يتماهى الشيخ الفنان "مروان عزي" في تطويع خشب السنديان واستحالته تحفاً فنية خالصة، استطاع ذلك بفطرة عجيبة ورثها من الطبيعة في أعالي الجبل، ويصمم على بثها من جديد روحاً غير التي كانت عليه.

بقامته الكبيرة، وصوته الرخيم؛ يأخذك "مروان عزي" الشيخ المثقف، والفنان المرهف إلى عوالمه الداخلية دون استئذان، ويقول ما يجول بخاطره، كأنك تعرفه منذ عقود متسلحاً بالسلام الداخلي الذي يغلف حياته على الرغم من الوضع المادي الصعب، ويؤكد: «دائماً ما تقف الظروف الصعبة في وجه الإبداع، وأعمالي التي تبهر الناس تبحث عن أيدٍ حنونة لتتلقفها، أو تبقى أسيرة المنزل الذي تحولت أرجاؤه إلى متحف متكامل من التماثيل الخشبية، وقد كانت بداياتي فطرية بحتة، أو أن هاجساً جعل من يداي تحتضن جذوع السنديان التي وجدت فيها ما يعتمل في داخلي من أفكار ومشاعر متناقضة، وقد بثثت فيها الروح من جديد بعد أن كانت ميتة، والأشكال التي أصوغها عليها هي من وحي تلك الأفكار، وأحياناً تخبرك تلك الجذوع ما ترغب فيه، وكأنها نسخة غير مكتملة عن وجه إنسان أو حيوان أو طائر، حيث أقوم بأدواتي البسيطة بتتويج تلك الحالة، وجعلها قابلة للحياة».

لا شك أن ما يفعله الفنان "مروان عزي" بجذوع السنديان هو خلق حياة جديدة بفطنة ونباهة بعيدة عن التعقيد، فخط بأدواته البسيطة أشكالاً حية من الوجوه التي يمكن أن تراها هنا وهناك، توحي بالكثير من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الجميلة، وهو اعتمد برأيي على المنحوتات الخشبية منطلقاً من بيئة جبلية خالصة صعبة المراس ملأى بالمعاصي والصعوبات، فحّول تلك الصعوبات إلى مخلوقات تكاد تنطق جمالاً وحباً، إن أعمال "عزي" الشيخ المسن والشاب المفعم بالأمل مثال حي على قدرة العقل على الإبداع

مدونة وطن "eSyria" وخلال فعاليات مهرجان "شهبا"، التقت فنان الجداريات "عماد فرزان" في قاعة المعارض بالمركز الثقافي العربي، بتاريخ 12 تشرين الأول 2014، فتحدث عن رؤيته للأعمال الفنية الجديدة المصنوعة من الخشب؛ التي قدمها "عزي"، بالقول: «لا شك أن ما يفعله الفنان "مروان عزي" بجذوع السنديان هو خلق حياة جديدة بفطنة ونباهة بعيدة عن التعقيد، فخط بأدواته البسيطة أشكالاً حية من الوجوه التي يمكن أن تراها هنا وهناك، توحي بالكثير من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية الجميلة، وهو اعتمد برأيي على المنحوتات الخشبية منطلقاً من بيئة جبلية خالصة صعبة المراس ملأى بالمعاصي والصعوبات، فحّول تلك الصعوبات إلى مخلوقات تكاد تنطق جمالاً وحباً، إن أعمال "عزي" الشيخ المسن والشاب المفعم بالأمل مثال حي على قدرة العقل على الإبداع».

رأس كبير من السنديان

وأفرد الفنان "نضال خويص" مفردات جميلة في حالة الشيخ "مروان نواف عزي" حين قال: «حين شارفت جذور السنديان على الاحتضار سارع بأدواته التقليدية البسيطة لعله يفعل شيئاً حيالها، فحولها بفطنة إلى مخلوقات وديعة تنبض بالحياة، وتتناغم ألوان عروقها في كتلة نحتية بعيدة عن التكلف لتلامس البيئة الشرقية بكل مكوناتها، وعندما جنحت تكويناته إلى التشخيص جعل الجذوع الخشبية تنتصب برشاقة ورصانة، وتحولت في بعض سطوحها إلى وجوه في حالة تعبيرية توحي بالكثير من المشاعر والانفعالات، وتحيي في ذاكرتنا ذائقة بصرية متميزة للفنان "مروان عزي" النحات المملوء حباً للجبل والسنديان، الذي أراد أن يصوغ قصيدته بعفوية وبلا مفردات لغوية فصارع ظروفه القاسية حتى انبثقت تماثيله الخشبية لتريح جسده المنهك، وتبهج روحه التواقة إلى خلق الجمال».

الأعمال التي بثها روحه
تمثال خشبي على شكل عدد من الحيوانات