اختار دراسة المعلوماتية بعد تجارب دراسية، كانت أدنى من طموحه لينتقل إلى عالم البرمجيات والروبوتيك، في سعي حثيث لنشر علوم الروبوتيك واللغات البرمجية للأطفال والشباب.

بحث كثيراً عن الدورات المتخصصة في البرمجة لقناعته أنّ العلم هو الذي يقود الشباب إلى خيارات واسعة وفرص لتطوير الواقع، ومن خلال "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" طوّر حلمه كما قال لمدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 16 تشرين الأول 2020: «عندما نتعامل مع البرمجة ونتعمق بدارستها نعرف أنها نافذة واسعة مثلها مثل اللغة، لا بدّ من السعي لنتمكن من محو أميتها بالنسبة للشباب والأطفال، فهذا العالم وافر العلم، وبه إمكانية كبيرة لتحقيق كل ما نتخيله لتجسيد أحلامنا، هذه الفكرة تسيطر على جانب كبير من نشاطي وعملي كمدرب متطوع لتدريب الأطفال والشباب على الروبوتيك من خلال "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، أشعر أنّه على عاتقي مسؤولية كبيرة لتعريف هذا الجيل بالبرمجة، لغاتها، نظمها، وكل التفاصيل التي تساعدهم على تطبيق ما يحلمون به، وخلق نماذج أقرب لأفكارهم. خاصة أنني ألمس ما لدى هؤلاء الشباب والأطفال من طاقات خلاقة، يمكن استثمارها، لتكون نواة لتطور قادم نحتاجه ونأمل أن يتحقق».

شاب ذكي يعرف ما يحتاجه، سعى للعلم بشكل مكثف لتطوير شخصيته في مرحلة مبكرة، لديه أحلام كبيرة خاصة في مجال الروبوتيك، بحثنا معاً عن أفكار جديدة بحماس ورغبة للخروج من فرص التعليم الاعتيادية، طوّر نفسه من خلال اتباع دورات متخصصة ودقيقة في هذا المجال. معتمداً على ثقته أن لديه القدرة على تجاوز كل ما قد يواجهه من مواقف وصعوبات، أتقن فن التواصل الذي درسه بمتعة كبيرة، واستفاد من تخصصه في الجامعة الافتراضية، لديه طاقات متطورة وإصرار وهمة، ولم يكن لديه عائق ليقوم بما يحبه واتباع طرق البحث للتعلم، ولا مشكلة لديه بالسؤال ممتلكاً روحاً مرنة، فلديه مشاريع كبيرة يطمح لتحقيقها وهو قادر على ذلك

الشاب الذي انتقل من قسم الآثار والمتاحف إلى الهندسة المعلوماتية يخبرنا عن تجربته بالقول: «تعرضت لعارض صحي منذ الولادة، وسعيت بثقة كبيرة كي لا يترك آثاراً تذكر على دراستي، ولم تكن لدي رغبة كبيرة للدراسة خاصة المواد التي تتطلب الحفظ، وكنت أميل للتعرف أكثر على عالم الكمبيوتر والمعلوماتية، سعيت بشكل ذاتي للاستفادة من أي دورة يمكن أن تساعدني للحصول على معلومات جديدة وأفكار قادتني في النهاية إلى عالم البرمجيات.

علاء بدرية مع أحد طلابه

ولأننا جيل عايش الحرب فقد كانت آثارها الأولى أنني لم أتمكن في عام 2012 -عندما نجحت في شهادة الثانوية- من الدراسة في "دمشق" بسبب خوف الأهل من الأوضاع في تلك المرحلة، وبقيت في "السويداء"، وسجلت في قسم الآثار والمتاحف دون رغبة -هكذا حكمت الظروف- تابعت الدراسة وكان همي الحصول على دورات تخصصية للحصول على أفكار جديدة ومتطورة، وفي إحدى المرات كنت مع صديق لي في مشروع معلوماتي رغب بإنجازه، وبعد أن نفذناه نصحني بالتوجه للمعلوماتية لثقته أن هذا المجال المناسب لي، وبالفعل اتجهت إلى الجامعة الافتراضية، وكان ذلك عام 2015، باشرت الدراسة وهنا اختلف الحماس للدراسة، ففي قسم الآثار كنت أسعى لترفيع المادة، بينما في الهندسة المعلوماتية حرصت على الحصول على معدل جيد وجيد جداً، وأنا اليوم على أبواب التخرج».

التدريب وعالم البرمجة نشاط ذاتي تطور بعد امتلاك الخبرة، وعنه يقول: «من خلال أحد مشاريع الجمعية في مجال الروبوتيك، التقيت الدكتورة "ازدهار حاتم"، و المهندس "سمير جعفر"، والمهندسة "نغم الشعراني" وتعرفت على الفعاليات المرتبطة بهذا المجال ووجدتها متوافقة مع طموحي لمعرفة أكبر، ولتطبيق ما حاولت اكتسابه من مهارات، وبالفعل قدموا لي مساعدة كبيرة من حيث التجربة وما يمكن تطبيقه من برامج في التخصصات المختلفة، وبعد فترة شاركت بمسابقة مساعد مدرب في دورة "الآردوينو" مع المهندسة "أمل النداف"، وكانت تجربة مميزة.

علاء مع صديقه عمر أبو سعيد

تابعت في مسابقة "السومو"، و"السي كراش"، و"الليغو" وبدأت أدرّب "سي كراش" للأطفال، ومن بعدها مع إدارة الجمعية المتمثلة بمديرها "حسن غزلان" تابعت كمدرب دورة "ليغو" لأطفال جمعية "الرعاية الاجتماعية"، ونفذنا مجموعة دورات تخصصت بالروبوتيك والذكاء الصنعي للأطفال والشباب في تجربة أسعى دائماً لنشرها وجذب انتباه الشباب لها، هذه الفعاليات تطلبت خبرة وتدريباً مسبقاً في مجال فن التواصل مع جمعية "براعم الطفولة" في مراحل سابقة، أتصور أنها ساهمت أيضاً في إعدادي كمدرب متطوع لهذه المهمة، أعطي ما لدي لطلابي، وأستفيد من أفكارهم ومخيلتهم وما يطرقون من مواضيع تحرضني على الاستمرار في العمل معهم لاكتشاف عوالمهم المنطلقة لمستقبل جميل».

تشير المهندسة "أمل النداف" لجهوده ونشاط كبير قاده للتميز، وتقول: «من يتعامل مع "علاء" يتلمس الجهد الذاتي الذي يبذله للنجاح في مهمته كمدرب، فقد اجتهد لتطوير مهاراته في عمر مبكر جداً، كونه كان طالباً وحرص على التحول للتدريب بثقة كبيرة، وأسلوب جميل يتعامل به لإيصال أفكاره للمتدربين. عملنا معاً ودربنا فرق "السومو" عام 2018، عمل بإخلاص وتفانٍ لتقديم المعلومة كاملة لطلابه.

علاء بدرية خلال التدريب

طموح، يهتم بكل معلومة أعطيها للمتدربين، وقد عمل معي كمساعد مدرب، فهو سلس بالتعامل، ويظهر دائماً عليه التواضع رغم تميزه وكم المعلومات التي يمتلكها، وفي مجال "الآردوينو" استفاد برمجياً وخوارزمياً خلال تحضيري الطلاب للمسابقة، وفي مجال تصميم الروبوت كان له دور جيد وأفكار مبدعة في التصميم وطرح أفكار جديدة، فهذا المجال يحتاج لمخيلة وطرقِ أفكارٍ عصرية مناسبة للطفل».

المهندس "عمر أبو سعيد" مهندس حواسيب تابعه في تجربته العلمية، وقال: «شاب ذكي يعرف ما يحتاجه، سعى للعلم بشكل مكثف لتطوير شخصيته في مرحلة مبكرة، لديه أحلام كبيرة خاصة في مجال الروبوتيك، بحثنا معاً عن أفكار جديدة بحماس ورغبة للخروج من فرص التعليم الاعتيادية، طوّر نفسه من خلال اتباع دورات متخصصة ودقيقة في هذا المجال. معتمداً على ثقته أن لديه القدرة على تجاوز كل ما قد يواجهه من مواقف وصعوبات، أتقن فن التواصل الذي درسه بمتعة كبيرة، واستفاد من تخصصه في الجامعة الافتراضية، لديه طاقات متطورة وإصرار وهمة، ولم يكن لديه عائق ليقوم بما يحبه واتباع طرق البحث للتعلم، ولا مشكلة لديه بالسؤال ممتلكاً روحاً مرنة، فلديه مشاريع كبيرة يطمح لتحقيقها وهو قادر على ذلك».

جدير بالذكر أنّ "علاء بدرية" من مواليد "السويداء" 1994.