من خلال كتابها "حنين الناي" استطاعت الكاتبة السورية "سميرة الأشقر" أن تجد فسحة جديدة للأمل والحياة عبر كلماتٍ نسجتها من تجربةٍ قاسية عاشتها لكنها أعطتها القوة وإرادة الاستمرار.

"سميرة الأشقر" تسعد بلقب المدرّسة رغم أنها تجد في الأدب فسحة للحياة الجديدة التي عبرت إليها بعد تجربة مع المرض تعتبرها وخزة محبة من الخالق وتصر على أن لديها الكثير لتقدمه للقراء.

عندما نطالع في كتاب "حنين الناي" نشعر بأن الكاتبة تناجي الورق لتعبر عن فيض من مشاعرها بصورة شفافة بما ترجمته من حالة عشق للموسيقا، وبما حملته من حنين الناي وقدمته بصورته الصادقة والعفوية

مدونة وطن eSyria التقت الشاعرة والكاتبة "سميرة الأشقر" بتاريخ 12/9/2012حيث بدأت حديثها بالقول: «اتجاهي للأدب قديم قبل المرض وكان لي اهتمام بعلم النفس البشرية، فعندما كانت تسألني المدرّسة عما أريد أن أكون في المستقبل، كنت أرد أني اتمنى دراسة علم النفس، معللة ذلك بأنني أريد التعرف على نفس الإنسان وما يجول في الأذهان، وما عشته في فترات الشباب كان نوعاً من الغربة عبرت عنه بالكتابة لأجد في كتاباتي في المرحلة الثانوية خواطر تشبه ما أكتبه في هذه الفترة، وقد كان لوفاة والديّ أثر كبير في فهم الموت وأثر مهم في حياتي لما حمله لي من ذكريات مؤلمة لم أعرف مصدرها، وقد ترافقت هذه الذكريات مع صوت موسيقا الناي التي التصقت بمسامعي لسنوات طويلة من خلال "موسيقا نينوى"، وشعرت بأن الناي، والنأي، والنوى، والبعد يأخذونني لعوالم بعيدة عاشت معها أحلامي من تلك العوالم القديمة، ما حرك القلم لأكتب ما بروحي من ذكريات، فبقيت صديقة الماضي، وفي أحيان كثيرة كنت أخرج من الواقع لأعيش عالمي الروحي الخاص، فقرأت القرآن الكريم، والإنجيل، والحكمة الشريفة، ويمكن أن أقول إنني عشت خمس سنوات بحالة تصوف كاملة مارست خلالها طقوساً روحية أتأمل الشمع وآخذ من نوره لأقتبس من هذا النور أشعاراً أو كلاماً منثوراً».

الكاتبة سميرة الأشقر

عن كتابها "حنين الناي" قالت: «الألم النفسي كان دافعاً للكتابة، أما الألم الجسدي فقد شعرت بأنه وخزة محبة من الخالق عز وجل لذلك استطعت أن أقدم كتابي "حنين الناي" رغم التعب والمرض، واليوم أعد لمجموعتي الشعرية الأولى التي تلتصق بهذا الكتاب، ولرواية قد تحمل اسم "أطياف عابرة" فأنا أؤمن أننا كلنا أطياف عابرة في هذه الحياة».

الكاتب "رامي النمط" حدثنا عن تجربة الشاعرة بالقول: «عندما نطالع في كتاب "حنين الناي" نشعر بأن الكاتبة تناجي الورق لتعبر عن فيض من مشاعرها بصورة شفافة بما ترجمته من حالة عشق للموسيقا، وبما حملته من حنين الناي وقدمته بصورته الصادقة والعفوية».

كتابها حنين الناي

الدكتور والشاعر اللبناني "مالك عابد" قال: «تعرفت على الأديبة والشاعرة "سميرة الأشقر" من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أعجبني أسلوبها في الكتابة لأنه ينم عن ثقافة عميقة في قلب هذه الشاعرة، فالرقة لا تغيب عن كتاباتها حيث تنبعث من هذه الكتابات مشاعر الحب والألم والوطنية، والتغني تارة بالعروبة الحقة، والتحسر على تفككها وشرذمة الصف العربي تارة أخرى. اليوم أتابعها بشغف وأتوقع منها الكثير».

** مقتطفات من كتاب (حنين الناي):

  • الذين لا يحلمون لا يملكون الكثير.. أجل.. لكنّني أحلم وأحلم ويحملني بساط الأثير إلى عالم بعيـــــد بعيــــد أحلم فيه بالسعادة والهناء بعيداً عن عالم الأحقاد والدناءة.

  • في السماء المدلهمّة قمر اخترق جسد غيمة متمرّدة تمخر عباب السماء كحوت جامح غضوب.. التمع القمر هناك وكأنّه عين على الزمان والمكان.

  • وارتفع صوت الموسيقا هنـــــــــــــا إنّها موسيقا (شهرزاد) تلك الأسطورة الباقية ما دامت العباد.. تروي حكاية القهر منذ عصر الأجداد.

  • شهرزاد يا لحناً يدوّي في مساءاتي.. ترويه للحيّ شرفاتي.. نوافذي.. نباتاتي.. وكل حيّ آتٍ.. آتٍ.. آآآآتِ.. عائدٍ من عالم المتاهات.

  • الجدير بالذكر أن الشاعرة "سميرة الأشقر" من مواليد "السويداء" 1964 مجازة في الأدب العربي من جامعة "دمشق" ومدرّسة في مدرسة المتفوقين ولها مشاركات أدبية وأمسيات لاقت استحسان الجمهور.