دق المهندسون الزراعيون ناقوس الخطر على أشجار الكرمة بعد انتشار حشرة "الفيلوكسيرا" في كل من "شهبا" و"شقا"، محذرين من انتشارها ضمن كامل أجزاء المحافظة؛ فهي تقضي على كامل محصول العنب دون وجود دواء للعلاج.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس الزراعي "مفيد الصحناوي" مدير مصلحة زراعة "شهبا" خلال محاضرته في "ثقافي شهبا"، بتاريخ 27 تشرين الأول 2014، فتحدث عن مواصفات حشرة "الفيلوكسيرا"، ومناطق وجودها وانتشارها: «تشبه أفراد هذه الفصيلة حشرات "المن"، وتختلف عنها بعدم وجود الزوائد البطنية، ولديها ثلاثة أنواع: (الجذرية، الورقية، الجنسية) والنوع الموجود لدينا تلك التي تنمو على الجذور، حيث تعيش الحوريات على جذور أشجار الكرمة، وتتميز بلونها الأصفر الفاتح، ويكبر عرض الجسم بنسبة أكبر من نمو طولها مع تقدمها بالعمر حتى تأخذ في النهاية الشكل الإجاصي للحشرة الكاملة، التي تأخذ اللون الأصفر الغامق.

كل الآفات يمكن السيطرة عليها، ولكن "الفيلوكسيرا" خطيرة جداً، فهي كمرض السرطان للإنسان، ويجب عزل بؤر الإصابة وقلع الأشجار المصابة واستبدالها بالأصناف المقاومة، وعدم نقل غراس وعقل من حقول مصابة إلى حقول سليمة، والحد ما أمكن من الحركة داخل الحقول المصابة، وعدم اشتراك الآليات المختلفة من جرارات وعزاقات في حقول مصابة مع حقول أخرى نظيفة؛ لأنها وسيلة سريعة لنقل العدوى. والأهم غسل معدات الحراثة بالماء والصابون أو بأحد المعقمات قبل الاستخدام، وأخيراً، استخدام عبوات خاصة بكل حقل في موسم القطاف. أما أساليب الوقاية فتتركز على زراعة الكرمة المطعمة على الأصول الأميركية المناسبة لمحافظة "السويداء"، والحجر الصحي على الأرض المصابة، وعدم زراعتها لمدة لا تقل عن سنتين

تنشط الحوريات في الربيع عندما تكون درجة الحرارة على عمق 20سم حوالي 13 درجة، وتتغذى على الجذور، وبعد مرور 16–25 يوماً تتحول إلى حشرة كاملة من دون أجنحة، تضع بيضها على الجذور؛ الذي يفقس بعد مرور 4–12 يوماً، فتؤدي إلى جفاف القسم الداخلي من الجذور، وتعفنها ومن ثم موتها، ولكن أعراضها تظهر واضحة مثل: تقزم الشجر، وتوقف النمو جزئياً، وعدم تفتح العيون، وضعف تدريجي في "الدوالي" المجاورة، وقد بدأت الظهور في بلدة "قنوات" في العام 1973، ومن ثم انتقلت إلى "مفعلة" و"الكفر"، ومن ثم "مصاد"، حيث كان الانتقال يأخذ سنوات طويلة، ولكن في السنوات الأخيرة أصبح تنقله سريعاً حتى وصل إلى "شهبا" و"شقا"».

الفيلوكسيرا

وعن مكافحة الحشرة وطرائق الوقاية التقليدية، أكد المهندس الزراعي "موفق الجمال الشيخة" ذلك بالقول: «كل الآفات يمكن السيطرة عليها، ولكن "الفيلوكسيرا" خطيرة جداً، فهي كمرض السرطان للإنسان، ويجب عزل بؤر الإصابة وقلع الأشجار المصابة واستبدالها بالأصناف المقاومة، وعدم نقل غراس وعقل من حقول مصابة إلى حقول سليمة، والحد ما أمكن من الحركة داخل الحقول المصابة، وعدم اشتراك الآليات المختلفة من جرارات وعزاقات في حقول مصابة مع حقول أخرى نظيفة؛ لأنها وسيلة سريعة لنقل العدوى. والأهم غسل معدات الحراثة بالماء والصابون أو بأحد المعقمات قبل الاستخدام، وأخيراً، استخدام عبوات خاصة بكل حقل في موسم القطاف. أما أساليب الوقاية فتتركز على زراعة الكرمة المطعمة على الأصول الأميركية المناسبة لمحافظة "السويداء"، والحجر الصحي على الأرض المصابة، وعدم زراعتها لمدة لا تقل عن سنتين».

وعن الحلول الجذرية التي قامت بها مديرية الزراعة للمحافظة على واحد من أهم المحاصيل في "جبل العرب"، تحدث المهندس "بسام الجرمقاني" مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في "السويداء" بالقول: «ليس هناك حل جذري، وكافة الحلول التي تعتمد على المبيدات الكيميائية غير مجدية، ولكن هناك حلول استراتيجية بدأت في العام 1981 بتوزيع أصناف الكرمة الأميركية التي لم تكن مدروسة لأنها لم تتلاءم مع تربتنا، ولكننا تواصلنا مع أحد البحوث العالمية الكبرى في إيطاليا وتم إحضار تسعة أصناف تناسب المروي والجفاف والأرض الكلسية، الذي يناسب أرض "السويداء" كانت صنف (بروجري 41) وهو أصل مقاوم للجفاف وللحشرة القاتلة "فيلو كسيرا"، وقد تم إحداث مشتل "نبع عرى" جنوب مدينة "السويداء" وزرع 150 غرسة، وإنتاج 200 عقدة، وقد أصبح لدينا 300 شجرة موثوقة، حيث يتم التطعيم على آلة خاصة، وبات لدينا الآن آلتان وهما تطعمان بالآلاف، حيث نقوم بوضعهما في براد مؤسسة الخزن والتسويق بعد الاتفاق معهم، ولكننا بطور إنشاء براد خاص لمصلحة المديرية بقيمة 15 مليون ليرة سورية. وخلال أشهر نستكمل العُقل والانطلاق، فيتم تجذير الأشجار وتطعيمها بالأصناف المتوفرة».

العنب بعد وصول الحشرة إليه في السويداء

وفي النهاية أكد "الجرمقاني" ضرورة تكاتف العمل بين المزارعين والفنيين في مديرية الزراعة التي تصب حتماً في مصلحة المزارع، محذراً من أن كثرة الحراثة تزيد من انتشار الحشرة، ولا يوجد حل جذري لهذه الكارثة إلا بالجذر المقاوم.

المهندس مفيد الصحناوي