يعد المزارع "ضياء أبو مراد" موسم زرع "السحاري" في "السويداء" مبشّراً هذه السنة بسبب الأمطار الغزيرة التي روت الأرض، وهو ما دفع أغلب "الجبليين" إلى تنويع الشتول والبذور من أجل حصد أكبر كمية ممكنة من الخضار.

مدونة وطن "eSyria" التقت المزارع الشاب "ضياء أبو مراد" في قرية "الجنينة" بتاريخ 10 أيار 2015، الذي تحدث عن موسم "السحاري" بالقول: «هو موسم زراعة الخضار الطازجة في الحواكير وحول البيوت، أو في الأرض القريبة من القرية، وهي عادة قديمة يقوم بها الناس منتصف شهر آذار من كل عام بعد أن تكون الأرض قد ارتوت بالكامل من الأمطار، ومرّ عليها أكثر من (ثلجة)، وتستمر حتى نهاية شهر أيار لما يسمى السحاري الصيفية، حيث تكون النساء قد أنبتت شتول البندورة التي تحتل الواجهة الأساسية في "السحاري"، وهو ما يتطلب العمل على ترتيب المكان بصورة جيدة من حيث الفلاحة بواسطة "الفدان" أو (الفرامة أو العزاقة)، وتنظيف الأرض من الحجارة التي طفت على السطح نتيجة الأمطار ومن الأعشاب التي نبتت بصورة كبيرة في الأرض، وعندما تنتهي الفلاحة يجب تسميد الأرض بالسماد الطبيعي وسقايتها بالماء لكي يتحلل السماد مع التربة، وهكذا تصبح الأرض جاهزة للزرع بالطريقة التقليدية المعتادة، فكل مزارع له وجهة نظر في زرع السحاري يكون قد اكتسبها من السنوات الماضية».

هي طريقة بسيطة تتمثل بجلب كؤوس بلاستيكية ووضع التراب المخلوط مع السماد ووضع بذرة واحدة وسقايتها بقليل من الماء لمدة أسبوع، ثم نقل الشتلة إلى الأرض حين تصبح قوية وغير معرضة للموت، وهي توفر ما يعادل 15 يوماً على البذرة ومضمونة في المقاومة والنضج

وعن الطرائق المتبعة للزراعة وأهم البذور المزروعة أضاف المزارع المعروف والشيخ المسنّ "توفيق الخطيب" المولود في مدينة "شهبا" في العام 1914 قائلاً: «كنا فيما مضى نبدأ زراعة شتول البندورة من خلال حفر جور صغيرة وسط (ثلمين) لملاحقة الرطوبة وطمر الشتول لنقيها من أشعة الشمس من خلال حمايتها بالحجارة على كامل الجورة، أما بخصوص البطيخ الصيفي فنحن نبذر البذور في الأرض المفلوحة، وهناك من يطمر البذرة في الثلم الرطب ويتركها حتى تكبر، وهو ما ينسحب على الخيار والباذنجان والكوسا و"المقثى" أو الخيار الشامي، ولكن مساحة الأرض لها دور في الزراعة ففي الأرض المفتوحة يعتمد المزارع على الأثلام الطويلة لغرس البذور فيها وبعد أن تخرج النبتة يقوم بجمّها والتخفيف من النبات المتشابك ويحميها من الشمس، ويمكن أن يسقيها بالماء في حال العطش، وأيضاً لكل مزارع رؤيته في ذلك».

زراعة البذور بواسطة الأكواب البلاستيكية

ووجد المزارع "برجس الصحناوي" طريقة جديدة في زراعة "السحاري" في قرية "الجنينة" بالقول: «هي طريقة بسيطة تتمثل بجلب كؤوس بلاستيكية ووضع التراب المخلوط مع السماد ووضع بذرة واحدة وسقايتها بقليل من الماء لمدة أسبوع، ثم نقل الشتلة إلى الأرض حين تصبح قوية وغير معرضة للموت، وهي توفر ما يعادل 15 يوماً على البذرة ومضمونة في المقاومة والنضج».

شتلات البندورة زراعة على الطريقة التقليدية
الشيخ الخطيب مع بطيخ السحاري من السنة الماضية