يعدّ "أجود الشاطر" من القلائل الذين تميّزوا بإتقانهم لمهن متناقضة؛ فهو نجّار "بيتون" استطاع بناء منزله بنفسه، وموّجه تربوي لربع قرن، وامتهن بجدارة طبّ الأعشاب، وفرض علمه على الغرب، واليوم يستقبل عشرين مريضاً يومياً.

حول أعمال وتميّز المربيّ "أجود الشاطر"، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 تشرين الأول 2016، التقت الدكتور "فندي أبو فخر" أستاذ التاريخ في جامعة "دمشق"، الذي تحدّث عن معرفته بالمربيّ "الشاطر"، فقال: «تعود معرفتي بالصديق "أجود الشاطر" إلى أيام العمل في مديرية التربية بـ"السويداء"، بالتحديد من أجل ترميم وصيانة مدرسة الثانوية الصناعية القديمة عام 1982، التي كانت سابقاً إعدادية "عدنان المدني"؛ فبعد خروج الثانوية الصناعية منها احتجنا إلى ترميم المبنى لتحويله إلى مدرسة ابتدائية، حينئذٍ لم نتمكّن من إقناع بعض مؤسسات القطاع العام للقيام بالترميم، فوجئنا بأريحية وغيرة لا مثيل لها من هذا الرجل؛ إذ تعهّد بالترميم والصيانة بتكلفة كانت أقل بكثير مما طلبته بعض المؤسسات، وأتى ذلك دلالة على استقامته وغيرته على العمل، لكن تميّزه بحرصه على الشأن العام وتفانيه في رفع مستوى الأداء كان واضحاً من دون كلل ولم يفكّر بالمردود المادي، خاصة في المجال التربوي؛ إذ بحث عملياً وبجهود مضنية لتأمين مقرّ لتلاميذ المدرسة الذين كانون يدرسون تحت الأرض وتحقّق له ما أراد، وبعد أن سافر إلى الاغتراب امتهن طب الأعشاب وقدّم خدمات طبية بمبادرات إنسانية عامة على مساحة "السويداء" من دون كلل أو ملل، وهو اليوم معروف بذلك».

عدت من الغربة وكلي أمل أن أقدّم مبادرة اجتماعية تحمل الطابع الإنساني، فكان ذلك بالطب البديل الذي جعلته شغلي الشاغل، وبدأت أقدم العلاجات وبنسبة شفاء تصل إلى مئة بالمئة، حتى بتّ أقدم خدمة علاجية لأكثر من عشرين مريضاً في اليوم، من دون الالتزام بوقت معين؛ فأنا لا أنام عند الظهيرة، وعملي اليومي منذ أن أستيقظ حتى وقت النوم، وأحمد الله أنني أشاطر الناس همومهم وأرسم الفرح على محيّاهم، وحين أتفرغ لذاتي يكون الكتاب جليسي، وخاصة كتب الطب والأعشاب، حتى فاقت تجربتي حدّاً كبيراً، وأنا اليوم أعمل والسعادة تكتنف حركتي اليومية، ومتعتي تكمن في أن الناس الذين عالجتهم باتوا أصدقائي، ويتعاملون معي بصفة الصداقة ذات الديمومة

المربيّ "أجود الشاطر"، أوضح مساره الاجتماعي بالقول: «في قرية "الطيرة" كانت ولادتي عام 1951، حيث درست الابتدائية في قرية "صما الهنيدات"، والإعدادية في مدرسة "الجلاء"، والثانوية في مدينة "السويداء"، وأكملت المرحلة الجامعية في جامعة "دمشق"، اختصاص الأدب العربي، حيث مارست العمل التربوي نحو ربع قرن، كنت خلال التعليم أعمل نجّار "بيتون"، وأفخر أنني بسبب هذه المهنة استطعت بناء منزلي بنفسي، وهذه المهنة منعت عني تملك عادة النوم في الظهيرة؛ لذلك لم تتملكني طوال ستين عاماً حتى تاريخه، وبعد التفكير في تحسين الوضع المعيشي حصلت على إجازة وسافرت إلى الخليج، وعملت رئيساً لدائرة التأمينات الشخصية لخمس سنوات، وخلال عملي في إحدى الشركات، منحت "فيزا" إلى أميركا، وبعد أن عدت إلى بلدي، حصلت على التقاعد بسبب آلام الظهر والرقبة، لأبدأ عملاً جديداً، ومهنة جديدة أصبحت الجزء الأهمّ بحياتي».

الدكتور فندي أبو فخر

وعن علاقته بمهنة طبّ الأعشاب، قال: «بعد أن وصلت إلى أميركا، جرت معي أحداث متنوعة وطويلة؛ ففي أحد شوارع "سان فرنسيسكو" تعرّضت إلى حادث، ونقلت إلى المستشفى، وبعد 12 ساعة من المراقبة جاء أحد الأطباء ليطمئّن عليّ، فقرّر وضع أحزمة وعكازين لي وأنا في قسم كسور العظام والجبصين، كان الطبيب الذي يعالجني مصاباً بأكزيما بين أصابعه، قلت له ما رأيك بدواء طبيعي يزيل الأكزيما من يديك يا دكتور؟ ابتسم، وقال: وهل تستطيع القيام بذلك؟ فقلت: نعم؛ ففي حديقة المستشفى عشبة يكثر وجودها بين قريتي "الطيري" و"الثعلة" في "جبل العرب"، واسمها "الّحِليب" أعددت له الدواء، وقمت بعلاجه، وتم شفاؤه بالكامل؛ الأمر الذي جعل الطبيب يقدمني لإدارة المستشفى، حيث تمّت دعوتي إلى قسم السكر وأعشاب الطب البديل، وخدمت في القسم تسع سنوات ونصف السنة. في هذا القسم تعلمت الكثير من علاج الأمراض، وبعد عقد من الزمن عدت إلى وطني الغالي لأبدأ تطبيق ما تعلّمته بالعلاج».

وحول العلاج بمحافظة "السويداء"، أشار بالقول: «عدت من الغربة وكلي أمل أن أقدّم مبادرة اجتماعية تحمل الطابع الإنساني، فكان ذلك بالطب البديل الذي جعلته شغلي الشاغل، وبدأت أقدم العلاجات وبنسبة شفاء تصل إلى مئة بالمئة، حتى بتّ أقدم خدمة علاجية لأكثر من عشرين مريضاً في اليوم، من دون الالتزام بوقت معين؛ فأنا لا أنام عند الظهيرة، وعملي اليومي منذ أن أستيقظ حتى وقت النوم، وأحمد الله أنني أشاطر الناس همومهم وأرسم الفرح على محيّاهم، وحين أتفرغ لذاتي يكون الكتاب جليسي، وخاصة كتب الطب والأعشاب، حتى فاقت تجربتي حدّاً كبيراً، وأنا اليوم أعمل والسعادة تكتنف حركتي اليومية، ومتعتي تكمن في أن الناس الذين عالجتهم باتوا أصدقائي، ويتعاملون معي بصفة الصداقة ذات الديمومة».

أجود الشاطر
من النباتات الطبية