لا أحد يستطيع تحديد عمرها بدقة، لكنها بلا أدنى شك تبلغ مئات السنين من خلال جذوعها الهرمة، وحجومها العملاقة، وما تتميز به من قدرة هائلة على الإنتاج من دون أي عناية أو رعاية، إضافة إلى قابليتها للتطور الدائم بسبب أصلها ونوعها البري وطبيعة وجودها في "اللجاة".

فريق الاستكشاف في مدونة وطن "eSyria" بحث في نوعية هذه الأشجار العملاقة من "الزيتون" والمتوضعة في قرية "صميد"، والتقى الموظف المتقاعد "جدعان شلغين"، بتاريخ 30 تشرين الأول 2015؛ الذي تحدث عن علاقته معها، ويقول: «عندما ولدت قبل 84 عاماً كانت هكذا وما زالت تصعد نحو السماء بلا أي تردد، وهي قبل ذلك بكثير؛ حيث كان يحدثني عنها والدي وجدي، وكانت التغييرات تظهر على جذرها بصورة بطيئة، وأغصانها العملاقة تكبر وتمتد، لكننا في الحقيقة نهملها كثيراً على الرغم من عطائها غير المحدود الذي يغني عن بستان كامل، وهذا ناتج عن الظروف التي تحيط بنا وأهمها قلة الأمطار وقلة المياه التي تأتينا، ولم أفكر يوماً أن أستشير أحداً غير الذي يأتي ليسألني عنها.

منذ سنوات طويلة وهاتان الشجرتان تعطيان ما يعادل 400 كيلو غرام لكل واحدة منها على الرغم من عدم العناية بهما، وتدخلنا الإيجابي ينحصر بتقديم الدعم الفني لهما بعيداً عن أي عنصر كيماوي يمكن أن يؤثر في طبيعتهما، ولعل الحل الأمثل يأتي من خلال السماد العضوي الذي نحرص كمهندسين زراعيين وننصح المزارعين بوضع السماد العضوي الذي نصنعه تحت الشجر مباشرة، ويمكن أن يكون من ورق الزيتون نفسه مع بعض المعالجات الأخرى، والتقليم العلمي الصحيح وعدم الجور على الأغصان، وإعطائها جرعات مناسبة من المياه، فهو ما يخول كل شجرة أن تنتج ضعف الكمية من دون إجهاد أو تعب، لأن هذه الأشجار أصيلة النوع وتنتج الزيتون كأنها شجرة شابة في بداية عطائها على الرغم من عدم معرفتنا لعمرها الحقيقي

كل شجرة تنتج ما بين 300 و400 كيلو غرام في السنة الواحدة، وقد أخبرني أحد المهندسين الزراعيين أن الشجرتين العملاقتين الموجودتين في منزلي يمكن أن تنتجا كل على حدة 800كغ أو أكثر في حال تم الاهتمام والرعاية بهما لكونهما أصيلتان في الأرض».

الجذر العملاق الأملس

عضو فريق الاستكشاف المهندس الزراعي "عادل الجرماني" تحدث عن هاتين الشجرتين من حيث الشكل والبنية والنوع، ويقول: «كما في كل الأشجار التي وصلنا إليها في منطقة "اللجاة" خلال جولاتنا الاستكشافية، فإن هذه الأشجار تحتاج إلى دراسة متأنية في مركز الأبحاث من أجل معرفة كل ما يتعلق بها وتوثيقها بعيداً عن الاجتهادات القابلة للخطأ والصواب، وتأخذ الشجرتان شكل "الزيتون الصوراني" المعروف، لكن لونها أفتح، أما ساقها والفروع فهي ملساء ولا يمكن قصها أو تقليمها بسهولة؛ لأن طبيعتها قاسية جداً، وتتميز ثمارها بأنها تميل إلى شكل الزيتون "الصوراني" أو "أبو شوكي" ونواتها صغيرة، والأجمل من كل ذلك أنها لا تصاب بالآفات الحشرية أو المرض مثل باقي الأنواع المنتشرة في المنطقة والمزروعة من قبل الإنسان، فهي مقاومة للظروف المناخية القاسية من حرّ وبرد، وعلى الرغم الإهمال الذي يصيبها من الإنسان نفسه؛ إلا أنها تجد طريقة لكي تعيش وتنتج، فهذه الأشجار محبة للحياة بطريقة تدعو إلى الدهشة، وهي تذكرنا بالأساطير التي تتحدث عن أعمار الكائنات الحية، ومنها الإنسان الذي يمتد عمره إلى عشرات السنين من دون أن يتعب أو يمل أو يصاب بمرض».

وعن كيفية جعل هاتين الشجرتين العملاقتين تستمران بالعطاء من دون أن يؤثر ذلك بنوعيتهما وصنفهما البري يضيف "الجرماني": «منذ سنوات طويلة وهاتان الشجرتان تعطيان ما يعادل 400 كيلو غرام لكل واحدة منها على الرغم من عدم العناية بهما، وتدخلنا الإيجابي ينحصر بتقديم الدعم الفني لهما بعيداً عن أي عنصر كيماوي يمكن أن يؤثر في طبيعتهما، ولعل الحل الأمثل يأتي من خلال السماد العضوي الذي نحرص كمهندسين زراعيين وننصح المزارعين بوضع السماد العضوي الذي نصنعه تحت الشجر مباشرة، ويمكن أن يكون من ورق الزيتون نفسه مع بعض المعالجات الأخرى، والتقليم العلمي الصحيح وعدم الجور على الأغصان، وإعطائها جرعات مناسبة من المياه، فهو ما يخول كل شجرة أن تنتج ضعف الكمية من دون إجهاد أو تعب، لأن هذه الأشجار أصيلة النوع وتنتج الزيتون كأنها شجرة شابة في بداية عطائها على الرغم من عدم معرفتنا لعمرها الحقيقي».

الزيتون البري
فريق الاستكشاف مع المزارع "جدعان شلغين"