عادت في رحلة معاكسة لتدرس في مدينتها التي لم تولد فيها، وتبقى هناك بعد تعيينها معيدة ضمن الكلية التي تفوقت فيها، ومن علاقتها المميزة مع نباتات الزينة اختارت مشروعها عن ياسمين مسقط رأسها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5 حزيران 2015، "ديانا القنطار" (معيدة في كلية الزراعة الثانية في "السويداء")؛ التي تحدثت عن بداية رحلتها مع العلوم الزراعية ضمن الدفعة الأولى التي انتسبت إلى تلك الكلية الحديثة، وقالت: «لم أتخيل يوماً أن تكون عودتي إلى "السويداء" مدينتي التي لم أولد فيها لإكمال الدراسة الجامعية، كان للقدر تدخل واضح، فكنت عاقدة العزم للدراسة في جامعة "دمشق" حيث ولدت وتربيت، وجاءت حالتي مخالفة لحالة طلاب المدينة الذي ينتقلون إلى العاصمة للدراسة فيها، فذهبت في رحلة معاكسة، بدأت بقبول علاماتي البالغة 209 علامة في كلية أحدثت في "السويداء" وأنا بعيدة لدرجة كبيرة عن خيار الهندسة الزراعية، كما كنت بعيدة عن فكرة الدراسة خارج "دمشق".

تجذير عقل الياسمين البلدي وتركيز الأوكسين المناسب والوسط الزراعي المناسب كان عنوان البحث لمشروع التخرج الذي انتقيته بناء على علاقة بنيت مع تخصص نباتات الزينة، وعملت بحرص على تقديم بحث عن هذه النبتة يقدم خطوة جديدة في مجال تعزيز انتشار الياسمين البلدي أو ما يعرف بـ"ياسمين دمشق"، وكانت دراسة موفقة حملتني للتفوق لأكون أول خريجة من هذه الجامعة التي عدت إليها معيدة، واليوم أحضر لنيل شهادة الماجستير محاولة التأسيس لمشروعي الأكاديمي في هذه الكلية التي احتضنت طموحي رغم الصعوبات

لكن تجاوز الخطوة الأولى كان بسرعة الانتظام والتناغم مع هذه الكلية التي كانت تحمل مواصفات الكلية حديثة الإنشاء بكل التفاصيل؛ من حيث المكان والأبنية والكادر التدريسي وكل متطلبات العملية الدراسية، ولن أبالغ في توصيف الحالة، لكننا كدفعة أولى تقاسمنا مع أساتذتنا جانباً كبيراً من الهموم والحاجات، وقناعتنا تمثلت بشعور الصعوبة بالبداية، لكننا في حال نجاحنا سنبني لمراحل قادمة، وهذا شعور جميع طلاب الدفعة».

المهندسة ديانا القنطار

عملية الانسجام مع العلوم الزراعية للوصول إلى حالة التفوق ارتكزت لدى "ديانا" على الحالة المتطورة للبحث الزراعي التي شدتها إلى تجربة جديدة تحدثت عنها بالقول: «حاولت في البداية تفهم هذا التخصص العلمي الذي بدأ بالنسبة لي كحالة استثنائية، وعلمت أهميته كباب عريض لحالة من البحث العلمي العميق لكونه يتجه إلى توضيح جوانب من علاقة الإنسان مع الزراعة وحاجته الماسة لها بوصفها وسيلته لتحقيق حالة الأمن الغذائي من جهة وتطوير الغطاء النباتي من جهة أخرى، وكانت هذه الأفكار محفزات عززها الكادر التدريسي الذي عاش معنا تفاصيل تلك المرحلة وخلق قنوات تواصل بيني وبين العلوم الزراعية، وتعلمت منهم الكثير مما تخلقه الدراسة من محفزات للبحث والتجربة حتى وإن كانت الإمكانيات والبنية التحتية للكلية محدودة، لكننا جارينا العمل وفق المتوافر بين أيدينا».

ارتباطها بنباتات الزينة حملها لفكرة متميزة في مجال البستنة وياسمين "دمشق"؛ فكان عنواناً لمشروع تخرجها، وتقول: «تجذير عقل الياسمين البلدي وتركيز الأوكسين المناسب والوسط الزراعي المناسب كان عنوان البحث لمشروع التخرج الذي انتقيته بناء على علاقة بنيت مع تخصص نباتات الزينة، وعملت بحرص على تقديم بحث عن هذه النبتة يقدم خطوة جديدة في مجال تعزيز انتشار الياسمين البلدي أو ما يعرف بـ"ياسمين دمشق"، وكانت دراسة موفقة حملتني للتفوق لأكون أول خريجة من هذه الجامعة التي عدت إليها معيدة، واليوم أحضر لنيل شهادة الماجستير محاولة التأسيس لمشروعي الأكاديمي في هذه الكلية التي احتضنت طموحي رغم الصعوبات».

الدكتور عادل أبو حسون عميد كلية الزراعة الثانية

وفي لقاء مع الدكتور"عادل أبو حسون" عميد كلية الزراعة الثانية في "السويداء"، الذي تابع "ديانا" منذ سنوات الدراسة الأولى، يقول: «بقدر ما كانت هذه الكلية مفيدة وحلماً لكثيرين من طلبة المحافظة، كانت خطوة البداية حاملة لتداعيات فرضتها البنية التحتية البسيطة التي انطلقت منها، وأتذكر أن دفعة "ديانا" أول دفعة قد تحملت الكثير من الأعباء؛ حيث لم تكن المخابر على الحالة التي نراها اليوم، فقد كان الاعتماد على مخبر المعهد الزراعي، وكذلك الأبنية ضيقة، ورغم ذلك بدأت العملية التدريسية واستمرت وكانت لدينا ثمار يانعة تمثلت بأبحاث الطلاب ومنهم "ديانا القنطار"، وهذا يعدّ إنتاجاً بحثياً وعلمياً حقيقياً يسجل لمصلحة هذه الكلية الناشئة، وهذه المتفوقة مثال وقدوة وحافز لعدد كبير من الطلاب مع استمرار توافد الدفعات».

يذكر أن "ديانا القنطار" من مواليد "دمشق" 1987، الأولى على كلية الزراعة الثانية في "السويداء"، عام 2010.