غادرت "هند البحري" مع والديها أرض الوطن وهي لم تتجاوز بعد السنة الأولى من العمر، وكانت الوجهة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مكان عمل والدها المهندس "منصور البحري".

وتأقلمت هند كما إخوتها على جو البلد، واعتادت الحياة هناك وكأنها في بلدها، وكانت تأتي فقط في زيارات قصيرة لمسقط رأسها، غير أنها لم تكن تشعر بالسعادة لأنها ما اعتادت على الحياة هناك، فالمدرسة والرفاق وكل شيء لا يمت لها بصلة يومية في الغربة،

إن نجاح "هند" هو فخر كبير يعود بالدرجة الأولى لها ولوالدتها

ولكن إصرار الوالد والوالدة على عدم انفصال الأبناء عن وطنهم جعلهما يفكران أن تكون المراحل الحساسة في حياة أبنائهم مرتبطة بالوطن، وخاصة من خلال الدراسة، وهكذا كان، حيث قدمت "هند" الثانوية العامة في الفرع العلمي دون أن تداوم يوما واحدا في مدرسة، أو تأخذ درسا خصوصيا من قبل أستاذ، واعتمدت على نفسها بشكل مطلق.

وها هي من المتفوقات اللواتي يستحققن التقدير والاحترام بعد أن حصلت على 247 علامة.

تقول هند: «إن الجو العام في المنزل هو السبب في تفوقي فالبيت كله ينحو نحو التفوق والتميز، والوالد يهتم بأدق التفاصيل اليويمة لحياتنا، حتى إنه يتدخل في نوعية الغذاء، أما الوالدة فهي مدرسة اللغة الفرنسية التي لولاها لما وصلت إلى هنا، فالنظام وتنظيم الوقت من اختصاصها، ونحن لها مجيبون».

وعن العلم في الامارات قالت: «إن مستوى التعليم هناك عال جدا، ولكنه في سورية أكثر دقة وأوسع، والمعلومات الموجودة في كتب العلمي أشمل وأدق، وكان عندي خوف شديد من كثافة المنهاج وخاصة في العربي».

أما الحياة بعد العودة إلى سورية فقالت: «اعتدت العيش هنا بعد أن انتهت الدراسة، ولكن لا يمكن أن تمحي سنوات عمري الطويلة هناك، وما يميز الحياة هنا هو الهواء النقي والناس والأصدقاء الكثر ومعرفة الأهل والتواصل معهم، أما هناك فالبيت هو عالمي شبه الوحيد».

وعن هواياتها قالت هند انها تحب المطالعة وخاصة السِيَر الشخصية لأهم الأشخاص في العالم، وهي تعزف الأورغ جيدا بمساعدة أختها الصغرى.

أما السيد "منصور" والد هند الذي التقيناه صباح الخميس في السابع من آب الحالي لعام 2008 قال إنه كان يحرص في تربيته لأبنائه على ثلاثة أشياء قبل التميز أو التفكير في التفوق وهي الصحة والسلوك والشخصية، ولذلك لا ينفك يبحث عن أفضل الطرق لتحقيق هذه المعادلة، فالاهتمام بالغذاء الصحي ينتج عنه جسم سليم ومعافى وعقل قادر على التفكير الصحيح، ولذلك يحرص ألا يدخل بيته أي شيء يتعلق بالملونات والأصبغة والمعلبات، وهو من أجل ذلك يدأب على توثيق النباتات ومعرفة أصولها وفوائدها، وسوف يحاول أن يزرع هذه المعارف التي اكتسبها على مدى /18/ سنة في محيطه بعد أن عاد نهائيا إلى الوطن.

ويتابع: «إن نجاح "هند" هو فخر كبير يعود بالدرجة الأولى لها ولوالدتها».