنها لم تتعلم لكنها ابتكرت أسلوبها الخاص في إيصال الخضراوات إلى أسواق تعتمد بضائع مختلفة غير الخضراوات، لتكون فرصتها في بيع ما لديها، خاصة أنها من الخضراوات الطازجة والمطلوبة يومياً».

الجدير بالذكر، أن "ردينة" من مواليد 1977، متزوجة ولديها طفلتان، وتقيم في مدينة "السويداء" لغاية العمل.