رائحة اليانسون وطعم العجين المحلى والمقلي بالزيت الخفيف، أهم ما يميز أكلة "الزلابية" التي تتميز بسهولة وسرعة إعدادها، تقدم في سهرات الشتاء وفي المناسبات والأعياد.

مدونة وطن "eSyria" زارت بلدة "المزرعة"، والتقت بتاريخ 13 نيسان 2015، "منال عريج" وهي تجيد صناعة أكلة "الزلابية"، فتحدثت عن كيفية صناعتها بالقول: «تتم صناعة هذه الأكلة على ثلاث مراحل؛ حيث نقوم أولاً بتحضير وعاء نضع فيه 2 كيلوغرام من الطحين وملعقة خميرة ثم نضيف ملعقتين أو ثلاث ملاعق من اليانسون، ونضع ملعقتين من "الورص" وثلاث ملاعق من بهارات "المرشم"، ثم نضيف إليه نصف كيلوغرام من السكر، مع 1 ليتر من الماء الفاتر، وتبدأ عملية العجن حتى تصبح العجينة لينة وطرية، ثم نترك العجينة لمدة تتراوح بين ساعة ونصف الساعة إلى ثلاث ساعات حتى تتخمر.

ميزة هذه الأكلة أنها مازالت تقدم في "قصعات" كبيرة للضيوف وتأكل باليد، وليس من الضروري أن تقدم في مناسبة كبيرة فمن الممكن أن تكون نجاح أحد الأولاد في المدرسة أو زيارة إلى عريس جديد، كما تقدم للأولاد في المنزل بين الحين والآخر

وفي المرحلة الثانية يتم إحضار وعاء نظيف ونضع فيه ليتراً أو أكثر من الزيت الخفيف، ونقوم بسحب قطع صغيرة من العجين المخمر ثم تدويرها على شكل قطع صغيرة مستطيلة الشكل، ونصنع فيها بعض الثقوب التي تأخذ أشكالاً هندسية أحياناً من معينات أو دوائر أو مثلثات، وذلك لكي تتشرب العجينة أكبر كمية من الزيت أثناء عملية القلي، كما أننا قد نصنع عدة ثقوب أخرى بالشوكة أثناء عملية القلي نفسها، وعندما نرى أن القطعة قد أصبح لونها أشقر مائلاً إلى الأحمر نرفع القطع لأن هذا دليل على النضج.

منال عريج

وفي المرحلة الثالثة ترفع القطع وتوضع في مصفاة ليتم تجفيفها من الزيت، وهنا تصبح الأكلة جاهزة وتقدم لأهل البيت أو الضيوف مع صحن من الدبس أو قطر السكر».

وعن تاريخ هذه الأكلة التي تعد من الأكلات الشعبية والتراثية في بلدة "المزرعة"، يتحدث المحامي "مجيد الحسين" من أهالي البلدة بالقول: «"الزلابية" أكلة قديمة جداً في المحافظة، عرفناها في بيوت الآباء والأجداد، وهي أكلة منزلية حصراً لأنها لا تقدم في المطاعم أو الأماكن العامة، ومن المعروف عنها أنها أكلة السهرات الشتوية، لأنها تقدم طاقة للجسم لاحتوائها على السكر، إضافة إلى أن أكلها في الصيف يشعرك بالعطش والحاجة إلى الماء لأن العجين هو مادتها الأساسية، ومن الممكن تقديمها أيام الأعياد إذا صادف العيد في فصل الشتاء».

مجيد الحسين

ويضيف: «تتميز "الزلابية" بأنها لا تحتاج إلى مواد كثيرة لصناعتها، وقد انفردت مع "المرشم" و"اللزاقيات" بكونها أهم أطباق الحلويات في البلدة، وتميزت هذه الأكلة بمرافقة الأمثال الشعبية لها، فنسمع مثلاً يقول: ("الزلابية" محرمة على البخلاء)، وهذا ما يجبر كل المتواجدين أثناء السهرة باستثناء من لديه عارض صحي على تناولها كي لا يظهر بمظهر البخيل، وهناك مثل آخر يقول: (أولاد الزلابية)، وهي ليست شتيمة كما يعتقد بعض الأشخاص، بل هي دليل على محبة المقصودين بالمثل بعضهم بعضاً، ودليل على رفقتهم الطويلة التي استمرت منذ الطفولة».

ويتابع: «ميزة هذه الأكلة أنها مازالت تقدم في "قصعات" كبيرة للضيوف وتأكل باليد، وليس من الضروري أن تقدم في مناسبة كبيرة فمن الممكن أن تكون نجاح أحد الأولاد في المدرسة أو زيارة إلى عريس جديد، كما تقدم للأولاد في المنزل بين الحين والآخر».