حملت لوحات الطفل "ميلاد أبو شاح" رموزاً عالمية سطرتها ريشته على وقع غارات يومية تحصد أرواح أطفال "غزة"، وهو واحد من أربعين طفلاً بعثوا رسالة رمزية عبروا فيها عما يكتشفونه في العالم حولهم..

مدونة وطن "eSyria" التقت الرسام الصغير "ميلاد أبو شاح" بتاريخ 4 آب 2014، الذي تحدث عن تجربته الجديدة في رسم الوجوه ضمن معرض الأطفال الذي أقيم في مرسم الفنان "حميد نوفل" بمدينة "شهبا"، ويقول: «تطورت أدواتنا خلال الأشهر الماضية بالنسبة للخطوط والألوان التي انتقلنا من خلالها إلى التلوين المائي، وكانت الوجوه المرسومة أمامنا تثير فينا الكثير لمعرفة ماذا تمثل، وماذا تعمل في الحياة حتى اكتشفنا أن الشاعر الفلسطيني "محمود درويش" هو أهم شعراء العالم، وهو مناضل مثله مثل "غيفارا" و"سلطان باشا الأطرش"، وكذلك رسمنا الفنان "سيد درويش" الذي سمعنا عنه لأول مرة، وعند مشاهدتنا لما يجري لأطفال "غزة" من جرائم وإبادة على يد المجرمين الصهاينة، راح أغلبنا يرسم تلك الوجوه كل على طريقته، وكانت ردة فعل أهلنا واضحة من خلال إعجابهم بما قمنا به».

هو معرضهم الثاني في هذا العام، وكالعادة أنا لا أتدخل كثيراً فيما يطرحونه على الورق، وأترك الحرية الكاملة للطفل باختيار الموضوع والألوان، وأتصرف معهم من بعيد بإرشادات وإشارات بسيطة، وهم يسألون بشكل مباشر عن الظل والنور، وطريقة مزج الألوان، وهو ما فعلوه عند اكتشاف ناتج لونين بعد المزج، فظهرت أعمالهم البسيطة غاية في الجمال، ومدهشة للعين، أما الوجوه فهي رسالة رمزية لتلك الوجوه الصغيرة التي تذبح على مرأى من العالم في "فلسطين"

ومن أجواء المعرض عبرت السيدة "زينة ناصر الدين" عن إعجابها بما رأته، وتقول: «لا شك أننا أمام مواهب كبيرة لها شأن مهم في قادمات الأيام، وما يثير الإعجاب الكم الكبير للمواهب التي تهتم بالفنون، فنلاحظ منذ فترة كثرة المعارض الفنية المتعلقة بالأطفال الصغار الذين لا يتجاوزون من العمر الاثني عشر عاماً، وهم يتطورون بشكل كبير ومتنامٍ بفضل توجيهات الفنانين المشرفين عليهم، وقد لاحظنا في هذا المعرض قدرة الأطفال على الرسم بالألوان المائية، وكيفية التعامل مع اللون في عملية الظل والنور التي كانت واضحة في أغلب الأعمال، وقد أدهشتني رسوم الأطفال "راسيل مكارم"، و"ميس أبو حجيلة"، و"دلع السمين"، و"شهد أبو بكر"، والفنان الصغير "ميلاد أبو شاح" الذي تميزت رسومه بالحس المرهف العالي من خلال الوجوه التي نقلها على طريقته، وكذلك بلوحاته التي تماهت ما بين التعبيري والرمزي».

رموز شهيرة على طريقة الأطفال

وأرجع الفنان "حميد نوفل" حالة التماهي مع ما خطه الأطفال من وجوه تمثل رموزاً عالمية في الفن والشعر والمقاومة إلى ما تختزنه ذاكرتهم الحية من حوادث قريبة، ويقول: «هو معرضهم الثاني في هذا العام، وكالعادة أنا لا أتدخل كثيراً فيما يطرحونه على الورق، وأترك الحرية الكاملة للطفل باختيار الموضوع والألوان، وأتصرف معهم من بعيد بإرشادات وإشارات بسيطة، وهم يسألون بشكل مباشر عن الظل والنور، وطريقة مزج الألوان، وهو ما فعلوه عند اكتشاف ناتج لونين بعد المزج، فظهرت أعمالهم البسيطة غاية في الجمال، ومدهشة للعين، أما الوجوه فهي رسالة رمزية لتلك الوجوه الصغيرة التي تذبح على مرأى من العالم في "فلسطين"».

جانب من المعرض
الرسام الصغير ميلاد أبو شاح