لم تتمكن من متابعة الدراسة في مجال عملها بالتمريض، فقررت أن تخوض تجربتها الخاصة لنيل شهادة جامعية في علم الاجتماع، وتطبق ما تدرسه نظرياً على أرض واقع عمل "القبالة".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الأول 2014، "ريما بحصاص" التي انتقلت من العمل في مجال "القبالة" إلى دارسة علم الاجتماع بحثاً عن مستقبل أفضل، وتقول: «تقدمت بطلب للاستفادة من مشروع "التجسير" الذي رعته وزارة الصحة خلال السنوات الماضية لإكمال دراسة التمريض و"القبالة" والحصول على شهادة جامعية في هذا المجال، إلا أن طلبي رُفض بسبب اشتراط الحصول على الشهادة الثانوية، وأنا كنت قد التحقت بمدرسة التمريض بعد الشهادة الإعدادية فقط، الفكرة أرقتني لكن لم تأخذ من وقتي الكثير، لأعود بعد عدة أيام وأتقدم بطلب لامتحان الشهادة الثانوية الفرع الأدبي، مع العلم أنني لم أدرس مراحل الثانوية؛ الأول والثاني الثانوي، ولكن قررت الحصول على الشهادة مهما كلفني الأمر».

تقدمت بطلب للاستفادة من مشروع "التجسير" الذي رعته وزارة الصحة خلال السنوات الماضية لإكمال دراسة التمريض و"القبالة" والحصول على شهادة جامعية في هذا المجال، إلا أن طلبي رُفض بسبب اشتراط الحصول على الشهادة الثانوية، وأنا كنت قد التحقت بمدرسة التمريض بعد الشهادة الإعدادية فقط، الفكرة أرقتني لكن لم تأخذ من وقتي الكثير، لأعود بعد عدة أيام وأتقدم بطلب لامتحان الشهادة الثانوية الفرع الأدبي، مع العلم أنني لم أدرس مراحل الثانوية؛ الأول والثاني الثانوي، ولكن قررت الحصول على الشهادة مهما كلفني الأمر

وتتابع: «كان مشواراً مملوءاً بالتعب بسبب اللغة والمناهج المختلفة التي ابتعدت عنها لسنوات طويلة، بعد ارتباطي بمهنة التمريض بفعل ظروف مادية دفعتني لاختيار فرصة عمل بدلاً من إتمام دراستي، لكن كان لدي إصرار على تجاوز الصعاب، فالتحقت بمدرسة مسائية وسخرت جهودي لتجاوز الامتحان بنجاح والحصول على علامات جيدة أهلتني للانتقال إلى المرحلة الجامعية، وكانت رغبتي دراسة الحقوق لكن علاماتي وفق المفاضلة في ذلك العام أهلتني لدخول فرع علم الاجتماع، وبالفعل سجلت وتابعت الدراسة ووصلت اليوم إلى السنة الرابعة على أمل التخرج قريباً».

ريما بحصاص

تجد "ريما" أن علم الاجتماع علم مكمل لعملها في التمريض، وتقول: «يرتبط عملي كـ"قابلة" بشريحة كبيرة من أفراد المجتمع ألتقيهم في ظروف مختلفة، ومواقف أقل ما يقال عنها إنها معقدة، لكن وبعد دراستي لعلم الاجتماع ومقارنته مع الواقع أخذت أطور تفاصيل معينة في علاقتي مع المرضى والنساء في مواعيد الولادة وظروفها الشاقة، وبات تفهمي أكبر لحالة العمل الذي أحببته وما سيكون عليه الحال بعد التخرج، إذ ليس لدي رغبة بتغيير عملي، لكن لا بد من الاستفادة من الدراسة لتكون لدي فرصة لتطبيق ما درسته بطريقة منظمة وممنهجة كما أرغب، ولعل الظروف تقودني لدراسات عليا تكمل ما بدأت به خاصة أنني ارتبطت بالدراسة وباتت مكوناً أساسياً ينظم عملي اليومي وأعلق عليه آمالاً كبيرة».

أما السيد "رفعت أبو عساف" موظف في مجلس مدينة "السويداء"، ومن الأشخاص الذين تعاملوا مع "ريما" في موقع العمل وتابع تجربتها بين العمل والدراسة، فيقول: «حالة من التصميم والتحدي خاضتها "ريما بحصاص" التي تقدم نموذجاً من العمل الجاد والمخلص في موقع عملها كـ"قابلة" امتلكت الخبرة والمعرفة، ولا تتأخر عن أداء الواجب والتمثل لقيم العطاء والعمل، فهذه الشابة التي تستقبل الجنين بيديها حلمت بحضور أكبر ودراسة جديدة، لتعيد الشهادة الثانوية بعد انقطاع طويل عن الدراسة متجاوزة عقبات اللغة والمناهج وتحصل على علامات متميزة وتلتحق بدراسة علم الاجتماع بلا انقطاع عن العمل، عملت لما يزيد على أربعة عشر عاماً في مجال العمل التمريضي المجهد، وكانت مهنية لحدود بعيدة تعرف واجبها وتلتزم به وتقدم أكثر ما يطلب منها للحالات التي تحتاج مساعدتها، وقد تابعتها في مراحل الدراسة والامتحانات بوصفها صديقة وشخصية تحترم العمل ويشهد لها بذلك كل من تابعها، ومن الجميل أن نجد في ساحات العمل طاقة شابة تتمسك بالتحصيل الأكاديمي رغم المعاناة والتعب، لكن حلم النجاح يبقى الدافع وتبقى أمنياتنا لها بالتفوق والتخرج؛ لتقدم لعملها إضافة علمية واجتماعية جديدة».

رفعت أبو عساف

الجدير بالذكر، أن "ريما بحصاص" من مواليد 1981، قرية "امتان"، تدرس حالياً في كلية علم الاجتماع بجامعة "السويداء"، ولها أنشطة اجتماعية تطوعية متنوعة.