من بيوت قرية "عرمان" القديمة ورث الدكتور "نجيب المقت" منزله عن جده، وأضاف إليه الكثير من المكونات التي جعلت منه متحفاً منزلياً شاملاً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 15 آب 2020 زارت منزل الدكتور "نجيب المقت" ليحدثنا قائلاً: «يعود تاريخ بناء هذا المكان إلى عام 1890 حيث قام جدي الذي كان أحد رجالات الثورة "السورية الكبرى" ببنائه في قرية "عرمان" ليشهد فيما بعد العديد من اجتماعات الثوار والمجاهدين وعلى رأسهم "سلطان باشا الأطرش" قائد الثورة وقد تعرض هذا المكان في إحدى الاجتماعات إلى الاستهداف من قبل الطائرات الفرنسية ما أدى إلى تصدع المكان الذي قمنا بترميمه في وقت لاحق مع محافظتنا على روح العراقة والأصالة فيه».

أقمنا في متحف "نجيب المقت" الكثير من اللقاءات الثقافية والفنية التي تستذكر الماضي العريق الذي مرّ على هذه القرية ومآثر القامات الوطنية والاجتماعية التي كانت تجتمع تحت سقف هذه المضافة، وحرصنا على توجيه الشباب والمهتمين لزيارة هذا المتحف المنزلي والاطلاع على محتوياته الأثرية الجميلة والهامة

وعن المضافة القديمة يقول "المقت": «تتربع هذه المضافة على مساحة 130 متراً مربعاً تقريباً وقد تم بناؤها من الحجر البازلتي الأسود الذي تشتهر به منطقة "جبل العرب"، ويتميز هذا البناء باحتوائه على 12 قنطرة مبنية على الطراز الروماني القديم وفيها مجالس حجرية تمتد على محيطها بشكل كامل والتي تتسع لأكثر من مئة شخص، والأرض من حجر البازلت الخشن وفيها العديد من النوافذ الصغيرة التي تعطي الإنارة والتهوية لهذا المكان، وجدران البناء تمتاز بسماكتها والتي تصل إلى المتر تقريباً وهو ما يعطي الاعتدال لجو هذه المضافة».

القناطر القديمة

وعن فكرة تحويل هذه المضافة إلى متحف تراثي يقول: «اعتاد أهالي القرية والأصدقاء زيارة هذه المضافة، وكنا نقيم فيها العديد من الاجتماعات الثقافية والاجتماعية التي تخص البلدة وبعد قيامي بترميم المكان، وإضافة بعض التعديلات عليه قررت أن أجعله نواة لمتحف منزلي يضم العديد من الأدوات الأثرية، والتي بدأت بجمعها وعرضها بطريقة مميزة تعرف الزائر على هذه الأشياء، وطريقة استعمالها والتي أصبح وجودها نادراً وليس بمتناول جيل الشباب الذي يسمع عنها ولا يعرفها، وأصبحت مقتنياتنا تزيد على المئتي قطعة، وما زلت أضيف إليها كل شيء تراثي أحصل عليه بمجهودي الشخصي أو بمساعدة الأصدقاء والمهتمين لنضعه في خدمة هذا المشروع الثقافي الهام».

"صفاء الشومري" مديرة لجنة جمعية "العاديات" في "صلخد" تقول: «تعدُّ مضافة الدكتور "نجيب المقت" من الأماكن التراثية الجميلة الموجودة في المنطقة، فهي تحتوي على سقف من الربد مع ميازين محمولة على قناطر استعمل في بنائها الحجر المنحوت الذي كان موجوداً بالمكان أو منقولاً من مكان آخر والذي أعطى هذا المكان جمالية خاصة تعبق برائحة الماضي تجعل منه متحفاً منزلياً يحافظ على جزء هام من تاريخ المنطقة».

الأدوات التراثية

"عادل جمال" أحد أهالي قرية "عرمان" يقول: «أقمنا في متحف "نجيب المقت" الكثير من اللقاءات الثقافية والفنية التي تستذكر الماضي العريق الذي مرّ على هذه القرية ومآثر القامات الوطنية والاجتماعية التي كانت تجتمع تحت سقف هذه المضافة، وحرصنا على توجيه الشباب والمهتمين لزيارة هذا المتحف المنزلي والاطلاع على محتوياته الأثرية الجميلة والهامة».

جانب من المنزل