يتجه أغلب المزارعين في "جبل العرب" نحو "اللوز الأميركي" بأنواعه المتعددة؛ لما له من فوائد كبيرة في الإنتاج والقطاف واللبّ، ويأتي بعده "اللوز البلدي" الذي يتمتع بخاصية البقاء عدة سنوات بفضل قشرته القاسية التي تمنع الرطوبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 تموز 2015، المزارع وصاحب كسارة اللوز "نعيم الخطيب" من قرية "طربا"؛ الذي تحدث عن أنواع اللوز التي اعتمدها في بستانه، ويقول: «نعتمد في زراعة اللوزيات على ثلاثة أصناف أميركية المنشأ، وعلى النوع البلدي الذي أثبت أهميته وقدرته على المنافسة والصمود ضمن الظروف الجوية، وهناك أنواع مهجنة بين هذين الصنفين؛ فهناك نوع أخذ قساوة القشرة من البلدي وحلاوة اللب من الأميركي، ويشتهر "اللوز التكساسي" الذي يعد من أجود الأصناف التي تزرع في المحافظة؛ بسبب حجمه الكبير وطعمه اللذيذ ولبّه المتوازن وسهولة قشّره وغلائه عند البيع، يليه "الفرانيس" ذو الحمل الكثيف والحجم الصغير والقشرة الرقيقة التي يسهل التعامل معها، وهو من الأنواع التي تستعمل للطبخ والحلويات، والثالث يطلق عليه "ألترا" وهو أيضاً كثيف ولبّه صغير، هذه الأنواع لا يمكن تخزينها أكثر من سنتين لأن اللبّ يتأثر بالعوامل الجوية ويصبح لونه أسود، أما "اللوز البلدي" الذي يعد أكثر نوع قابل للتخزين بسبب قشرته الخشبية القاسية بعكس الأنواع الأميركية؛ حيث لا يدخل إلى اللبّ الهواء والرطوبة، وهو يخزن لعدة سنوات».

بعد عملية القطاف يضع أغلب المزارعين محصولهم على سطوح المنازل حتى تضربه أشعة الشمس بصورة كاملة من أجل التخلص نهائياً من الرطوبة، وفي العادة يفصل المزارعون أنواع اللوز حتى يسهل كسره ومبيعه، وعندما يأتون إلى الكسارة نقوم في البداية بوضعه في "مقطف" كبير لتنظيفه من بقايا الأغصان والأوراق، وبعد ذلك إلى الكسارة التي تعمل على الطاقة الكهربائية، وهي عبارة عن مطارق صغيرة تفصل اللب عن القشر وتفرز الآلة كل شيء على حدة حتى نحصل على اللوز الصافي، وهناك فتحة للوز الذي يتكسّر بصورة كبيرة ويستخدم للحلويات، وهكذا تتم العملية، أما إذا أراد أحد الحصول على اللب بلا القشرة البنية، أو ما يطلق عليه اللوز المقشور، فالعملية بسيطة حيث يوضع في الماء الساخن ويتم فركه باليدين للتخلص من القشرة، ويوضع في الشمس حتى يجف

على الرغم من أن "اللوز" لم يحن قطافه بعد، ويحتاج إلى أيام طويلة من الشمس الحارقة حتى ينضج وتنشف قشرته الخارجية، يقول المزارع "هادي أبو زيدان" من قرية "الطيبة" عن طريقة فصل اللوز الناضج عن الشجرة: «في نهاية شهر آب من كل عام تبدأ عملية جمع محصول "اللوز" في أغلب مناطق "السويداء"، حيث يلاحظ أن القشرة الخارجية بدأت تنفصل عن الخشبة التي تحمي اللب الداخلي، حيث تقوم الشمس بامتصاص الرطوبة عن القشرة وعن العقدة التي تربط حبة اللوز بالأغصان، وهي لا تحتاج سوى إلى هزة صغيرة على أغصانها حتى تسقط على الأرض، وفي العادة نضع شوادر أو قطع القماش تحت الشجرة ونبدأ العمل يدوياً، ونستعين بعصا طويلة وسلّم حتى نصل إلى كل الثمر، وهناك من يستخدم الحجارة ولكنها عملية مؤذية للشجرة، وإذا كانت الأشجار من نوع واحد يفضل أن توضع بالأكياس من دون أن تختلط مع أنواع أخرى في حال كان الإنتاج كبيراً والمزارع يريد البيع والتجارة، وفي حال كانت الأشجار مختلطة الأنواع ففي الأغلب يذهب الإنتاج إلى معامل الحلويات، فبإمكان المزارع بيع محصوله كما هو، وإذا أراد الاستفادة أكثر يبيعه بعد أن يكسره ويفرزه».

اللوز التكساسي

إلا أن عدداً من المزارعين حافظوا على بعض محصولهم كاحتياطي من أجل المؤونة والتجارة، حيث يذهبون به إلى مكان الكسارة لفصل القشرة عن اللبّ، ويتابع المزارع "الخطيب" وصف عملية الحصول على لوز مثالي للتجارة بالقول: «بعد عملية القطاف يضع أغلب المزارعين محصولهم على سطوح المنازل حتى تضربه أشعة الشمس بصورة كاملة من أجل التخلص نهائياً من الرطوبة، وفي العادة يفصل المزارعون أنواع اللوز حتى يسهل كسره ومبيعه، وعندما يأتون إلى الكسارة نقوم في البداية بوضعه في "مقطف" كبير لتنظيفه من بقايا الأغصان والأوراق، وبعد ذلك إلى الكسارة التي تعمل على الطاقة الكهربائية، وهي عبارة عن مطارق صغيرة تفصل اللب عن القشر وتفرز الآلة كل شيء على حدة حتى نحصل على اللوز الصافي، وهناك فتحة للوز الذي يتكسّر بصورة كبيرة ويستخدم للحلويات، وهكذا تتم العملية، أما إذا أراد أحد الحصول على اللب بلا القشرة البنية، أو ما يطلق عليه اللوز المقشور، فالعملية بسيطة حيث يوضع في الماء الساخن ويتم فركه باليدين للتخلص من القشرة، ويوضع في الشمس حتى يجف».

نعيم الخطيب
الكسارة الآلية