يعدّ الدكتور "كمال الفقيه" أول من أدخل طب العين وجراحتها إلى مستشفى "السويداء" الوطني، وصاحب أول عيادة عينية، ومؤسس فرع نقابة الأطباء والهلال الأحمر والنادي العربي السينمائي في "السويداء".

حول الأعمال الاجتماعية والإنسانية التي قام بها، مدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 23 شباط 2017، التقت الدكتور "كمال الفقيه"، ليحدثنا عن مسيرته الطبية والتعليمية والخدمية، قائلاً: «في نهاية شهر شباط، وتحديداً في الثاني والعشرين منه عام 1942، كانت ولادتي بمدينة "السويداء"، حيث تعلمت بمدارسها المراحل التعليمية حتى الجامعة، ثم سافرت إلى "مصر" لدراسة الطب، وفيها قضيت ثلاث سنوات، وعدت لمتابعة دراسة الطب بجامعة "دمشق"، وتخرجت عام 1967، حيث عينت مديراً للصحة في "السويداء" منذ عام 1969، ولغاية 1973، ثم سافرت إلى "ألمانيا" لدراسة اختصاص طب العيون وجراحتها، وفي عام 1977، فتحت أول عيادة عينية في "جبل العرب"، وأدخلت إلى المستشفى الوطني بـ"السويداء" شعبة العينية؛ بمفردي أعمل بها طبيباً ومناوباً لمدة خمس سنوات، وكانت متعتي تتجسد بتقديمي الخدمات المجانية لأفراد المجتمع.

عرفت الدكتور "كمال" منذ نصف قرن ونيف مواظباً على عمله مجداً، ومجدداً وصاحب بصمة مهمة في المجالين الطبي والتطوعي، وخاصة فيما يتعلق بطب العيون، وعندما تقدّم في السن تبرع بكامل أجهزة عيادته العينية إلى الهلال الأحمر، وهو يقوم بمعالجة المرضى مجاناً في عيادة الهلال، لم يبخل في العطاء والمثابرة، ومازال إلى يومه يعمل بنشاط من أجل ترسيخ العمل التطوعي الإنساني والاجتماعي. يتميز بالهدوء والسكينة والعلاج المتأني والتشخيص الواثق، فهو من الأطباء الأكفاء خبرة وعلماً ومعرفة، وله مبادرات خيرية كثيرة خلال مسيرة عطائه الطبية والاجتماعية والإنسانية

ثقة المجتمع ومحبة الناس دفعتني أكثر إلى العمل في تأسيس فرع نقابة الأطباء في "السويداء"، وفصله عن المحافظات المجاورة، ليصبح فرعاً مستقلاً، وكنت عضو مجلس إدارة فيه، ثم انتخبت أربع دورات متتالية في المكتب التنفيذي لنقابة الأطباء في "سورية"، ودورتين لجمعية أطباء العيون السورية، كذلك عينت عضو لجنة فحص اختصاص أطباء العيون، والمسؤوليات لم تبعدني عن تقديم الخدمات الطبية لأهلي وأبناء "السويداء"؛ لأن المجتمع يحتاج إلى جهد مضاعف، وربما أسعفني الحظ مع زملاء قلائل معي من الجيل نفسه، وكنا نقدم الخدمات الطبية بمعاناة كبيرة من وسائل العمل والنقل، وغيرها، وهذه المرحلة ولدت لدينا الحافز لتقديم الأفضل في التأسيس والتنظيم لأشياء مستقبلية».

د. عبدي الأطرش

وتابع الدكتور "الفقيه": «مع بداية السبعينيات، وبدعوة من الراحل الدكتور "نزار ملحس" شاركت بتأسيس فرع الهلال الأحمر في "السويداء"، وكان لنا نشاط طبي متميز لتثبيت ثقافة العمل التطوعي، إضافة إلى العمل في جمعية الرعاية الاجتماعية في "السويداء" المعروفة بـ"بيت اليتيم"، تلك الأنشطة الاجتماعية لم تبعدني عن العلم ومتابعته، فكنت عضواً في جمعية التراث والتاريخ والعلوم عند العرب التابعة إلى جامعة "حلب"، وكانت لي مشاركات في مؤتمرات دولية وإقليمية، وأذكر في أحد المؤتمرات للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر المعقود في "جنيف" عام 2006؛ حاول المؤتمرون الأجانب إدخال نجمة داوود الإسرائيلية إلى المؤتمر؛ الأمر الذي دفع بنا بدبلوماسية عالية إلى منع إدخالها.

وفي مؤتمر مندوبي جمعيات الصليب والهلال الأحمر عام 2009، استطعنا الحصول على عضوية منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، وعضوية مجلس إدارة دولية فيه، ومن خلالها عملت على شراء عيادة عينية متنقلة، وبمساعدة الأصدقاء استطعنا تأسيس مركز الاستجابة السريعة، وخلق فرص عمل، ثم مركز الاستجابة المتكامل المكون من الإسعاف والإغاثة والصحة والمياه، ومازلت أسعى إلى ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي المجاني؛ لأنه متعة ورفعة وارتقاء روحي في العمل والشخصية والإنسانية».

د. كمال الفقيه بين أفراد الهلال الأحمر

وعن الجانب الفني، أوضح الدكتور "كمال الفقيه" بالقول: «مع ثلة من محبي الثقافة الإبداعية والأدبية والفنية قمنا بتأسيس النادي العربي السينمائي، ودعونا نقاداً ومخرجين، وعرضنا أفلاماً سينمائية مهمة، وقمنا بمناقشتها نقدياً وفكرياً، وحققت "السويداء" حضوراً إبداعياً كبيراً في هذا المجال، حيث كنا ندرس المشاهد السينمائية، ونكتب ونصدّر المجلات الثقافية، ومنا من كان يرسم أيضاً؛ فأقمنا معارض فنية مهمة حضرها كبار الفنيين، مثل "فاتح المدرس" وغيره الكثيرون، وكنا مواكبين للحركة الأدبية ونقد النص المسرحي والفني والموسيقيين، وما زالت علاقتي بذكريات النادي موثقة، وهو الزمن الجميل في العمل والعطاء بكافة المجالات».

الدكتور "عبدي الأطرش"، رئيس فرع الهلال الأحمر في "السويداء"، تحدث عن الدكتور "الفقيه" قائلاً: «عرفت الدكتور "كمال" منذ نصف قرن ونيف مواظباً على عمله مجداً، ومجدداً وصاحب بصمة مهمة في المجالين الطبي والتطوعي، وخاصة فيما يتعلق بطب العيون، وعندما تقدّم في السن تبرع بكامل أجهزة عيادته العينية إلى الهلال الأحمر، وهو يقوم بمعالجة المرضى مجاناً في عيادة الهلال، لم يبخل في العطاء والمثابرة، ومازال إلى يومه يعمل بنشاط من أجل ترسيخ العمل التطوعي الإنساني والاجتماعي. يتميز بالهدوء والسكينة والعلاج المتأني والتشخيص الواثق، فهو من الأطباء الأكفاء خبرة وعلماً ومعرفة، وله مبادرات خيرية كثيرة خلال مسيرة عطائه الطبية والاجتماعية والإنسانية».

د. كمال الفقيه في أحد المؤتمرات الدولية