جودة ثمار التفاح وتميزها بالطعم واللون والنكهة، هو أهم ما يعتمد عليه الفلاح "فؤاد نعيم" في تسويق محصوله في السوق المحلية وتصديره أحياناً إلى الخارج، وخاصة أن تفاح "السويداء"، يعد من أجود أنواع التفاح العالمي.

مدونة وطن "eSyria" التقت المزارع "نعيم" في 18 كانون الأول 2014، فتحدث عن عمله الذي يجعل زراعة هذه الشجرة تعطي أفضل الإنتاج والنوعية بالقول: «أنا مزارع قديم لهذه الشجرة، ولدي 500 غرسة مزروعة في مساحة 20 دونماً من الأرض، وقد اخترتها من أفضل الأنواع وهما "الغولدن" و"الستاركنج"، وقد قمت بزراعة غراس التفاح بطريقة علمية، حيث قمت بزراعة غرسات التفاح على سطور حقلية وبعمق بين 40 و70سم، وجعلت المسافة بين الغرسة والأخرى 7 أمتار، وذلك من أجل المحافظة على المسافة بين الغراس وإعطاء مسافة لامتداد الجذور في المستقبل، لتأخذ الشجرة حاجتها من الماء والسماد، كما أن هذه المسافة تساهم في تأمين خدمة دخول الجرار الزراعي للفلاحة والمكافحة الحشرية، وخاصة أثناء رش الغراس بالمبيدات التي تكافح ظهور أطوار الحشرات، وأقوم بعملية التقليم مرة واحدة بعد توقف العصارة منتصف شهر كانون الأول، لذلك تنتج الشجرة لدي وسطياً اليوم بين 100كغ و300كغ، وهذا كله يساهم في إعطاء أجود أنواع التفاح الذي يباع النوع الأول منه بأعلى الأسعار في السوق».

يبدأ العمل بزراعة شجرة التفاح باختيار التربة، فيقوم المهندس المسؤول بتحليل التربة أولاً لمعرفة أي الأنواع يناسبها أكثر، ومن ثم يتم من قبل المزارع اعتماد التوصيات السمادية من أسمدة عضوية وأسمدة معدنية وتسميد ورقي، واتباع المكافحة المرشدة لاستخدام المبيدات، وذلك للحفاظ على جودة التفاح والتقليل من مخاطر المبيدات على البيئة والصحة العامة، كما يتم اعتماد مبدأ الإدارة المتكاملة لمحصول التفاح من خلال نشر المصائد الفيرمونية والكرتونية لمكافحة دودة ثمار التفاح التي تعد الآفة المفتاحية على التفاح، ليتم بعدها الاهتمام بالتقليم لأنها العملية الأهم في إنتاج التفاح، ويتم ذلك عبر توزيع نقاط الإثمار على مختلف أجزاء الشجرة بطريقة تؤمن للثمار الحصول على كميات كافية من الإضاءة؛ وهو ما يحسن في صفاتها ومواصفاتها

وعن سر منافسة تفاح "السويداء" للتفاح العالمي بكل أصنافه؛ يتحدث الأستاذ "حاتم أبو رأس" رئيس غرفة زراعة "السويداء" بالقول: «إن سبب جودة تفاح "السويداء"، ومنافسته للتفاح العالمي يعود لعدة أسباب أولها: أن زراعة التفاح في المحافظة هي زراعة طبيعية بعلية تعتمد على مياه الأمطار، حيث يبلغ متوسط الهطول المطري السنوي في مناطق الزراعة نحو 525مم، وثانيها أن التربة البازلتية ذات المنشأ البركاني تحتفظ بالرطوبة بطريقة جيدة؛ وهذا ما ينعكس بدوره على جودة ثمار التفاح من حيث زيادة نسبة المواد الصلبة الذائبة فيه والسكريات التي تصل نسبتها إلى 20%، ومن ثم انعكاس ذلك على القدرة التخزينية للثمار، كما أن انتشار زراعة هذه الشجرة بدءاً من ارتفاع 1200 متر وحتى 1800 متر عن سطح البحر يوفر لها في الشتاء إضاءة وسطوعاً شمسياً جيداً إضافة إلى العدد الكافي من ساعات البرودة التي تزيد على 2000 ساعة برد، كما يوفر هذا الارتفاع للأشجار تعرضها للأشعة فوق البنفسجية في الصيف؛ وهو ما يكسبها لوناً وطعماً ونكهةً مميزة تجعلها من أفضل الأصناف التجارية الرئيسة في العالم، كما أن الرطوبة النسبية في شهري حزيران وآب تساعد فيما يعرف بظاهرة قطف الندى التي تمتاز بها الحجارة البازلتية السوداء؛ وهو ما يساهم في تحسين صفات الثمار من حيث الحجم واللون».

الأستاذ حاتم أبو رأس

وعن تاريخ زراعة هذه الشجرة وأنواعها وأماكن وجودها بالمحافظة يتابع "أبو رأس": «بدأت زراعة التفاح في المحافظة منذ مطلع القرن الماضي، وذلك من خلال الاعتماد على زراعة بعض الأصناف المحلية وهي "السكري، الفضي، أبو غبرة"، وكان ذلك في بعض القرى مثل قرية "سهوة الخضر"، ليتم في عام 1948 إدخال بعض الأصناف الأجنبية خاصة "غولدن ديليش" و"ستاركنج"، وبدأ التوسع الرئيسي في هذه الزراعة منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وذلك بعد استخدام الآليات الثقيلة في استصلاح الأراضي الزراعية، وكل ذلك كان مترافقاً مع الجهود الحثيثة التي قام بها مزارعو التفاح لتطويع الطبيعة لخدمة مشاريعهم، مع العلم أن الظروف البيئية التي تتمتع بها المحافظة تعد مناسبة جداً لزراعة التفاح بدءاً من نوع التربة والارتفاع عن سطح البحر والوضع الطبوغرافي إلى جانب الهطول المطري وتوفر درجات الحرارة المنخفضة شتاءً التي تناسب معظم الأصناف الرئيسية للتفاح إلى جانب الحرارة المعتدلة صيفاً وتوفر الرطوبة النسبية؛ وهو ما جعل من هذه الزراعة منافسة بكل المقاييس، وقد باتت شجرة التفاح تعد الشجرة الأولى في المحافظة».

وعن أفضل الطرائق التي يتبعها المزارعون في زراعة هذه الشجرة، يتحدث المهندس الزراعي "كمال العيسمي" بالقول: «يبدأ العمل بزراعة شجرة التفاح باختيار التربة، فيقوم المهندس المسؤول بتحليل التربة أولاً لمعرفة أي الأنواع يناسبها أكثر، ومن ثم يتم من قبل المزارع اعتماد التوصيات السمادية من أسمدة عضوية وأسمدة معدنية وتسميد ورقي، واتباع المكافحة المرشدة لاستخدام المبيدات، وذلك للحفاظ على جودة التفاح والتقليل من مخاطر المبيدات على البيئة والصحة العامة، كما يتم اعتماد مبدأ الإدارة المتكاملة لمحصول التفاح من خلال نشر المصائد الفيرمونية والكرتونية لمكافحة دودة ثمار التفاح التي تعد الآفة المفتاحية على التفاح، ليتم بعدها الاهتمام بالتقليم لأنها العملية الأهم في إنتاج التفاح، ويتم ذلك عبر توزيع نقاط الإثمار على مختلف أجزاء الشجرة بطريقة تؤمن للثمار الحصول على كميات كافية من الإضاءة؛ وهو ما يحسن في صفاتها ومواصفاتها».

تفاح معد للتصدير

يذكر أن المساحة المزروعة من أشجار التفاح في المحافظة قد بلغت حتى الآن نحو 14000 هكتار أغلبها في مناطق سفح الجبل والمناطق التي تتجاوز أمطارها 400مم، وأن عدد الأشجار في المحافظة هو 2664833 شجرة، وأن إنتاج المحافظة قد بلغ في العام الماضي 50 ألف طن، وهي من أنواع تتمتع بقدرة تسويقية عالية وعلى صنفين، الأصناف الحمراء وفي مقدمتها: "ستاركنج، رد ديليش، تسارك ريمون، وتوب رد، ويل سبور، رويال رد"، والأصناف الصفراء وفي مقدمتها: "غولدن ديليش"، و"بل غولدن"، و"أوزارك غولدن".

التفاح على الأشجار