يعتمد المزارع "حمزة سعيد" في عمله على مياه الأمطار حصراً، أو ما يسمى بالزراعة البعلية، لذلك جاءت أمطار هذا العام مبشرة له ولمحاصيله، وخاصة بعد أن اقترب المعدل من النصف ومازلنا في بداية فصل الشتاء.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "سعيد" في 16 كانون الأول 2014، فتحدث عن عمله وعن دور هذه الأمطار التي عمت ساحة المحافظة بالقول: «لدي عشرون دونماً من الأرض، قمت بزراعتها بالمحاصيل الزراعية من القمح والشعير أواخر الشهر الماضي، وجاء تتابع الأمطار في هذا الشهر مبشراً لنا بالخير، حيث ستغذي هذه الأمطار البذور بشكل أفضل، وخاصة بعد أن أنبتت الأمطار السابقة الأعشاب في وقت مبكر ثم تم استئصالها عند عملية الفلاحة والزراعة، وهو ما سيعطي حصة أكبر من المياه للمحاصيل الزراعية.

تأثير هذه الأمطار بالأشجار ممتاز، وخاصة أن عامل الأمطار في المحافظة يعد من أهم عوامل الإنتاج الزراعي؛ لذلك ستساعد هذه الأمطار على زيادة المحصول من الثمار وخاصة بالنسبة للزيتون والتفاح، كما أنها تساهم في القضاء على الكثير من الحشرات بسبب البرد الذي يتبعها، وهي بنفس الوقت تترك أثراً تراكمياً لكون الأشجار بحاجة إلى معدلات هطول أكثر من معدل الهطول السنوي في المحافظة

كما أن تتابع الأمطار يغذي الأعشاب في الأماكن التي لا تستأصل فيها وهي مناطق المراعي، ومن ثم يؤمن طعاماً جيداً للمواشي بوجه عام، ويوفر على الفلاح المربي طعام الماشية من الأعلاف، كما أننا نعد هذه الأمطار ذات فائدة مضاعفة لقدومها في بداية فصل الشتاء، حيث تكون الحرارة متدنية والنهار قصيراً، وهو ما يجعلها لا تتعرض للتبخر كما يحدث في شهري آذار ونيسان في حال الهطول بسبب قصر النهار وضعف أشعة الشمس».

السيد حمزة سعيد

بدوره المهندس الزراعي المختص "كمال العيسمي" تحدث عن دور هذه الأمطار وتأثيرها بالمحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة بالقول: «شهد هذا العام أمطاراً تشرينية ممتازة، وهي أمطار الخريف، وجاءت عملية تتابع الهطولات في شهر كانون، لتكمل البشرى للمزارعين، لكون هذه الأمطار جاءت بعد الزراعة التي تمت عند أغلب الفلاحين في الشهر الماضي وهي زراعة "البدري"، وهذا ما سيكمل عملية التفاعلات الحيوية داخل التربة وإنتاج الخصب فيها، كما أن الأمطار الكافية قبل دخول "أربعينية" الشتاء تساعد على نمو النباتات وتكوين مجموعة جذرية قوية لنباتات المحاصيل، حيث تستأنف نموها بعزم بعد انتهاء "المربعانية" وحلول الدفء مع بدء "الخمسانية"؛ وهو ما يبشر بمحصول واعد إذا استمرت الريات، ومن ثم زيادة المساحات المزروعة من المحاصيل الصيفية من الحمص والعدس والبقوليات بوجه عام؛ لأن الأرض قد اكتنزت بالمياه أو ما يسمى "الخمير" لدى الفلاحين».

وعن تأثير هذه الأمطار في الأشجار المثمرة يتابع "العيسمي": «تأثير هذه الأمطار بالأشجار ممتاز، وخاصة أن عامل الأمطار في المحافظة يعد من أهم عوامل الإنتاج الزراعي؛ لذلك ستساعد هذه الأمطار على زيادة المحصول من الثمار وخاصة بالنسبة للزيتون والتفاح، كما أنها تساهم في القضاء على الكثير من الحشرات بسبب البرد الذي يتبعها، وهي بنفس الوقت تترك أثراً تراكمياً لكون الأشجار بحاجة إلى معدلات هطول أكثر من معدل الهطول السنوي في المحافظة».

المهندس كمال العيسمي

يذكر أن الأمطار وحسب معدلات الهطول في الأرصاد الجوية قد تراوحت خلال هذا الأسبوع بين 3مم في منطقة "الصورة"، و17مم في مدينة "السويداء"، وشملت كافة أنحاء المحافظة، وكان توزعها كالتالي: في مدينة "السويداء" 17مم، وفي منطقة "عين العرب" بظهر الجبل 13مم، وفي مدينة "شهبا" 9مم، وفي قرية "الصورة" 3مم، وفي منطقة "صلخد" 5مم.

وبالمقارنة مع مجموع الكميات الهاطلة مع مثيلاتها في العام الماضي نجد أن مجموع الكميات الهاطلة منذ بداية الموسم في مدينة "السويداء" 162مم مقابل 154مم العام الماضي، والمعدل السنوي 348مم، وفي منطقة "عين العرب" بظهر الجبل 192مم مقابل 185مم العام الماضي، والمعدل 524مم، وفي مدينة "شهبا" 146مم مقابل 116مم، والمعدل السنوي 348مم، وفي بلدة "الصورة" 85مم مقابل 56مم، والمعدل 202مم، وفي منطقة "صلخد" 127مم مقابل 80مم خلال الموسم الماضي، والمعدل السنوي 328مم.

فرح الأعشاب بالمطر