قد لا تكون وصفة لكنها فكرة يوصّف بها الكتاب الشباب من خلال التجربة حواراً يديره الأدباء الشباب مع كتاب متمرسين.

موقع eSuweda حاور الكاتبة الشابة "رهف غرز الدين" عن أدب الشباب وتجربتها الأدبية التي تتشابه مع غيرها من كتاب هذا الجيل الذي قد يجد من يثمن تجربته بشكل موضوعي أو يتعامل بفارق العمر ونقص التجربة ليؤطر التجربة الشابة بحدود معينة، ولكم جانب من هذا الحوار...

غياب الإصغاء يغيب التجربة ويحرمنا من سماع المزيد وبالنسبة لي قد يكون الشاب المجرب صاحب فكرة مجددة تغني التجارب القديمة فهل نرفضها، ويكفي أن تطالع تجربة شابة مثل تجربة "رهف" لتشعر بأنك ترى وتسمع خفق الأجنحة وهي تنفض الغبار عن لغتها فتظهر مسفوعة بروح ورياح مغامرة وسرعان ما تشعر بأن ظلال روحك المأسورة بالجسد تنفلت إلى بدايات في أرض مواربة، لترى نفسك ما لا ترى وتوقض فيك غزلان لغتها حنيناً طاغياً للركض وتأخذك المجازات لمساحات لا تعي معنى النهايات، والنهايات التي تعرفها تمتد فيك غرساً ناعماً تنشرك في ذات الشيء وعمقه، هي ببساطة قاصة مبشرة تقدم أساليب متميزة في السرد والتعبير ودائماً تصف لك بضعاً من أقراص الحب الذي تمنحك إياه من أقراص صيدلية قصتها لتغمض عينك وتذهب في عالم جميل هذا في الأغلب ما تقدمه التجربة الشابة التي أصر على متابعتها والاهتمام بها لما فيها من تجدد وإثراء للأدب

  • تثمنين الإصغاء لكل ما هو جديد فهل غيابه لدى أصحاب التجارب السابقة جعل الضجيج صاحب الفصل؟ وأي إصغاء يطلبه الكتاب الشباب؟
  • رهف غرز الدين القاصة الشابة

    ** عندما نكتب نحتاج لمن يقرأ أفكارنا من خلف السطور لكن ذلك سيكون بعيد المنال إذا غاب الإصغاء، فالإصغاء تلك المنحة التي أعطاها الخالق للإنسان ليتبصر من خلالها وكذلك نقرنه بتوسيع دائرة الاهتمام لأنه يعني التمعن والاهتمام والتواصل مع مقدم الفكرة سواء أكان شاباً أم كاتباً متمرساً، ولا ننكر أن هناك من يصغي لنا كشباب، لكن الحلم هو ذاك التواصل الحيوي بين الصغير والكبير ومتابعة التجربة بغض النظر عن الأحكام المسبقة وقياس الفواصل العمرية التي تؤطر التجربة الشابة بحدود معينة، هذه الفكرة التي شغلتني وحركت مشاعري تناولتها في قصة قصيرة حملت عنوان "رجل تعثر بي" ولحسن الحظ لاقت الأذن المصغية من بعض الكتاب.

  • اتجاه الشباب للكتابة من وجهة نظرك ينضوي تحت مفهوم الحاجة للتعبير، فهل هي تجربتك الذاتية أم فكرة تقرئينها من تجارب شبابية أخرى؟
  • الكاتب جهاد عقيل

    ** أتوقع أنها حالة عامة تنطبق على تجربتي وتجربة عدد كبير من الزملاء والأصدقاء، فقد تكون سنوات المراهقة دافع حقيقي للكتابة، لأن الورق قد يكون الحضن الحميم الذي يلقي فيه الشباب بآهات وأوجاع تنسجم مع ما يقاسون أو حتى أفكار عابرة لا تتسع ساحة الواقع لعرضها، في هذا العمر أغلبية الشباب يمتلكون فيضاً من المشاعر، لكن تفريغ هذه المشاعر من وجهة نظري في هذا العمر ليس الكفيل بدخول عالم الأدب، فقد تكون لدى الشاب محاولات وتجارب والاستمرار مع الوقت هو الذي يكرس هذه الموهبة ويقدم لها فرصة التطور والظهور، وبالنسبة لي فالأدب هروب من عالم الواقع لعالم أجمل أتمكن من خلاله التعامل مع شخصيات مختلفة لتفرح وتحزن وتعبر عني وعنها بقالب أدبي يفرض حضوره على حياتي ليكون جزءاً من حياتي، التي تتقاسمها دراستي للرياضيات وتعلقي بالأدب والقصة القصيرة بشكل أساسي وقد يكون الرابط بينهما نوع من التفكير المنطقي والممنهج ساعدني على التفوق بدراستي العلمية ورسم لي خطوة أسعدتني في عالم الأدب البديع.

  • تجدين في المهرجانات الأدبية الشبابية فسحة للشباب وباباً للتواصل حدثينا عن تجربتك في هذا المجال؟
  • ** شاركت في مهرجانات اتحاد الشبيبة الأدبية لأكثر من أربع مرات وحصلت من خلالها على جوائز، هذه المهرجانات كانت فرصة لي ولغيري من الشباب لتقديم ما لدينا بحضور كتاب كبار من المحافظة وخارجها، هنا فسحة للنقد والسؤال والجواب وتقييم لهذه المحاولة أو تلك تضيف للكاتب الشاب معرفة جديدة ليكون لديه تصور جديد قد يدعم موهبته في بعض الحالات، وكشباب قد يكون لنا ملاحظات متنوعة على نوعية المحاولات التي تبث من خلال هذه المهرجانات وطريقة النقد التي يمارسها بعض الكتاب الكبار، لأنه وبشكل عام قلة منهم من يندفع لدعم التجارب الجديدة، وبالتالي فالنقد اللاذع قد يقزم التجربة بشكل أو بآخر، لكن الكاتب الشاب ولي تجربة في هذا المجال عندما يمتلك موهبة قوية يستطيع توضيح رؤيته ويجد من يستمع له حتى وإن كانوا قلة، وبالنسبة لي فقد كان تعاملي مع النص القصصي ومحاولة الخروج عن المألوف في طريقة السرد وتكوين النص القصصي، محوراً لحوار واسع مع عدد من القاصين الذين احترم تجربتهم وكانت نقطة تحول هامة بالنسبة لي، خاصة عندما أبدى بعض الكتاب الإعجاب بهذا الأسلوب لأستمر بمنحى ينسجم مع تصوري للقصة القصيرة وللنص النثري، والحرص على أن نأخذ فرصتنا كشباب في التجريب واعتماد التجربة فكل جديد من وجهة نظري يضيف حرفاً للوحة تتشكل بين الكتاب الشباب وكتاب اكتملت تجربتهم على أرض الواقع.

    الكاتب "جهاد عقيل" يلتقي مع "رهف" على ضرورة الإصغاء للتجربة الشابة التي تتضمن مبررات النجاح، كما هي لدى "رهف" وقال: «غياب الإصغاء يغيب التجربة ويحرمنا من سماع المزيد وبالنسبة لي قد يكون الشاب المجرب صاحب فكرة مجددة تغني التجارب القديمة فهل نرفضها، ويكفي أن تطالع تجربة شابة مثل تجربة "رهف" لتشعر بأنك ترى وتسمع خفق الأجنحة وهي تنفض الغبار عن لغتها فتظهر مسفوعة بروح ورياح مغامرة وسرعان ما تشعر بأن ظلال روحك المأسورة بالجسد تنفلت إلى بدايات في أرض مواربة، لترى نفسك ما لا ترى وتوقض فيك غزلان لغتها حنيناً طاغياً للركض وتأخذك المجازات لمساحات لا تعي معنى النهايات، والنهايات التي تعرفها تمتد فيك غرساً ناعماً تنشرك في ذات الشيء وعمقه، هي ببساطة قاصة مبشرة تقدم أساليب متميزة في السرد والتعبير ودائماً تصف لك بضعاً من أقراص الحب الذي تمنحك إياه من أقراص صيدلية قصتها لتغمض عينك وتذهب في عالم جميل هذا في الأغلب ما تقدمه التجربة الشابة التي أصر على متابعتها والاهتمام بها لما فيها من تجدد وإثراء للأدب».

    الجدير بالذكر أن "رهف" من مواليد "صلخد" 1991 طالبة متفوقة في قسم الرياضيات سنة رابعة، بمعدل تجاوز 84 بالمئة كتبت القصة القصيرة بعمر مبكر، ونشرت قصصها بشكل مفرد وهي اليوم بطور الإعداد لمجموعة قصصية سيترافق صدورها مع تخرجها.