مهارات يدوية فنية تقدم فرصة الطباعة لعدة مرات وألوان مختلفة مادتها الخشب والأحبار وشفافيات تنقل اللوحات العالمية وتعدلها بلمسات فنية خاصة لطلاب معهد التربية.

تقدم ورشات العمل الفنية في معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية في "السويداء" لنموذج حديث من التطبيق الفني القادر على نقل مهارات يدوية تمكن المتدرب من الحصول على نماذج فنية مختلفة من حيث الشكل واللون موقع eSuweda بتاريخ 10/3/2012 تابع ورشات العمل المنفذة من خلال إدارة المعهد التي ركزت على أهمية المادة بالنسبة للمتدرب حسب حديث الأستاذ "أنور رشيد" مدير المعهد وقال: «هذه المادة تطبيقية وقد طورناها لتكون قريبة للفن التشكيلي أكثر واعتمدنا على الحفر والطباعة وطريقة "الاستانسل"، العمل نفذ بجهود المدرسين بهدف مشترك مع الطلبة يلتقي مع فكرة تعريف الطالب بمهارات تنتمي للفن التشكيلي أكثر ولابد للطالب من تعلمها لكن كل هذه الورش ترتبط بتكاليف واحتياجات مختلفة منها الخشب والألوان والقماش والإسفنج والمعادن لنطبق من التقنيات ما ينسجم مع إمكانية المعهد وإمكانية الطلاب، لكن إنتاج هذه الورش يرقى لمستوى متطور وهام على الصعيد الفني يجعل عدداً من طلاب المعهد مستعد لمتابعة الدراسة في كلية الفنون الجميلة على مرتبة إتقانه لهذه المهارات إلى جانب أثر هذه الورشات في تخريج مدرس ناجح ومؤهل إلى جانب تطوير مهارات الفنان خاصة لمن امتلك الموهبة».

كنت أتوقع أن مادة الأشغال ورق ملون وأشكال هندسية فقط لكن عند متابعة العمل اكتشفنا أهمية المادة خاصة من خلال تقنية الحفر على الخشب والطباعة الملونة التي تطور مرونة اليد لنتحكم بأعصابنا ونرسم ما ينسجم مع أفكارنا لتكون النسخة صالحة للطبع، وبالتالي فالعمل يحتاج لتركيز وقد لاقينا الاهتمام الكامل من قبل الأساتذة الذين عملوا بشكل جماعي للإشراف على المجموعة ولنستفيد من وجهات نظرهم ونتعاون كطلاب لانجاز لوحاتنا برؤية جديدة ومهارة أتوقع انها ستساعدنا على تخطيط مشاريع خاصة في المستقبل

الحفر لاستخراج عدة نماذج طريقة فنية تحتاج لفكر عال إلى جانب الحس الفني فكرة تحدث عنها الفنان "شادي أبو حلا" أحد أعضاء الكادر التدريسي وقال: «من خلال مادة الأشغال حاول الكادر التدريسي تطوير أنماط المهارات التي تقدم للطالب معرفة جديدة عن طريقة فنية هامة تسخر طاقته الفكرية والفنية تبعاً لمتطلبات تنفيذ هذا العمل التي يمكن أن نوجزها بعدة نقاط أهمها: أننا نتعامل في البداية مع الخشب حيث نعلم الطالب طريقة الحفر على الخشب بطريقة الطباعة الملونة ليكون لديه فرصة لإنتاج أربع كليشات، هذه الكليشات تحتاج لفرز لون على أساس الألوان الأساسية الأصفر والأحمر والأزرق ومن هذه الألوان نحصل على مجموعة كبيرة من الألوان ليقدم الطالب عدة نماذج وألوان مختلفة من لوحة عالمية يحددها ويضيف إليها بعض التفاصيل، هنا الطالب سيكون عليه اختيار اللوحة التي تعني له فكرة تنسجم مع أفكاره وعليه إضافة تفاصيل تتلاقى مع تصوراته ليصمم لوحته الخاصة لذا نركز على الجانب الفكري للعمل وأهمية التركيز للحفر على الخشب واستخدام الشفافيات التي تقدم فرص هائلة لإنتاج أعمال فنية متميزة، بطباعة تتم بتمرير الحبر على الشفافيات لتقدم عدداً من الألوان وتجد لوحة الأسود مثلاً الناتجة عن العمل لوحة قائمة بحد ذاتها بالإضافة للكليشة التي تتشكل من طباعة الألوان مع بعضها بعضاً ويتشكل العمل الفني ككل، ليكون أمام الطالب فرصة لاختيار اللون وتعبئة الفراغات ونعود لنؤكد أن العمل يحتاج لفكر عال جداً ويخلق مجالات واسعة للتعامل مع عدة ألوان تساعد الطالب على مزج اللون وطرق المزج الصحيحة التي تمكن الطلاب من خلق نماذج أظهرت الطاقة الإبداعية الفنية لديهم والتي نتوقع منها الكثير في المستقبل».

ورشة العمل

اتجهت الفكرة في البداية لطرق طباعية جديدة كان أهمها الطباعة الحريرية لكن تكلفة هذه الطباعة جعلت الحفر على الخشب والطباعة فكرة أيسر للتعلم في ظل ظروف المعهد والطلاب حسب حديث الفنان "أسامة السعدي" حيث قال: «طريقة "الاستانسل" أو طريقة الحفر على الخشب والطباعة الملونة كانت بديلا غنيا ومتقدما عن الطباعة الحريرية التي تعتبر مكلفة وستحمل الطالب والمعهد تكاليف كبيرة ليكون "الاستانسل" طريقة فنية شعر الطلاب بصعوبتها في البداية لكنهم مع الوقت انسجموا معها ليكون مشروع اللوحة التي تنفذ على مرحلتين: الأولى اختيار لوحة لفنان عالمي وطبعها بالشكل المناسب والثانية تعديلات على لوحة الفنان وتطعيمها بأسلوب الطالب وخصوصيته ليعيد طباعتها مثل الأولى، هنا يتقمص الطالب شخصية الفنان ويتابع كيفية تعامله مع الفراغات والألوان والخطوط، باستخدام شفافية النايلون إلى جانب الخشب ولا نتدخل بألوان الطالب بل نتابعه على طريقة الحفر وفنيتها، لتكون الشفافية للألوان والخشب للأبيض والأسود فالخشب لديه قدرة للمحافظة على التفاصيل الدقيقة، بينما الشفافية لا تناسب لذلك سهلنا على الطالب العملية فبدل الحفر أربع مرات يتم الحفر مرة واحدة للأبيض والأسود والثانية على الشفافية، الغرض من ذلك التحول من طرق التعليم التقليدية وكي لا يكون الطالب مجرد ناقل بطريقة ببغائية هنا يعمل تفكيره ويتجه للخط الذي ينسجم مع أفكاره ضمن الخطوط العريضة لهذه المهارة وإذا كنا نعد مدرساً فهناك فرصة لتطوير موهبة فنان ونحرص على توسيع المجال ليكون لديهم معارض خاصة أو على الأقل مدرس ناجح لديه مهارات متطورة وفنية».

أغنى العمل الجماعي هذه التجربة لتكون فرصة لتدريب الطالب على الأعمال العالمية حسب المدرسة "ألطاف الحسين" مدرسة تربية فنية قسم الأشغال وقالت: «روح جماعية طبعت عملية تدريس هذه المادة ليكون أمام الطالب فرصة للاستفادة من أفكار الأساتذة المشرفين وليس الانحصار ضمن تقسيم الزمر من جهة، ومن جهة ثانية فهذه التقنية تفتح الباب واسعا للتعاطي مع لوحات عالمية، وبالطبع فنحن لم نبتكر هذه الطريقة بل حرصنا على تعليمها لتنويع أساليب الطباعة التي يجب على الطالب إتقانها وتنويع الأفكار والحالات اللونية التي تظهر مواهب الطلاب وطاقاتهم الإبداعية، وكمدرسين نشعر بتفوق عدد من الطلاب يمكنهم من الالتحاق بكلية الفنون والنجاح لكن من تجربة سابقة لبعض طلابنا كانت المعيقات قانونية من حيث عدد المواد وتوازيها السبب الذي منعهم من متابعة الدراسة وليست القدرة والمهارة لأنهم على قدر عال من التميز».

الأستاذ أسامة السعدي وتدريب على الحفر

ومن الطلاب المشاركين حدثتنا الطالبة "رينيه نصر" وقالت: «كنت أتوقع أن مادة الأشغال ورق ملون وأشكال هندسية فقط لكن عند متابعة العمل اكتشفنا أهمية المادة خاصة من خلال تقنية الحفر على الخشب والطباعة الملونة التي تطور مرونة اليد لنتحكم بأعصابنا ونرسم ما ينسجم مع أفكارنا لتكون النسخة صالحة للطبع، وبالتالي فالعمل يحتاج لتركيز وقد لاقينا الاهتمام الكامل من قبل الأساتذة الذين عملوا بشكل جماعي للإشراف على المجموعة ولنستفيد من وجهات نظرهم ونتعاون كطلاب لانجاز لوحاتنا برؤية جديدة ومهارة أتوقع انها ستساعدنا على تخطيط مشاريع خاصة في المستقبل».

الجدير بالذكر أن عدد الطلاب للسنة الأولى يصل إلى 48 طالباً يعلق عليهم المعهد الآمال لإنتاج أعمال متميزة يقدمها المعهد ضمن معرضه السنوي للتعريف بمواهب الطلاب التي ترقى من وجهة نظر المشرفين للإبداع والتميز وعلها تكون نقطة انطلاق لورش فنية دائمة يكون مقرها هذا المعهد.

المدرسة ألطاف الحسين وتدريب الحفر على الخشب