لم يتميّز بالسكون والهدوء وحبّ العمل والعلم فحسب، بل نشر ما نهله طوال مسيرته العلمية مع الزراعة من دراسات وأبحاث رأت النور عبر مؤتمرات وورش وموسوعات ومجلات علمية محكمة، ليؤدي رسالته على أكمل وجه.

حول سيرته العلمية والاجتماعية مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 20 نيسان 2020 التقت الدكتور "بسام يحيى أبو ترابي" الأستاذ الجامعي في كلية الزراعة بجامعة "دمشق" الذي بيّن قائلاً: «في كنف أسرة فلاحية وبين الأرض والمعاناة اليومية للعيش الكريم ولدت، لم يكن لي لأحلم بأكثر من العلاقة الوجدانية مع الطبيعة الزراعية، فالحياة المنزلية الأسرية والاجتماعية فرضت نفسها لتشكل لنا مثابرة من نوع خاص نحو العلم، رحل والدي مبكراً فحملت الوالدة هم تربيتنا، وزرعت في داخلنا معنى العمل وقيمته، والإنتاج ودلالته، وجعلت من الأرض ينبوع العطاء لتعليم أسرة كبيرة، فخرج منها الطبيب والمهندس والحقوقي والتربوي والأستاذ الجامعي.

لعل رسالة المعلم تدخل في عالم ليس دنيوياً، إنما أخلاقي وقيمي، وروحانية الحياة تفرض على المرء الصدق في العطاء، فأحببت التعليم والعمل والإنجاز، وما أبحث عنه هو الاكتشاف الذاتي في منظومة كلية موجودة أمامنا، ولأن العلم تجريب؛ فالتدريس إبداع في الأسلوب والأداء والتوصل إلى علاقة مشتركة بينك وبين الطالب أو الباحث الذي تشرف عليه في رسالة عليا؛ يقيناً أنه زميل لك بعد سنوات، وهذا يدفعني للقراءة الدائمة والتجريب في مكونات الأرض الزراعية واكتشاف خفايا ما تخفيه عنا من مدركات ومحسوسات ومعلومات، وأعتقد أن المعلم صاحب رسالة علمية وأخلاقية وإنسانية واجتماعية، وعليه تجسيد تلك القيم ليكون معلماً

تعلمت بمدارس "السويداء"، وحين أنهيت المرحلة الثانوية ألزمتني علاماتي دراسة الهندسة الزراعية في بداية الثمانينيات وتخرجت عام 1984، ولأني تفوقت وكنت بين العشرة الأوائل في الكلية عينت معيداً، وبعد عام حصلت على منحة إلى "الاتحاد السوفياتي" السابق ضمن اختصاص (تربية نبات الخضار وإنتاج البذور)، أخذ مني تحضير رسالة الدكتوراه عملاً مضنياً، وكنت أتابع بنفسي أدق الأعمال وأبحر في معاني العلوم، وأحسست بشخصيتي المبنية على العلاقة بين الأرض والإنتاج الزراعي منذ الصغر، فقرأت واطلعت على أهم المراجع العلمية؛ الأمر الذي دفع المشرف العلمي إلى منحي التميز نتيجة رغبتي التجريب والإبداع والنتائج التي وصلت إليها في بحثي الذي أقر من أكاديمية العلوم الزراعية بـ"موسكو" على أنه مرجع علمي مميز، وبعد دفاع دام لساعات أمام أكثر من خمسة عشر بروفيسوراً حصلت على دكتوراه فلسفة في العلوم الزراعية، وعدت بتقييم علمي مميز.

الدكتور وسيم مسبر

وبنهاية عام 1992 أصبحت مدرساً بجامعة "دمشق"، ومع بداية عام 2003 ترفعت إلى رتبة أستاذ مساعد في قسم علم البستنة في كلية الزراعة بجامعة "دمشق"، وخلال عملي التدريسي نشرت مجموعة من الأبحاث والدراسات في مجلات علمية».

وتابع القول: «لعل رسالة المعلم تدخل في عالم ليس دنيوياً، إنما أخلاقي وقيمي، وروحانية الحياة تفرض على المرء الصدق في العطاء، فأحببت التعليم والعمل والإنجاز، وما أبحث عنه هو الاكتشاف الذاتي في منظومة كلية موجودة أمامنا، ولأن العلم تجريب؛ فالتدريس إبداع في الأسلوب والأداء والتوصل إلى علاقة مشتركة بينك وبين الطالب أو الباحث الذي تشرف عليه في رسالة عليا؛ يقيناً أنه زميل لك بعد سنوات، وهذا يدفعني للقراءة الدائمة والتجريب في مكونات الأرض الزراعية واكتشاف خفايا ما تخفيه عنا من مدركات ومحسوسات ومعلومات، وأعتقد أن المعلم صاحب رسالة علمية وأخلاقية وإنسانية واجتماعية، وعليه تجسيد تلك القيم ليكون معلماً».

الأستاذ الدكتور بسام أبو ترابي

وبلمحة توثيقية عن أعماله العلمية والإدارية أشار "أبو ترابي" بالقول: «لقد أشرفت على أكثر من أربع عشرة رسالة علمية لنيل الماجستير والدكتوراه، ونشرت أبحاثاً في العديد من المجلات المحكمة المرجعية؛ منها "العربية للبيئات الجافة"، "جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية"، "بحوث جامعة حلب سلسلة العلوم الزراعية"، "جامعة دمشق للعلوم الزراعية"، "الكيمياء البيولوجية والعلوم البيئية" في جامعة "عين شمس" في "القاهرة"، ومجلة "وقاية النبات العربية".

وشاركت في ورشة العمل الخاصة بإطلاق مشروع تطوير الهيكلية الوطنية للسلامة الإحيائية في "سورية" بإشراف وزارة الإدارة المحلية والبيئة، ومنظمة "GEF وUNEP". وكذلك في المؤتمر العلمي الثاني للتنمية الزراعية المتواصلة في كلية الزراعة جامعة "القاهرة"، وقدمت بحثاً بعنوان (تقييم هجن البندورة ذات الثمار بطيئة النضج الخاصة بالزراعة المحمية)، وقدمت في مؤتمر التنوع الحيوي بإشراف منظمة البيئة العالمية "UNDP" لجنة النبات الاقتصادي بحثاً بعنوان (حصر أهم أصناف الخضر المحلية)، وكذلك في الندوة السورية الفرنسية

من مؤلفاته العلمية

"INRA" حول التعاون في مجال البحوث الزراعية، وكانت لي مساهمة بإعداد مشروع إكثار بذور البندورة والخيار، إضافة لكتابة أربعة أبحاث في الموسوعة العربية العلمية عن (الفول، والجزر، والقثاء والباذنجان).

والمقررات التدريسية التي أساهم في تدريسها هي (تقانات التحسين الوراثي، وتقانات زراعة الخضار، والتحسين الوراثي لمحاصيل الفاكهة والخضار، والزراعة المحمية 1، وإنتاج الخضر الشتوية، وإنتاج الخضر الصيفية، وإنتاج البذور) وهي لطلاب الدراسات العليا والبكالوريوس».

وبيّن الأستاذ الدكتور "وسيم مسبر" المدرس في كلية الزراعة بالقول: «يعتبر الأستاذ الدكتور "بسام أبو ترابي" واحداً من الكوادر العلمية الهامة في كلية الزراعة بجامعة "دمشق"، حيث قدم مجموعة من الدراسات والبحوث وأشرف على العديد من رسائل الشهادات العليا الماجستير والدكتوراه بطريقة المعلم الحصيف.

استلم عدداً من المهام الإدارية كنائب العميد للشؤون العلمية والإدارية في كلية الزراعة فرع "السويداء"، وكان في عداد لجنة اعتماد البذار المحلية لأصناف الخضراوات من قبل المنتجين المحليين في "سورية"، ولجنة تقييم الجدوى الإنتاجية والبيئية والاجتماعية للبيوت البلاستيكية مع وزارتي الزراعة والبيئة، وإعداد دراسة عن وضع وأهمية البيوت البلاستيكية في "سورية".

مميزاً بعطائه واهتمامه بالعلم ومتابعته، فهو يتمتع بخاصية الهدوء والسكينة، والرؤية العلمية الثاقبة في إرضاء ذاته، وهو بين أعضاء الهيئة التدريسية بارع باختصاصه وتعليمه، وتصالحه مع منظومة الحياة الأخلاقية والاجتماعية والإنسانية والعلمية».

يذكر أن د. "بسام أبو ترابي" من مواليد "السويداء" عام 1962.