كانت السنابل التي التقطها فريق "eSyria" الاستكشافي لا توحي أن ما بداخلها حبات قمح صغيرة، فكانت دلالة على وجود أنواع جديدة من القمح لم تكتشف من قبل في "اللجاة".

مدونة وطن "eSyria" التقت عضو فريق الاستكشاف المهندس الزراعي "عادل الجرماني" بتاريخ 2 حزيران 2015، ويقول: «من المعروف لدى الباحثين والمهندسين المهتمين بأصول النبات أن موطن القمح الأصلي يوجد في منطقة "جبل الشيخ" و"فلسطين" المحتلة، وتعود إلى آلاف السنين عندما اكتشفها الإنسان الأول أثناء بحثه عن الطعام، وفي منطقتنا كنا نعلم أثناء الدراسة أن هناك ستة عشر نوعاً للأقماح المتواجدة في "اللجاة"، ولكننا اكتشفنا حتى الآن أربعة أنواع جديدة أثناء جولاتنا الاستكشافية، ومازال البحث مستمراً من أجل التوصل إليها ومعرفة مدى قابليتها للعيش في هذا المكان أو في أماكن أخرى».

من المعروف لدى الباحثين والمهندسين المهتمين بأصول النبات أن موطن القمح الأصلي يوجد في منطقة "جبل الشيخ" و"فلسطين" المحتلة، وتعود إلى آلاف السنين عندما اكتشفها الإنسان الأول أثناء بحثه عن الطعام، وفي منطقتنا كنا نعلم أثناء الدراسة أن هناك ستة عشر نوعاً للأقماح المتواجدة في "اللجاة"، ولكننا اكتشفنا حتى الآن أربعة أنواع جديدة أثناء جولاتنا الاستكشافية، ومازال البحث مستمراً من أجل التوصل إليها ومعرفة مدى قابليتها للعيش في هذا المكان أو في أماكن أخرى

وعن هذه الأنواع يضيف: «النوع الأول من القمح البري يكون فيه "السفّير" أو "السفا" (القشرة التي تحمي القمح) طويلاً، ولكن السنبلة كانت غير مكتملة وأقماحها قليلة، ولونها أبيض وطول النبات كاملاً أقل من المتر بقليل، وإذا توافرت له شروط النمو الطبيعية يمكن أن يمتد أكثر من ذلك وتصبح حبة القمح كبيرة والسنبلة متراصة الأقماح، والنوع الثاني لونه أبيض ومواصفاته قريبة من الأول كالسنبلة، ولكن الحمل في السنبلة أكثر وهي مكتظة بالأقماح، وطوله كان قصيراً حيث لا يتجاوز الثلاثين سنتيمتراً، وهذا النوع باعتقادي يلائم منطقتنا كثيراً ويمكن بصورة أولية البناء عليه، أما النوع الثالث فتميز بلون سنبلته السوداء الرفيعة، وكانت السنابل متفرقة عن بعضها؛ حيث تحتاج إلى خبرة وبحث حتى يتم الكشف عليها أنها من الأقماح، ووصل طولها إلى ما يقارب نصف المتر، والنوع الأخير كان رمادي اللون وكأنه يأخذ من الصنفين الأول والثالث وطوله يعادل سبعين سنتيمتراً وأقماحه صغيرة».

النوع الثاني من القمح بعد جمعه

وعن مكان وجود هذه الأنواع الأربعة أضاف: «القمح ذو النوع الأول الطويل يوجد على خط سير "وادي اللوى" أو "كتف اللجاة"؛ وهي المنطقة التي استهدفناها في رحلة البحث الأولى ضمن فريق الاستكشاف، وتتميز هذه المنطقة بغناها وتربتها البركانية بما يناسب النبات وإكثاره، أما الأنواع الأخرى فقد كانت وسط "اللجاة" وضمن قريتي "مجادل وصميد" أي المركز الرئيس "للجاة"، وكنا نجدها ضمن مجموعات صغيرة وليست فردية؛ وهو ما يثبت أنها قادرة على النمو والتطور في حال تم الاهتمام بها وإكثارها من قبل مراكز البحوث الزراعية، وهي الخطوة التالية التي يجب أن تتم في العمل، ويمكن وضعهم مع الأقماح عالية الغلة للتجربة، وكل الأنواع تتحمل الجفاف وتتحمل كل المتغيرات الجوية والأمراض، وبالتالي يمكنها أن تكون الأب الجديد للأقماح التي نزرعها عادة».

وتحدث المهندس الزراعي "حكمت شرف" عن مواصفات حبة القمح في الأنواع البرية الأربعة، والسنبلة التي تحمله، وطرائق تطوير هذه الأنواع والاستفادة منها بالقول: «حجم الحبة صغير جداً عدا النوع الأول الموجود على خط "وادي اللوى"، وهو شبيه بالقمح العادي ولكنه غير مهذب مثله؛ فليس هناك ورق عريض مثل القمح المعروف ولا شكل السنابل المكتظة بالقمح، أما شكل السنبلة فهو رفيع، ولهذا لا يفرق الناس بين القمح والنبات العادي، والتلقيح هو السبب في عملية ضعف السنابل البرية؛ فالمجموعات الكبيرة من القمح العادي تتلقح طبيعياً وبالخلط، أما المجموعات الصغيرة فتلقيحها ذاتي من خلال الزهرة نفسها، ودراسة التهجين من قبل مركز البحوث ضروري حتى نستفيد من خاصية مقاومة هذه الأقماح للبيئة بكل ظروفها».

مساحات أصيلة للقمح الأصيل
المهندس عادل الجرماني