تعمل المرأة الجبلية على صناعة الحلوى الباعثة للطاقة الحرارية في الجسم، التي تتألف من مواد المؤونة المنزلية، فتجعلها سميكة ومضغوطة بفعل مادة "الدبس"، وتسميها "الملبدة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 11 آذار 2015، "سوزان صعب"، ربة منزل، فتحدثت عن صناعة "الحلاوة المفتفتة" أو "الملبدة"، وتقول: «تحمل الحلاوة قيمة غذائية عالية، فهي تمنح الطاقة وتبعث الحرارة في الجسد، ولهذا يتناولها الناس في "جبل العرب" أثناء فصل الشتاء، وقد اعتمدوا على تخزين مؤونة الشتاء من الدقيق والدبس والسمن وغيرها من المواد الغذائية، لصناعة تلك الحلاوة في الشتاء القارس، وتسمى "الحلاوة الملبدة" لأنها ذات سماكة فهي مضغوطة أو ملبدة كما يقال بالعامية».

"للحلاوة الملبدة" ذاكرة شعبية تعود في قدمها إلى تاريخ غابر، حيث لها طقوس وذكريات جميلة أثناء صناعتها في أيام الشتاء والثلج، إلى جانب "الوجاق" مع بعض الأكلات الشعبية الشتوية الأخرى

وعن طريقة صناعتها تقول: «لصناعة تلك الحلاوة لا بد من إحضار كمية من الدقيق وفق حاجة سيدة المنزل، حيث نقوم بنخله، ثم نضع القليل من مادة السمن النباتي أو الحيواني حسب الرغبة، حيث يوضع السمن والطحين على نار هادئة في وعاء واسع ونبدأ مزجهما معاً، حتى يصبح لونهما ذهبياً، ونقوم بوضع الوعاء في مكان جاف لتبريده قليلاً.

الأنسة ربيعة غانم

لتبدأ المرحلة الثانية؛ التي نعمل بها على وضع مادة "الدبس" الصافي ويفضل دبس العنب لأنه ذو مذاق مميز وحلاوة عالية، ويجب أن تكون كميات الدبس التي توضع فوق الدقيق وافية حيث تحقق تماسك العجينة ومزجها جيداً للتجانس فيما بينها.

وفي المرحلة الثالثة؛ نقوم بمد عجينة الحلاوة (أي الطحين مع الدبس) ضمن وعاء واسع ونقوم بالضغط بكف اليد عليها حيث تملأ كامل الوعاء، ونعمل على تقطيعها وفق أشكال هندسية معينة منها المربع وشبه المنحرف أو على شكل كرات، وبعدها تأتي المرحلة الأخيرة وهي الزينة أو إضافة منكهات، كأن نضع جوز الهند أو السمسم أو حبات من الجوز لإضافة قيمة غذائية إليها، ثم تقدم بصحون صغيرة للضيوف».

شكل ثانٍ من الحلاوة الملبدة

وفي لقاء مع "ربيعة غانم" مسؤولة التراث الشعبي في مديرية ثقافة "السويداء" تقول: «حين تجتمع الأسرة حول المدفأة في الأجواء الباردة، خاصة في المناطق الجبلية فهي بحاجة إلى طاقة حرارية تبعث في الجسم الطاقة والقوة، ومن الأكلات الشعبية التي تجتمع حولها الأسرة في الشتاء "الحلاوة الملبدة"، ومكوناتها من مؤونة المنزل السنوية، وتدخل فيها مادة الدبس التي يعتمد عليها كبار السن في الشتاء كي يتحصنوا بالطاقة، وتقدم الحلاوة بأشكال متعددة تحمل جمال الشكل والطعم والمذاق».

ومن ناحية الارتباط الاجتماعي لأهالي "السويداء" بالحلاوة "المفتفتة" يبين الباحث التراثي "هايل القنطار" بالقول: «"للحلاوة الملبدة" ذاكرة شعبية تعود في قدمها إلى تاريخ غابر، حيث لها طقوس وذكريات جميلة أثناء صناعتها في أيام الشتاء والثلج، إلى جانب "الوجاق" مع بعض الأكلات الشعبية الشتوية الأخرى».

الأستاذ هايل القنطار