يكتب الشاعر "خالد هنيدي" أشعاره من وجع الوطن، ومن تجربة ما تزال غضة يحلم أن يقوّي عودها، ومن حيرته، وحلمه الذي يسكنه ليكون مشروعه في الكتابة.

مدونة وطن eSyria التقت الشاعر بتاريخ 27/5/2013 في حوار كان أحد أطرافه الشاعر "جهاد عارف الأحمدية" الذي تحدث عن تجربة "خالد هنيدي" الإعلامية والشعرية التي يتوقع لها مستقبلاً مشرقاً وقال: «قرأت له محاولات صحفية كثيرة فكان يسعى بها إلى أن يثبت قدميه في هذا المجال، وهذا ما استطاع تحقيقه ومنذ سنوات لفتني أن لغته بدأت تميل إلى الخيال واللعب بالمفردات لتقترب من لغة الأدب، وتلامس حدود الشعر بجمالية وخصوصية فتراه يرسم له خطاً بيانياً صاعداً في صفحاته التي ينمقها بألوانِ قوس قزح، ويزركش هوامشها بوريقات الحنين لعله حين ينتقي عباراته ويعيد هيكلتها يحاول رسم خارطة القلبِ بألوان الجمال بحدود عشق، لعلنا نقرأ في قادم الأيام لشاعر له بصمته في عالم الكلمة لعلنا نحتفي به في توثيق تجاربه في ديوانه الجديد الذي يستعد لتقديمه لجمهور القراء الذي خبر أشعاره».

لا يعيب ما يكتبه "خالد هنيدي" انفلاته من الوزن بل يجعل نصوصه متمردة محلقة بجناحي طير أدرك أدواته جيداً، تأخذ تلك النصوص بعيداً في غياهب الحزن لتغور في تفاصيل الإحساس من خلال صور متزاحمة تدفع الواحدة الأخرى نحو تراكيب كثيفة الجمال ليعود بك مسرعاً على جناحي فراشاته التي عشقت العبق وتفننت في تنويع الرحيق كل ذلك سخره ليضيف إلى الأدب سيمفونية للحب بتلاوينها المتراوحة بين تناقض الأحاسيس

من الحوار فقرات نتشارك بتصفحها وهي:

الشاعر جهاد الأحمدية

  • في أشعارك نوافذ أمل نتلمسها في صورك التعبيرية، كيف تحاكي ذلك في شعرك؟
  • ** الشعر هو حالة هذيان، حالة من السقوط الرائع التي تجعلنا ونحن نسقط كلمات، كأننا في غيبوبة اختيارية، هي فصل خامس من فصول الوقت فللشتاء خصوصيته ودفئه، وللخريف أزهاره، وللربيع شمسه، وللصيف صقيعه، والكتابة هي احساسنا عندما نختار أن ننقله بواسطة قلم مرتبط بأحد الشرايين إلى ورقة ترتبط هي الأخرى بنبض ما في أجسادنا، والأمل في الكتابة هو تلك اللوحة السوريالية، ذات الجمالية الخالصة لفنان تشكيلي اختار أن يخربش بفرشاته على السطوح البيضاء فيرسم حلمه كما يشاء ويرتب أيامه على قدر انكساراته، فتبدو هذياناته أقرب إلى فن تجريدي لا يتقنه سواه، وربما كان الأمل أحد الأسباب الأولى لارتباط إحساسنا بورقة وقلم.

    الشاعر خالد هنيدي

  • تحاكي الوطن والحياة في عدد من نصوصك هل هو وجع الوطن أم حالة ارتباط لا يقيدها زمان أو مكان؟
  • ** الوطن.. وهل أجمل من السباحة في بحره الافتراضي، المشبع بروح الخيال، بروح الحرية، بروح الانعتاق إلى المستقبل الخفي، والمعلن جميل لا يملكه إلا الوطن ذاته وهل أقل من ملامسة حدوده في نصوصنا، تلك الحدود التي ترسم اختلالاتنا؟ وهل أجمل من وطن رمزي يسكننا كما نسكنه فنترك ياسيمنه يعربش على أيامنا وفاءً، ويصير في النص رمزاً لكل ما هو جميل وكل ما هو حالم؟ يصير الوطن أرضاً لم تطأ من قبل إلا بأقلامنا، يصبح الحبيبة العذراء، بتول كما النقاء.. الوطن الموجوع فينا هو وطن الوجع في النص، هو الدروب الوعرة الشائكة هو الذوبان في وجوده والتلاشي حتى تصير جزءاً من نص هو الوطن.. بالفعل هو حالة ارتباط لا تكرسها قواعد لأنه ظل قصيدة وارف، فطوبى لوطن يكون في القصيدة.

  • بين الشعر الحر والشعر النثري رسمت حالة للشباب العاشق، لحلم نحو مستقبل جميل كيف تصف ذلك؟
  • ** ربما بعد لا يحق لي أن أختار أو أن أصنف نفسي شاعراً ولكن يحق لي أن أدعي أن في داخلي بحور كثيرة مملوءة بأمواج عاتية، هذه الأمواج لا تتركني بين مد وجزر إلا نصاً أكتبه. لا أخفي قلقي الحالم عن شرعية القصيدة أو النص؛ ولكنه اشتعال متواصل، هي فعل الحضور، وشكل من أشكال التداول اليومي، هي ضوء في النفس ينبعث جهات وملامح وتفاصيل، قد تفقد بريقها إن لم تكن حلم الفضاء الواسع، حلم الإضاءة الناعسة على خشبة مسرح ذاتي، هي الغد القريب يتمخض عنها أول الظهور وأول الشموع التي نشعلها في حياتنا.

    ربما كانت تجربتي ممتدة أو موغلة في الحلم، تجربة معجونةً ومغموسة بالحزن والكآبة والغربة مع بصيص من الأمل. ومرتبطة به حد التوجع، أخاف أن تتلاشى الكلمة في السطور، فأركض إلى ورقة وأدون حالة، ربما تعنيني بشكل شخصي ولكنها قادرة على المضي لأبعد من حلم.

  • تحاول عن قصد تأخير ديوانك الشعري رغم توافر المادة الغنية خارج حدود الطبع والنشر حدثنا عن أحلام ومشاريع جديدة؟
  • ** ربما تجربتي ما زالت غضة أحلم أن يقوى عودها، أن أترك يوماً ديواناً يحمل حيرتي، وحلمي، أهديه لوطن موجوع اليوم، ولحب حائر مازال يسكنني وأسكنه أحلم أن يكون لي مشروعي في الكتابة، أن أترك بعضاً مني على ورق مطبوع لتكون يوماً رواية قاربت على الانجاز، وأن يكون الحزن والألم والغربة، مجرد محطات مرت في حياتي. أحلم أن تكبر تجربتي الإعلامية، وأن أحقق ذلك الربط الحلم بين الصحافة عملي الحالي والشعر والكتابة.

    عن الشعر الحر والانفلات من الوزن يضيف الشاعر "سمير فليحان" بالقول: «لا يعيب ما يكتبه "خالد هنيدي" انفلاته من الوزن بل يجعل نصوصه متمردة محلقة بجناحي طير أدرك أدواته جيداً، تأخذ تلك النصوص بعيداً في غياهب الحزن لتغور في تفاصيل الإحساس من خلال صور متزاحمة تدفع الواحدة الأخرى نحو تراكيب كثيفة الجمال ليعود بك مسرعاً على جناحي فراشاته التي عشقت العبق وتفننت في تنويع الرحيق كل ذلك سخره ليضيف إلى الأدب سيمفونية للحب بتلاوينها المتراوحة بين تناقض الأحاسيس».

    الجدير بالذكر أن "خالد هنيدي" من مواليد 1975 مختص بالبرمجيات، وإعلامي يعمل لمصلحة عدد من المجلات الالكترونية.

    له متابعات أدبية ومشارك في عدد من الأمسيات التي نشرت أشعاره على نطاق واسع.