"يخرج "نبيه حديفة" من منزله يومياً وهو يفكر كيف يساعد الآخرين، ويساهم برسم الفرح على محيا الشباب المقبلين على الحياة، ولأمانته أصبح بمنزلة صاحب صندوق المال لأهل بلده "الكفر".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 15 آذار 2015، التقت مع "مفيد عدوان" من أهالي قرية "الكفر"، وتحدث قائلاً: «ما يتميز به "نبيه حديفة" ابن قرية "الكفر" أنه متواضع وأمين وصادق محب للخير، استطاع من خلال عمله أن يجمع حوله الناس لأمانته وصدقه وأصبح بنك وديعة، فكل من يملك مبلغاً يودعه لديه حتى بات معروفاً عند الجميع، ولكن الأهم في ذلك أنه استطاع أن يسهم في إيفاد عدد كبير من الشباب بقصد التعلم».

ما يتميز به "نبيه حديفة" ابن قرية "الكفر" أنه متواضع وأمين وصادق محب للخير، استطاع من خلال عمله أن يجمع حوله الناس لأمانته وصدقه وأصبح بنك وديعة، فكل من يملك مبلغاً يودعه لديه حتى بات معروفاً عند الجميع، ولكن الأهم في ذلك أنه استطاع أن يسهم في إيفاد عدد كبير من الشباب بقصد التعلم

مدونة وطن "eSyria" زارت "نبيه حديفة" الذي قال: «لم أكن كذلك لولا والدي ووالدتي اللذين زرعا بي ذلك... حاولت أن أتابع مسيرة الأهل في ذلك مجاهداً لاكتساب الثقة، وبنيت علاقة ود واحترام مع ذاتي حينما وضعت في خطتي اليومية أن أقدم خدمات للناس، كانت البداية كرياضة وباتت عادة لا أستطيع التخلي عنها، فكل من جاء إلي وطلب مساعدة مادية ومعنوية لا يمكن أن يعود خائباً، وثقة الناس التي هي طموحي الدائم، دفعتهم إلى وضع أموالهم في صندوقي كوديعة.

مفيد عدوان

العمل الإنساني شاق لكنه جميل، يكسب المرء طاقة السعادة الدائمة، والدليل أنه بين وضع رأسي على الوسادة وبين نومي لحظات، احترام الناس لي دين في عنقي، ومساعدة جيل الشباب واجبي، وتحقيق السعادة للمحتاج سقف طموحي».

ومن باب المصادفة ونحن في المحطة جاء أحد الشباب المستفيدين والمسافر لدول أجنبية، الذي يحتاج إلى المساعدة وهو الشاب "زيتون القاسم" بين بالقول: «لست الوحيد الذي قدم له المساعدة بل مئات الشباب قبلي؛ فحين يحتاجون إلى التأمين يقدم لنا المبلغ ويشترط باسترداده أن يكون ناقصاً مئة ليرة سورية، مع التحصيل العلمي والعودة إلى الوطن، وأنا اليوم أحمل دبلوم تقانة هندسة ميكانيك، وأشعر بأنني أقدم شهادتي هدية له، ما زرعه في نفوس الشباب جمال الوطن الجميل، وجمال العمل الإنساني، أستطيع الجزم أنه المثال الذي بات يمثل ثقافة اجتماعية من نوع خاص به وبأمثاله من المجتمع الذين يزرعون التفاؤل والسعادة والطموح الدائم لجيل الشباب ولفئات المجتمع كافة، ولهذا لا يوجد أحد في بلدة "الكفر" إلا ويصفه بالأمين والوفي والصادق، عشرات الخدمات اليومية التي يقدمها للناس وهو يبتسم، والأهم لم يغتر بجمع الأموال ولم يتخل عن انتمائه وقيمه وأخلاقه في أحلك الظروف، وأمثاله اليوم من أصحاب محطات الوقود يبتزون الناس».

الشاب زيتون القاسم

وأوضح الدكتور "عدنان مقلد" رئيس جمعية مرضى السرطان عن ميزته الأخلاقية ومساعدته للجمعيات الخيرية قائلاً: «يعمل الأخ "نبيه حديفة" بطريقة خفية ومثال على ذلك إن مخصصات الجمعية من مادتي المازوت والبنزين يستجرها على حسابه الخاص من مستودعات المحروقات ويقدمها للجمعية بالسعر المستجر دون إضافة النقل، حتى حينما يستجر المادة وبكميات ويرتفع سعر المادة يمنحها للجمعية بالسعر قبل ارتفاعه دلالة على أمانته، وقد جرى ذلك مراراً».

نبيه حديفه في محطة الوقود