اختار أن يكون مشروع تخرجه فيلماً مميزاً بتقنية 3D؛ ليكون أول طالب يعمل بهذه التقنية ويقدم مشروعاً متميزاً، عيّن بعد حصوله على المركز الأول في كليته معيداً، ليبدأ مشوار التدريس ببناء ثقة متبادلة مع طلابه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 كانون الأول 2014، "فادي واكد" لتسليط الضوء على نموذج للشباب المتميز والمتفوق، الذي تحدث عن تجربته في كلية "الفنون الجميلة" ونجاحه في مشروع التخرج الذي قدمه، والذي كان له الكلمة الفصل في نجاحه، فبعد تميز على مدى السنوات الأربع جاء مشروعه أكثر تميزاً وإبداعاً، ويقول: «تتلخص فكرة المشروع بأنني أؤمن بضرورة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وكل شخص يجب أن يأخذ مكانه في الحياة، ويحصل على نتيجة تعبه، وفكرة التسلق على أكتاف الآخرين يجب أن تمحى من حياتنا، فأنجزت فيلم رسوم متحركة مدته أربع دقائق ونصف الدقيقة، الفيديو من تصميمي بشخصياته وخلفياته وعمليات المونتاج والميكساج والتحريك، عملت فيه مدة خمسة أشهر تقريباً، وقدمت المشروع بمفردي، علماً أن عدداً من زملائي تعاونوا على إنجاز مشروعات مشتركة، وكان المشروع الأول الذي يقدم بتقنية 3D بينما قدمت باقي المشاريع بتقنية 2D، وفي النهاية المهارة في التنفيذ كان لها الدور الأبرز في رأي المدرسين المشرفين».

بعد دخول الكمبيوتر عالم التصميم أصبح الأداة الأولى التي تختصر الوقت والجهد، ولكن هذا لا ينفي أهمية التصميم اليدوي وجماليته، ويبقى التصميم اليدوي الأجمل والأهم لأنه يظهر قدرة الفنان

يعمل حالياً "فادي" معيداً في كلية الفنون الجميلة الثانية في محافظة "السويداء"، وعن تجربته في التدريس يقول: «شعور جميل لا يوصف، فمنذ البداية حاولت بناء علاقة صداقة قوية مع الطلاب، دخلت الكلية وأنا عازم على حل المشكلات التي تصادف الطلاب والتي صادفتني عندما كنت طالباً، فبناء جسور الثقة بين المدرس والطالب هي جل اهتمامي وما أسعى إليه، فأنا لن أستطيع التأثير بهم من دون ثقة متبادلة فيما بيننا».

فادي واكد

وفي حديثه عن مرحلة الطفولة وظهور بوادر الفن فطرياً وبعمر مبكر، يقول: «كان الرسم أولى هواياتي التي لفتت نظر أهلي في سن مبكرة، وكان تشجيعهم لي يكمن بأن أقوم بدورات لتقوية مهاراتي وكنت أرفض ذلك، لأن الرسم كان طريقتي بالتعبير عن حالتي النفسية وانطباعاتي المختلفة من حزن وفرح وغيرها، أي إنه كان المتنفس الوحيد لي، علماً أن العديد من الرسوم كنت أمزقها بعد الانتهاء منها؛ لأنني أعدّها ملكي وحدي ولست نادماً على هذا الأمر، وبعد تقديمي لامتحانات الثانوية سمعت عن كلية الفنون الجميلة من خالتي، علماً أني لم أفكر مسبقاً بدخولها، الفكرة أعجبتني وحسمت أمري وتقدمت لامتحانات القبول ونجحت، كنت في غاية الحماس ولا أزال إلى الآن، وفي الجامعة كأي بداية وجدت صعوبة، إلا أنني سرعان ما تأقلمت، بعد دوامي في الفصل الأول شعرت بأنني لن أدخل قسم الإعلان وذلك بسبب معدلي، فقمت بالتأجيل حتى العام القادم وفي غضون تلك الفترة اتبعت دورات وقمت بتقوية مهاراتي ودخلت بقوة، كانت سنة مميزة عرفتني فيها الجامعة وحصلت على علامات عالية لم يسبقني إليها أحد من قبل في الكلية».

وعن سبب اختياره للاختصاص في الإعلان، تابع: «لأني أجد أن الإعلان يسعى لإيصال الفكرة بأبسط الطرائق، ودائماً يحاكي الواقع وما يهم الناس، كنت أرسم الواقعي، وأحب رسم الوجوه كثيراً، ولكن أصبح لدي اطلاع ومعرفة بأنواع الفنون الأخرى غير الواقعية، والتصوير هو رسم وكطالب فنون من الطبيعي أن أتقن الرسم من دون اختصاص».

من البوستر الافتتاحي لفيلم الرسوم المتحركة

وعن التصاميم الإعلانية في عصرنا الراهن؛ التي تعتمد على الكمبيوتر، يقول: «بعد دخول الكمبيوتر عالم التصميم أصبح الأداة الأولى التي تختصر الوقت والجهد، ولكن هذا لا ينفي أهمية التصميم اليدوي وجماليته، ويبقى التصميم اليدوي الأجمل والأهم لأنه يظهر قدرة الفنان».

وفي لقاء مع الأستاذ "سلمان العاقل" مدرس في كلية الفنون الجميلة، اختصاص رسوم متحركة، وهو من تابع "فادي" في تخرجه، وعنه يقول: «تابعت "فادي واكد" في السنتين الثالثة والرابعة، وكان من الطلاب المميزين الراغبين بالتعلم، وعمله دقيق ومميز وخاصة في الرسوم المتحركة التي هي ضمن اختصاصي، وفي السنة الرابعة اختار أن يتخرج في الرسوم المتحركة، والجميل أنه تعلم على برامج التحريك، وكان أول طالب يتخرج 3D، والموضوع الذي اختاره كان له أثر جميل على عمله بوجه عام».

يذكر أن "فادي واكد" من مواليد عام 1989.