في ذهنه تتضح خارطة واضحة لانتشار الأنواع المثمرة والأكثر جودة وإنتاجاً في مناطق "حوران، السويداء، القنيطرة، درعا"؛ ليستثمرها "قبلان عزام" في عمل زراعي مثمر.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29 أيار 2015، حاولت التعريف بتجربة زراعية ارتكزت على خارطة ذهنية واضحة المعالم للتطعيم، قدم "عزام" من خلالها أصنافاً جديدة، عن ذلك حدثنا "آصف قسام الحناوي" المتخصص في مجال الأصول الوراثية للنباتات، وقال: «زرته في مشتله أكثر من مرة، وشدتني طريقة تعامله الدقيقة مع الغراس التي دلت على معرفة كبيرة في عمله، حيث يعتمد التنظيم ويعرف بدقة أي الغراس يحتاج ومنها يأخذ الطعوم، ومن وجهة نظري لديه خارطة في ذهنه واضحة لتوزع أجود الأنواع من الأشجار المثمرة المنتشرة على ساحة المحافظة وفي المحافظات المجاورة، هي معرفة بناها بجهوده الخاصة لتكون لديه القدرة على استجلاب أصناف جديدة من الرمان والخوخ، مثل "الجوهرة السوداء" وأنواع متميزة من "التوت الليبي"، وأصناف سخر نفسه لترويجها، وقد تعاملت معه في عدة قضايا، ومدنا بمعلومات مميزة لكونه اختبرها ميدانياً، وبالنسبة لي أعدّه من أهم الخبراء الزراعيين، ولديه قدرة على التعامل مع التطعيم بطريقة فنية مدروسة، وليس غريباً أنه يشرف اليوم على مشاريع كبيرة للأشجار المثمرة؛ حققت أرقاماً إنتاجية لافتة تثبت خبرته ونجاحه العملي».

زرته في مشتله أكثر من مرة، وشدتني طريقة تعامله الدقيقة مع الغراس التي دلت على معرفة كبيرة في عمله، حيث يعتمد التنظيم ويعرف بدقة أي الغراس يحتاج ومنها يأخذ الطعوم، ومن وجهة نظري لديه خارطة في ذهنه واضحة لتوزع أجود الأنواع من الأشجار المثمرة المنتشرة على ساحة المحافظة وفي المحافظات المجاورة، هي معرفة بناها بجهوده الخاصة لتكون لديه القدرة على استجلاب أصناف جديدة من الرمان والخوخ، مثل "الجوهرة السوداء" وأنواع متميزة من "التوت الليبي"، وأصناف سخر نفسه لترويجها، وقد تعاملت معه في عدة قضايا، ومدنا بمعلومات مميزة لكونه اختبرها ميدانياً، وبالنسبة لي أعدّه من أهم الخبراء الزراعيين، ولديه قدرة على التعامل مع التطعيم بطريقة فنية مدروسة، وليس غريباً أنه يشرف اليوم على مشاريع كبيرة للأشجار المثمرة؛ حققت أرقاماً إنتاجية لافتة تثبت خبرته ونجاحه العملي

حول كيفية تكوين خارطة التطعيم والعمل وفقها؛ حدثنا "قبلان عزام" من قرية "تعارة"، وقال: «وجدت في العمل الزراعي فرصة للحصول على عمل منتج سخرت له الجهد لأصل إلى كل قرى المحافظة باحثاً عن هذا الصنف أو ذاك، مؤسساً لمعرفة واضحة بانتشار هذه الأصناف، وقد حقق لي ذلك عائداً مرضياً، ومن خلال مشتل صغير ضمن قطعة أرض صغيرة جاورت منزلي في قرية "تعارة" لا تزيد على 500 متر؛ بدأت العمل وجمعت بها الكثير من الأصناف المتميزة، وكنت مصدراً من خلاله لشتول الأشجار المثمرة والعنب والزيتون لعدد كبير من قرى المحافظة وخارجها.

قبلان عزام ... فن تطعيم الزيتون

في هذا المشتل تدربت على طرائق إنتاج الشتول والتطعيم وفق انتقاء الأصناف الأكثر تميزاً، واستفدت من مرحلة سابقة رافقت فيها مهندساً زراعياً اسمه "عدنان ملوشي" من خارج "السويداء"، أدار الوحدة الإرشادية في قرية "قنوات" في ذلك الزمن، وقد تابعت تجاربه بالنظر، وحاولت من خلال مشتلي تطبيق الكثير من العمليات في مشتلي وفي المشاريع التي أشرفت عليها، ومن هنا انطلقت إلى عمل أوسع يحصي مجمل الأصناف المثمرة لأقصد قرى بعيدة للحصول على مطعم من هذا النوع أو ذاك، مؤسساً لطريقة متطورة في التطعيم الذي أتعامل معه كفن؛ لكن وفق أصول علمية وفنية اختبرتها».

عن انتشار شهرته ومبررات ذلك يضيف بالقول: «كنت أتنقل بين القرى والمشاريع الكبيرة لغايات التطعيم والتقليم، لأجد بعد مدة شخصاً عملت معه سابقاً؛ يُخبِر عني معارفه وأطلب بالاسم، فتابعت عملي برعاية المشاريع، وقد كان العمل مجدياً ومناسباً، والأجمل تلك العلاقة القريبة مع المجتمع، التي توسعت بوضوح ولم تقف عند حدود المحافظة، مع العلم أنني لا أستثني قرية في المحافظة لم أزرها لغاية العمل أو الحصول على غراس وطعوم، لأنني أعرف جيداً أين يوجد كل نوع من الزيتون أو الخوخ أو العنب، لأحصل على أنواع غراس متميزة، وتعودت أن لا أقوم بالتطعيم إلا من شجيرات أربيها وأعرف صنفها جيداً، حيث مارست سلوكيات في التعامل استغربها بعضهم، لكنني اقتنعت بها، ومنها أنني كنت في بداية العمل لا أتقاضى أجراً إلا على المطعم الناجح، لكن ثقتي بعملي كانت تدفعني إلى ذلك.

آصف قسام الحناوي

ومن خلال التعامل مع البساتين الكبيرة بحثت في الظروف المناسبة لنجاح التطعيم للأشجار الكبيرة من الزيتون واللوزيات وباقي الأشجار المثمرة بتقنيات مختلفة؛ أضفت إليها مواد إضافية وقطعاً مساعدة كاستعمال المطاط الناتج عن الإطارات في تثبيت الطعوم للأشجار الكبيرة، وعمليات أخرى تحقق نسبة نجاح تتجاوز تسعين بالمئة، حتى على مستوى الورد فقد قدمت منه شجيرات حوت خمسة أنواع، وهي تجارب نفذتها في حديقة منزلي وحدائق مشاريع تابعتها إلى جانب العمل على إدخال أصناف جديدة اختبرتها، وكانت منتجة جيداً، مثل: "الرمان الفرنسي"، و"الجوهرة السوداء"؛ حيث أتابع مشاريع كبيرة من هذه الأنواع المثمرة».

لم نسأله عن نوع إلا وبيّن لنا موقع انتشاره الدقيق؛ بهذه الكلمات حدثنا من قرية "نجران" أحد مالكي البساتين التي أشرف على تطعيمها والعناية بها لسنوات؛ "جهاد نصر" صاحب منتجع وبساتين زيتون في هذه المنطقة، وقال: «من خلال مجموعة من الأصدقاء تعرفت "قبلان عزام" وتعاونت معه في مجال التقليم والتطعيم، وقد قام بالرعاية المباشرة لمشاريع كبيرة لدينا، وقدم فيها أفكاراً جديدة عن عملية التطعيم التي برع بها، بالاعتماد على مخزون كبير من المعلومات اكتسبها بفعل نشاطه ومتابعته لما زُرع على ساحة المحافظة من أشجار مثمرة، وقد لا تسأله عن صنف إلا ويحدد لك مكانه ومواصفاته بدقة، إلى جانب طريقته الفنية بتطعيم أشجار الزيتون الكبيرة، يكونها وفق قياسات تحقق سهولة التعامل مع الشجرة، والتخفيف من ارتفاعها قدر الإمكان.

أحد الكروم المتميزة التي يشرف عليها قبلان عزام

وقد تابعته أثناء العمل وتلمست ما لديه من خبرات زراعية عملية وعلمية، ساهمت في تطوير مشروعي كثيراً، هذا النوع من الخبرات اليوم يساعدني بالإشراف على أشجار ضمن مشروعي السياحي، ولديه مهارة عالية في ذلك العمل، مع العلم أنه ليس مهندساً ولم يتبع أي معهد زراعي، لكنه يقدم صورة للاعتماد على الذات والخبرات المتجددة والمطلوبة لتحسين العمل الزراعي؛ خاصة لمن هم مثلي لا يمتلكون الكثير من المعرفة والخبرة لمتابعة مشاريعهم الزراعية الكبيرة من حيث المساحة ونوعية الأشجار المثمرة».

الجدير بالذكر، أن "قبلان عزام" من مواليد 1956، قرية "تعارة" غرب مدينة "السويداء" ومقيم فيها، وله ولدان يساعدانه بالعمل وابنة جامعية، اليوم يعمل داخل المحافظة لخطورة الوصول إلى المحافظات المجاورة التي تابع مشاريعها لسنوات طويلة.