تطورت علاقته مع الكمبيوتر منذ نعومة أظفاره.. وبات شغله الشاغل عندما اكتشف عالمه الواسع الذي ليس له حدود.

وعندما دخل جامعة "دمشق" لدراسة الهندسة تفتحت ملكاته من جديد على نفس الموضوع الذي كان يشغله. فكان أن طور البرامج الحاسوبية المخصصة للمخططات الرقمية والرسومية باللغة العربية مع قاعدة بيانات ومعلومات كاملة عن الخريطة. تساهم في حل الكثير من المشكلات وتختصر الوقت والمال، ويمكنها أن تكون في متناول الجميع.

لا شك أن مثل هذه البرامج إن اعتمدت من الدولة وبالتالي من مديريات المصالح العقارية سوف يكون لها أثر مهم في حل الكثير من القضايا، والمشكلات الروتينية، وتخفف العبء والجهد والمال، وبرنامجه يساعد كثيراً في معرفة الخرائط والرسومات الهندسية، والمواقع الجغرافية

مدونة وطن eSyria التقت الشاب "أدهم عريج" الطالب في جامعة "دمشق"، في السنة الرابعة الهندسة المعمارية يوم السبت الواقع في 25/8/2013 الذي تحدث عن هذا البرنامج بالقول: «هو برنامج (GisCadaster) واسمه بالعربية برنامج سجل الأراضي، الذي يعمل ضمن بيئة نظم المعلومات الجغرافية أي (ربط المعلومة المعرفية أو الفنية بالموقع) ويدعم لغتنا العربية. وهذا البرنامج يتعامل مع المخططات الرقمية والمخططات الرسومية (المخططات الصورية) ويتم تخزين المخططات بقاعدة بيانات مع المعلومات الكاملة عن الخريطة بكل محتوياتها وهذا ما يسمى الرقمنة، ومن أهم ميزاته قدرته على العمل في أكثر من مكان جغرافي بقاعدة بيانات واحدة، أي (الشبكة) وهذا يساعد على مركزية البيانات وحفظها. وبما أن برنامج (GisCadaster) منتج محلي فهو يخدم واقعنا بكل خصوصيته ومشكلاته لأن البرمجيات المستوردة لا تستطيع القيام بذلك بالشكل الأمثل، ويعد هذا البرنامج مقترحاً فعالاً لكل دوائر الدولة التي تعمل بأسلوب ربط المعلومة بالموقع، وخاصة دائرة المصالح العقارية».

برنامج خاص بالفلك.

وعن البرنامج الآخر وميزاته قال: «هو برنامج (AstroIrej) الفلكي، وهو يمثل القبة السماوية بخارطة فلكية متغيرة حسب الزمن المدخل لهذا البرنامج، ويعد أداة فاعلة بيد المتخصصين بالفلك ويعمل البرنامج على كل من نظام ويندوز وبكويت بي سي ويعد أول برنامج فلكي عربي يعمل على بكويت بي سي في الوطن العربي وحالياً أعمل على تطويره ليعمل على جميع الأجهزة المحمولة (موبايل). وعمل البرنامج الاستعلام من خلال التاريخ والزمن والمنطقة عن حركات الكواكب واتصالاتها وتواجدها بالدرجات، بالإضافة إلى تفاصيل يقدمها البرنامج تساعد الفلكيين عن الاستعلام عن الهيئة الفلكية بشكل أوضح».

أما فيما يتعلق بالبرامج الأخرى التي يعمل على إنجازها وتطويرها فأكد أن «هناك برمجيات تساعد بشكل كثير في مختلف جوانب الحياة وتختصر الوقت منها: برنامج المحاسب الرخامي، وهو برنامج متخصص في إدارة المعامل والمنشآت المتخصصة في الحجر والرخام مالياً وفنياً. وبرنامج الميسر الطبي، وهو برنامج لإدارة عيادة الطبيب بما يسهل عمل الطبيب ومراجعة المرضى. وبرنامج المعالج للمخطوطات ومعالجتها وتجهيزها للطباعة. واستخدام البرمجة في تطوير عمل البرمجيات الهندسية، أي إضافة أدوات جديدة بها أو تعديل أدوات موجودة مثل (برنامج الرسم الهندسي الاتوكاد، وبرنامج الراسم للمعماري ارشيكاد) ببرمجيات إضافية. وتطوير عمل برمجيات نظم معلومات الجغرافية ببرمجيات تساعد مستخدمي هذه البرامج على العمل بشكل تخصيصي، ووضع بنية برمجية لربط عدة برمجيات هندسية لتعمل بتكامل تام وهذا ما يسهل ربط البيانات. وأخيراً برمجة الهندسة العكسية التي تعنى باكتشاف مبادئ التقنية لآلة أو نظام من خلال تحليل بنيته ووظيفته وطريقة عمله لتعديل وظائف البرمجيات وإصلاحها».

برنامج الأراضي العقارية.

وعما دفعه للتفكير بهذه البرامج أكد بالقول: «الفكرة بدأت من حاجتنا الماسة لبرامج تلبي خصوصية واقعنا، حيث إن البرامج المتوافرة هي برامج مستوردة لا تلبي حاجتنا بالشكل الأمثل، وهذا السبب الأساسي الذي دفعني للتفكير ببرمجة برنامج (GisCadaster)، وعادة تكون البرامج ذات ثمن يصعب علينا شراؤه ما يجعل ذلك دافعاً لبرمجة تلك البرامج بنفسك، وكذلك عدم وجود برامج باللغة العربية، وإن وجدت فهي نادرة».

وعما واجهه من ظروف وصعوبات في إنجاز عمله، ودور الأهل في ذلك قال: «لقد قمت ببرمجة هذه البرامج في وقت الفراغ من الدراسة، ما يجعل الأمر أكثر مشقة! لكن وجود الرغبة، والحب لهذا المجال كان الدافع الأقوى لإنجازه. وكان الاهتمام الكبير من قبل أسرتي على التعلم وقبولي لذلك وحبي أن أعرف كيف أصنع الشيء وليس استخدامه فقط، وتفوقي في المواد العلمية خاصة مادة الرياضيات التي تساعد بشكل كبير وأساسي في عملية البرمجة وصنع الخوارزميات، وإعطاء مادة المعلوماتية من قبل المدرسة التي كانت تقدم معلومات بسيطة عن الحاسب لكنها بذرة بداية في هذا المجال للراغبين به حيث بدأت بالبرمجة منذ السابعة عشرة من عمري».

يطور عدداً من البرامج لتناسب المحمول.

وعن قابلية تطبيق هذه البرامج والمحاذير التي تكون عادة حجر عثرة في تطويرها مستقبلاً، بين: «هذه البرامج قابلة للتطبيق بشكل فعال لأنها مبرمجة لنا ولتطوير واقعنا بشكل خاص. ولا يوجد أي محاذير لهذه البرامج، لكننا نفتقد لدعم هذا المجال ودعم العاملين به، والعمل والرغبة بهذا المجال لا يتوقف عند أي حد.

وحالياً أعمل على تطوير البرامج التي سبق ذكرها لتشمل احتياجات أشمل».

الأستاذ "نصر الله الصحناوي" مدير المصالح العقارية في مدينة "شهبا" تحدث عما يمكن أن يعطيه برنامج الأستاذ "أدهم" في موضوع الأراضي، فقال: «لا شك أن مثل هذه البرامج إن اعتمدت من الدولة وبالتالي من مديريات المصالح العقارية سوف يكون لها أثر مهم في حل الكثير من القضايا، والمشكلات الروتينية، وتخفف العبء والجهد والمال، وبرنامجه يساعد كثيراً في معرفة الخرائط والرسومات الهندسية، والمواقع الجغرافية».