الأديب "زياد العودة" يحمل في مشروعه الثقافي ترجمة أساطير هامة في التاريخ ليقدمها إلى جيل الشباب في "سورية" عامة و"السويداء" خاصة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 كانون الثاني 2014 التقت المترجم الشاعر "جهاد الأحمدية" عضو اتحاد الكتاب العرب، حيث قال: «تعدّ الترجمة عملاً أدبياً إبداعياً أكثر منها عملية نقل من لغة إلى أخرى، لأنها تنقل مفاهيم وسلوكيات حضارية من خلال اللغة إلى حضارة أخرى، فالترجمة لا تخدم الغرض المطلوب منها إذا كانت محض نقل كلمات في لغة مصدر إلى كلمات في لغة أخرى، لأنها تفقد روح اللغتين، بل الأجدر أن تكون عملية نقل بين الحضارتين، ولهذا ضمت الترجمة خاصيتين الأولى: أهمية العمل المترجَم والثقافة والبراعة اللتان يتحلى بهما المترجِم، والثانية: دقة اللغة وسلاسة الأسلوب التي من شأنها أن تضفي على العمل المترجم جمالية خاصة في الدخول إلى النص من عتبته حتى نهايته، كما في "أسطورة دون جوان" التي قام بتأليفها "جان روسيه"، وترجمها المترجم "زياد العودة" عضو اتحاد الكتاب العرب، وأصدرتها وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب، إذ عمل المترجم على تقديم نصٍ يحمل قيماً دلالية أقرب ما تكون إلى مثيلاتها في النص المصدر. ويتميز الأستاذ "زياد" بأنه يشتغل على موضوع نقل روح النص وليس مفرداته فقط، لذلك ترى ترجماته ناجحة جداً من خلال دقتها وحسن استقبالها من القارئ العربي وبشكل خاص عند قراء "السويداء"».

كانت الأسطورة في ثقافتنا الشعبية والعربية عاملاً هاماً في نشر أحداث تاريخية لها اعتبارها وانسجامها مع واقع الزمان والمكان لفترة زمنية شكلت منعطفاً إبداعياً عمل على نقلها توثيق تلك الأساطير بالكلمة المجردة، واستفاد من أفكارها كل من وصلت إليه كل أسطورة من تلك، لقد عملت على ترجمة نص "أسطورة دون جوان" بشكل احترافي حينما قسمت العمل وفق منهجية علمية واضعاً ثوابت، وذلك بتجاوز عتبة نصه بمقولة "غيلديرود دون جوان" الذي قال: "أسطورتي إنما هي قصة ملحمية لا نهاية لها، عرضية، مشوشة، منافية للعقل وطافرة، مثل رواية مسلسلة أو مثل الحياة"، ثم بدأت المدخل الذي يحمل رحلة ممتعة في تفاصيل الفكر الأسطوري متوصلاً إلى نتيجة هامة في عمق تفاصيلها

حول الترجمة والقيمة المعرفية لـ"أسطورة دون جوان" بين المترجم "زياد العودة" عضو اتحاد الكتاب العرب مترجم "أسطورة دون جوان" بالقول: «كانت الأسطورة في ثقافتنا الشعبية والعربية عاملاً هاماً في نشر أحداث تاريخية لها اعتبارها وانسجامها مع واقع الزمان والمكان لفترة زمنية شكلت منعطفاً إبداعياً عمل على نقلها توثيق تلك الأساطير بالكلمة المجردة، واستفاد من أفكارها كل من وصلت إليه كل أسطورة من تلك، لقد عملت على ترجمة نص "أسطورة دون جوان" بشكل احترافي حينما قسمت العمل وفق منهجية علمية واضعاً ثوابت، وذلك بتجاوز عتبة نصه بمقولة "غيلديرود دون جوان" الذي قال: "أسطورتي إنما هي قصة ملحمية لا نهاية لها، عرضية، مشوشة، منافية للعقل وطافرة، مثل رواية مسلسلة أو مثل الحياة"، ثم بدأت المدخل الذي يحمل رحلة ممتعة في تفاصيل الفكر الأسطوري متوصلاً إلى نتيجة هامة في عمق تفاصيلها».

الشاعر جهاد الأحمدية

ويتابع المترجم "العودة" طارحاً تساؤلاً: «هل يحق لنا أن ندرج "دون جوان" في طائفة الأساطير التي صنفها وحددها "إيلياد، وليفي شتراوس، أو فيرنان"، بين أساطير المجتمعات القديمة تلك التي تعود إلى الأصول الأولى، "إلى زمن البدايات المقدس" قبل أي عصر تاريخي؟...لعل القناعة أن "دون جوان" لا ينتمي إلى أسرة الأساطير مبرراً ذلك بأنه مولود في عصر تاريخٍ محدد، ومعروف أول نص مروي له بعنوان "الصحيح" الذي يفلت من متناول علماء السلالات، ولكن يضع ضمن جملة الأساطير ذلك لأنه مبنيّ على الموت، على الحضور الفاعل للميت، لذلك التمثال الذي دبت فيه الحياة وهو بطل المسرحية الحقيقي، والوسيط إلى ما وراء هذه الحياة، وعامل الارتباط المقدس، ولكن هذا ليس كل ما في الأمر، فالميت الذي يهينه الحي حين يدعوه إلى العشاء، هذا الميت، الذي يعود ليقتص، يخرج من الحكاية الشعبية واسعة الانتشار في الغرب المسيحي، إن تاريخ الأسطورة وأيضاً الرحلة عبر الأشكال، فقد ولد "دون جوان" في المسرح وأخذ يتطور من خلاله تطوراً اقتصر عليه وحده تقريباً، حتى نهاية القرن الثامن عشر، وشاركت في هذا التطور كافة الأنماط المسرحية، من المسرحية المكتوبة، حتى فروعها الشعبية، ونصف الشفوية، مثل الملهاة المرتجلة، وأسطورة "دون جوان" هي من الأساطير المدهشة التي دخلت التاريخ ولها مكانتها الثقافية والإبداعية».

وعن القيمة المعرفية لترجمة كتاب "أسطورة دون جوان" بين الدكتور "فايز عز الدين" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في "السويداء" أضاف: «يقدم "دون جوان" إذا نُظر إليه بمنظار الحل، على أنه مذنب مدان، وعلى أنه منتهك للشرائع يصطدم بمثل القانون، وأياً كان النص المدروس، ومهما تكن وجهة النظر المتبناة، فإن البطل يعرض علينا دائماً خارجاً على الجميع، ولكن بواطن الأمور تظل خافية، ويضطلع الحدث المسرحي النهائي المفاجئ بمهمة اطلاعه على مضمونها، لقد عمد المترجم "زياد العودة" أن يقدم لنا الكتاب بشكل يحمل لغة مبسطة غير معقدة، فيها جمالية اللغة والقيمة المعرفية والأبعاد الثقافية والإبداعية لما تحمله الأسطورة من ركائز في عالم الخيال التاريخي، ولا بد من الإشارة إلى أن المترجم استطاع أن يتفوق بترجمته ضمن مفهوم حكم القيمة بالترجمة على كثير من الصعاب حين توصل إلى نص ربما يتوازى ويتفوق على النص الأساسي».

غلاف الكتاب المترجم

الجدير بالذكر أن المترجم "زياد العودة" قد تم تكريمه مؤخراً على مجمل أعماله من قبل جمعية تنمية المجتمع المحلي في "السويداء".