كثر من بحثوا في التراث العربي، ولكن القلائل من اتخذوا من الحكاية الشعبية بحثاً علمياً، فقد صدر كتاب حمل عنوان " في قديم الزمان دراسة في بنية الحكاية الشعبية" يقع في ثلاثمائة وخمسين صفحة من القطع الوسط..

وهو صادر عن مديرية التراث الشعبي ضمن مشروع جمع وحفظ التراث الشعبي في وزارة الثقافة، للكاتب والأديب "فوزات رزق" حيث قسمه إلى ثلاثة فصول لكل منها عناوين دلالية في السرد والحكاية والفضاء الزماني والمكاني والحوار.

تحدثت في بناء الشخصية عن سمات الشخصية الحكائية التي تتكرر كثيراً في الحكاية مثل "ملك، وزير، بنت الملك، التاجر، الصياد، الحطاب...إلخ" كما وقفت على أنماط الشخصية الحكائية فوجدتها أربعة أنماط، واقعية ومؤنسنة وحيوانية وميتافيزيقية، وفي الفضاء المكاني للحكاية تحدثت عن مفهوم المكان وانفتاحه في الحكاية الشعبية، ثم وقفت عند مواصفات كل مكان بحسب رؤية الحكاية لكل من هذه الأمكنة "المدينة، قصر الملك، السوق...إلخ" ثم تحدثت عن تعامل الحكاية الشعبية مع المكان المفتوح، وفي الفضاء الزماني تحدثت عن عمومية الزمان وعلاقة ومن القص بزمن الوقائق وعن انفتاح الزمن في الحكاية حتى نهاية عمر الشخصية. أما الحوار فقد تحدثت عن طرقه المختلفة في الحكاية فثمة الحوار العادي والمسجوع والمنظوم، كما فصلت في سمات الحوار الذي يساهم في رسم الشخصية ورسم المكان

الأديب "فوزات رزق" عضو اتحاد الكتاب العرب أوضح لموقع eSuweda قائلاً: «من خلال وصولي إلى إمكانية القول بوحدة الحكاية الشعبية عربياً على الأقل فقد لجأت إلى دراسة بنية الحكاية الشعبية بشكل تفصيلي معتمداً في دراستي على المجموعات الحكائية العربية التي وصلت إلى يدي مشكلة مصادر لهذه الدراسة. وإن كنت لا أدعي قصب السبق في هذا المجال البحثي، وذلك لأن "نبيلة ابراهيم وشوقي عبد الحكيم محمد رشدي صالح" وغيرهم كثير قد درسوا بنية الحكاية الشعبية، إلا أنني أردت لدراستي هذه أن تكون مختلفة من حيث أنها استعرضت عناصر الحكاية الشعبية، ووقفت عند كل عنصر، مستوفية العناصر جميعها، لم يكن هذا الكتاب في حسابي حينما هممت أن أجمع الحكايات الشعبية في السويداء، وإنما كان القصد أن أتابع تدوين الموروثات الشعبية التي بدأتها بكتابي "ألعاب الأطفال في سورية " الصادر عن وزراة الثقافة السورية عام 1995، وأحسست أن مهمتي ستكون صعبة ما لم أتحصن لها بسبر أغوار السرد ودراسة فنيته بشكل معمق.

في قديم الزمان

فأخذت أبحث عن مراجع تعينني في هذا المحال، وكان مما استعنت به من مراجع كتاب "في نظرية الرواية" للدكتور "عبد الملك مرتاض" الذي أفادني في تفصيل طرائق السرد، وأنواعه، وعلاقة زمن القص بزمن الوقائع وأشكال الافتتاحات السردية في الموروث الحكائي العربي، الأمر الذي قادني إلى البحث عن المصنفات التي اعتنت بجمع الحكايات الشعبية في سورية والوطن العربي».

وتابع الأديب "رزق" قوله : «لفت نظري تطابق الكثير من الحكايات في هذه المجموعات، مع أنها تروى مرة على أنها دمشقية، ومرة على أنها حلبية أو اللاذقانية أو جبلية. ولم يكن ثمة فرق بين هذه الحكايات إلا في طريقة سردها بما يقتضيه الفرق بين الفصحى والمحكية. وقد أوصلني هذا التطابق بين الحكايات إلى الإيمان بوحدة الحكاية العربية، وزادت ثقتي بما وصلت إليه من استنتاج حينما أردت أن أتوسع في فهم البناء السردي فكان أمامي كتاب يمنى العيد "في بنية السرد" وفي هذا الكتاب وقفت على حكاية "الجرجوف" اليمنية، وقد روتها الكاتبة نقلاً عن "حكايات وأساطير يمنية" للكاتب "علي عبدو محمد" وكان قصدها أن تحلل البينة السردية في هذه الحكاية.

الأستاذ فوزات رزق

لكنني من جانبي وجدت في هذه الحكاية الخيط الذي ابتدأت منه، ففي بناء الحدث السردي تحدثت عن الحبكات الحكائية المتكررة، ولا أزعم أنني استنفدتها جميعاً لكنني أثبت أشهرها وأكثرها انتشاراً كما تحدثت عن البدايات والخواتم السريدة التي استخدمتها الحكاية المنقولة إلى الفصحي أو المروة بالمحكي من اللغة، وتحدثت عن قطع السرد ووصل مفاصل الحكاية حينما ينتقل السارد من موقف إلى موقف آخر، وتحثت عن ترميم الحكاية الذي يلجأ إليه السادر حينما يسهو عن سرد حدث في سياقه الوقائعي».

وعن بناء الشخصية الحكائية والفضاء الزماني والمكاني والحوار أوضح قائلاً: «تحدثت في بناء الشخصية عن سمات الشخصية الحكائية التي تتكرر كثيراً في الحكاية مثل "ملك، وزير، بنت الملك، التاجر، الصياد، الحطاب...إلخ" كما وقفت على أنماط الشخصية الحكائية فوجدتها أربعة أنماط، واقعية ومؤنسنة وحيوانية وميتافيزيقية، وفي الفضاء المكاني للحكاية تحدثت عن مفهوم المكان وانفتاحه في الحكاية الشعبية، ثم وقفت عند مواصفات كل مكان بحسب رؤية الحكاية لكل من هذه الأمكنة "المدينة، قصر الملك، السوق...إلخ" ثم تحدثت عن تعامل الحكاية الشعبية مع المكان المفتوح، وفي الفضاء الزماني تحدثت عن عمومية الزمان وعلاقة ومن القص بزمن الوقائق وعن انفتاح الزمن في الحكاية حتى نهاية عمر الشخصية.

أما الحوار فقد تحدثت عن طرقه المختلفة في الحكاية فثمة الحوار العادي والمسجوع والمنظوم، كما فصلت في سمات الحوار الذي يساهم في رسم الشخصية ورسم المكان».

الجدير بالذكر أن الأديب "فوزات رزق" هو من مواليد قرية "عرمان" وعضو اتحاد الكتاب العرب. محكّم لعدة دورات في جائزة المزرعة للإبداع الفني، يكتب الرواية والقصة والدراسة والنقد.