"اللغة العربية في الفكر القومي العربي بين ساطع الحصري وزكي الأرسوزي" كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الأستاذ أسماعيل الملحم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بالسويداء...

بمناسبة أسبوع اللغة العربية في مبنى الاتحاد وتحدث فيها عن أن دعاة الفكر القومي منذ القرن التاسع عشر كان القاسم المشترك في دعواهم للقومية العربية وعوامل نشوئها هو اللغة العربية ومن ذلك مثلا نشاط عدد من الإخوة اللبنانيين في مرحلة الحكم العثماني في تنشيط اللغة العربية، من بطرس البساتي وجورجي زيدان، أما في القرن العشرين وبعد انتهاء الحكم العثماني فقد أخذت الدعوة إلى وحدة الأمة العربية تنشط بشكل مميز وبرز بين دعاتها عدد من المفكرين منهم ساطع الحصري فيلسوف القومية العربية وزكي الأرسوزي نبي اللغة العربية، وكل منهما تناول اللغة العربية في الفكر القومي من زاويته الخاصة واتخذ الرجلان من التربية مجالا لتنشيط هذه الفكرة، فقد عمل الحصري في سورية والعراق ومصر، ينظر ويرسم المناهج التربوية مهتما بصورة خاصة بالتربية القومية على الرغم مما لاقاه من عنت وصد من دعاة الطائفية والشعوبية خاصة أنه شدد في كل حياته من خلال مواقفه في الإدارات التربوية في هذه البلدان على أهمية القومية العربية واللغة العربية كعامل أساسي إلى جانب التاريخ في نشوء القومية لذلك كان يطالب دائما بإلغاء المدارس ذات الطابع الطائفي ويشدد على الاهتمام باللغة العربية وهو الذي أدخل لأول مرة في سورية في أواخر عهد الانتداب وبداية الاستقلال علامة 50% شرطا للنجاح باللغة العربية بالإضافة إلى أن السقوط في اللغة العربية يعني السقوط في كل المواد.

أما زكي الأرسوزي فقد وجد في اللغة العربية أهم ما يميزها عن غيرها من لغات الأمم وقد وضح ذلك بشكل علمي وفلسفي من خلال كتابه (العبقرية العربية في لسانها) فوجد أن اللغة العربية امتازت بأنها لغة لا تفنى لأن جذورها موجودة في الطبيعة وليست لغة اصطلاحية كغيرها من اللغات التي تمر لفترات من النمو ثم لا تلبث أن تتبدل وتصبح في ذمة التاريخ.

eSuweda حضرت المحاضرة عبر مراسلها والتقت الأستاذ موفق نادر عضو لجنة تمكين اللغة العربية الذي قال: هذه المحاضرة مهمة جدا ونحن بحاجة دائما إلى مثلها لنتعرف أكثر على أبطال قومين وعرب مثل ساطع الحصري وزكي الأرسوزي وذلك بهدف تحسين الأداء اللغوي بشكل عام عند الناس فاللغة العربية لغتنا وهي من أهم المقومات المشتركة بيننا كأمة عربية، فهي تحافظ علينا بقدر ما نحافظ نحن عليها.