كوّن الدكتور الصيدلي "يوسف الجمال" حالة إنسانية في عمله بمبادرته الخفية، التي تتضمن تأمين الدواء للمرضى المحتاجين، متبرعاً بالقسم الأكبر منه ومن المحسنين الواثقين به.

ثقة المجتمع بالمرء ليست سهلة المنال، وتحتاج إلى شواهد وبراهين لتكوينها، حول سيرته وحياته وشخصيته، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 نيسان 2019، التقت الدكتور الصيدلي "يوسف الجمال"، وبيّن قائلاً: «في كنف أسرة تحب العلم والاجتهاد كانت ولادتي عام 1967 في "السويداء"، وكان الوالد متعلماً للمرحلة الثانوية، وإخوتي الخمسة جميعهم حملوا شهادات جامعية، منهم أطباء باختصاصات مختلفة، وما إن دخلت الابتدائية في مدارس "السويداء" وبعدها الإعدادية والثانوية، كانت رغبتي تتجه نحو دراسة الطب الذي أحببت دراسته بسبب حاجة المجتمع إلى يد العون، لهذا دخلت الثانوية وأنا مصمم على دراسة الطب، لكنني لم أحصل على العلامة المطلوبة بفارق علامة واحدة، تسلل اليأس إليّ قليلاً، لكن الأهل وحب الحياة المتجددة ودموع الوالدة المانحة للأمل والحياة جعلتني أضع في خيارتي الطب والصيدلة، فكانت الصيدلة من نصيبي، وضعت شعار: (إذا عملت عملاً ما فأتقنه)، والحقيقة إن طلاب الصيدلة يعانون قلة المراجع والمخابر وتوفير مستلزمات الحياة، والحاجة المادية لتأمين ما يجب، لذلك كنا نعمل ليلاً وندرس نهاراً، وأياماً عكس المسار ندرس ليلاً ونعمل نهاراً وفق ما تتطلبه الحياة، حتى إنني كتبت محاضراتي على أكياس الإسمنت، وما زلت محتفظاً ببعضها إلى اليوم، لأننا كنا نتسابق مع الزمن كي لا نحمل الأهل تكاليف مضاعفة لإتمام دراستنا الجامعية».

عرفت الدكتور "يوسف الجمال" منذ سنوات عدة، حيث لمست فيه أمرين؛ الأول تسامحه؛ إذ قلما يأتيه مريض طالباً الدواء إلا ويقدمه له مجاناً، وتبرعه للمرضى الفقراء والمحتاجين وهم كثر. الأمر الآخر ثقة المجتمع به داخلياً وخارجياً من المغتربين والناس المحبين للتبرع يأتون إليه واثقين بأن أموالهم تذهب إلى الفقراء والمستحقين، والأهم أن لا أحد يعلم بذلك إلا قلة قليلة من زملائه وأهل الخير، والدكتور "يوسف" ليس من بيئة غنية، بل هو من الناس الذين يتعبون ويعانون لكسب الرزق الحلال، ويعمل جاهداً لتجسيد ما يصبو إليه من تحقيق هدفه المعروف؛ وهو تأمين الدواء للمريض

وتابع د. "الجمال" بالقول: «كانت كلية الصيدلة تحتاج إلى متابعة حقيقية، فحصلت على أعلى علامة في أصعب مواد العملي، وهي "علم الحياة الحيوانية"؛ الأمر الذي جعل مني طاقة متجددة نحو التفوق والتميز، وتخرجت في كلية الصيدلة عام 1990 بعد سنوات خمس من دون كلل أو ملل، مسترشداً بقول أحد الحكماء: (إن عملك لك، والارتقاء به يعني سمو روحك وليس للناس منه شيء)، يقيناً بأن العمل الإنساني يمنح النفس والإنسان ارتقاء في روحه ونفسه ومجتمعه وأخلاقه وقيمه، وبعد تخرجي عملت في صيدلية متواضعة حتى كونت نفسي، يقيناً مني بأن هذه المهنة تتلخص بالتالي: العلم والفن والتجارة، ودلالات تلك المصطلحات تحتاج إلى شرح طويل، وبعد أن عملت في بلدان أجنبية وعربية عدت إلى وطني لأجد نفسي أمام مجتمع يحتاج إلى خدمة الفقراء فيه والمحتاجين، وخاصة العجزة والمسنّون، وقد أعانني الله على تجسيد رؤيتي، وهي: (لا ينقص مال من صدقة)، وهذه الثقافة إحدى توجيهات والدي والأسرة أيضاً، وبدأت أتزود في العلم ومتابعة أهم الدراسات والأبحاث العلمية، وعملت على خلق نحو ستين فرصة عمل لطلاب الصيدلة بعد العمل عليهم وتعليمهم أصول طريقة الوصفة الدوائية وصرف الدواء، وتلاشي الاختلاطات الدوائية التي لها تأثيرات كبيرة في الجسم، ومازلت أحاول تجسيد رغبتي في الحياة عبر تأمين راحة المريض بتوفير الدواء له».

أنور أبو فخر

وعن أعماله ومبادراته الإنسانية، أوضح "أنور أبو فخر" (أحد المستفيدين) قائلاً: «عرفت الدكتور "يوسف الجمال" منذ سنوات عدة، حيث لمست فيه أمرين؛ الأول تسامحه؛ إذ قلما يأتيه مريض طالباً الدواء إلا ويقدمه له مجاناً، وتبرعه للمرضى الفقراء والمحتاجين وهم كثر. الأمر الآخر ثقة المجتمع به داخلياً وخارجياً من المغتربين والناس المحبين للتبرع يأتون إليه واثقين بأن أموالهم تذهب إلى الفقراء والمستحقين، والأهم أن لا أحد يعلم بذلك إلا قلة قليلة من زملائه وأهل الخير، والدكتور "يوسف" ليس من بيئة غنية، بل هو من الناس الذين يتعبون ويعانون لكسب الرزق الحلال، ويعمل جاهداً لتجسيد ما يصبو إليه من تحقيق هدفه المعروف؛ وهو تأمين الدواء للمريض».

الدكتور الصيدلي يوسف الجمال
مع أحد المستفيدين