يقف المخترع المهندس "نزار الحضوة" أمام أربعة من اختراعاته التي قدمها ونال عليها البراءات الرسمية، مع نموذجين صناعيين، يعزف خلالهما موسيقا الميكانيك، ليمتع سامعيه من الفلاحين والصناعيين، لكنه يتساءل أمام براءات اختراعه: ثم ماذا؟

حول أعمال المخترع؛ مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 12 آذار 2015، التقت الدكتور "نواف أبو وشاح"، من أهالي مدينة "السويداء"، فتحدث عنها قائلاً: «منذ أكثر من عشرين عاماً والمهندس "نزار الحضوة" يسعى نحو الاختراع، فحين كان في المرحلة الجامعية وهو في السنوات الأولى من دراسته عمل على تعديل فكرة مقص تقليم فأصبح باستطاعته قطع زند العنقود والتمسك به، حيث سهل عملية قطف العنب ووفر الجهد والتعب والوقت ومنع الفاقد الذي يمثل نسبة مهمة في كمية الإنتاج، وهي خطوة مهمة في الإنتاج وليس في الاستهلاك، إضافة إلى أعماله الأخرى المهمة في اختصاصات متنوعة وهي جميعها تدخل في عالم الاختراع والإبداع، وخاصة التي تعود على المجتمع بالفائدة؛ مثل اختراعه طريقة ميكانيكية لمعالجة أغطية "الريكارات" ومصارف المياه».

ما يتميز به المهندس "نزار" الهدوء والسكينة والتواضع والدقة في العمل، إذ تراه معظم الأوقات في مستودعه يعمل بهدوء، وهو مشارك في العديد من المعارض حتى عام 2009، نال الدرع الأول في معرض الباسل للاختراع والإبداع، إضافة إلى أربع براءات اختراع، لكن الأهم أن الإبداع بدأ معه مع المراحل الجامعية الأولى بحياته وربما أكسبته خبره كبيرة في الاستمرار وتطلعاً نحو الحياة والاختراع

مدونة وطن "eSyria" زارت المخترع المهندس "نزار الحضوة" والتقته ليتحدث عن بداياته ونشأته قائلاً: «قبل أكثر من نصف قرن وبتاريخ 2 شباط من عام 1962 كانت ولادتي في مدينة "السويداء" ضمن أسرة تحب العلم والمعرفة، بعد أن أنهيت مرحلة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي في "السويداء" انتقلت إلى جامعة "دمشق"؛ ولأن حبي وعشقي للميكانيك بدأ منذ صغري؛ بدا على شخصيتي التأثر بالمحيط العلمي وبأساتذة كبار كان لهم دور في التقدم العلمي، وأنا في السنة الثانية بالجامعة عام 1982 بدأت أعمل على تعديل فكرة مقص التقليم ليصبح باستطاعة الفلاح أو المزارع قطع زند عنقود العنب والتمسك به، بغية تسهيل عملية القطف والمحافظة على جسم العنقود دون هدر، وهذا ما وفر نسبة 15 بالمئة على الأقل من هدر الإنتاج، وحين تقدمت به إلى مديرية حماية الملكية نلت عليه نموذجاً صناعياً، وكان هذا العمل انطلاقة لعمل آخر يتلخص في بتعديل في "بانسة السغمان" وهو مصطلح ميكانيكي؛ إذ يوجد في إعدادات الميكانيكية وعناصرها "سغمان داخلي وخارجي"؛ حيث لكل منهما "بانسة" خاصة به ومستقلة، إلا أنني حاولت الجمع بينهما في بانسة واحدة فقط، وهو يعود بتخفيض تكاليف الإنتاج في حال كان خط الإنتاج يحمل العديد من الآلات والصيانات الدائمة، إضافة إلى زيادة العمر الاقتصادي للآلة وأكثر عطاء، وهذا العمل أيضاً نلت عليه نموذجاً صناعياً؛ لأنه تطوير وتعديل وبنفس العام للعمل الأول».

د. نواف أبو وشاح

وحول براءات الاختراع التي نالها تابع "الحضوة" بالقول: «بدأ العمل للحصول على براءة الاختراع مع نهاية التسعينيات، فنلت أول قرار برقم 983 تاريخ 20 نيسان 2006 بعنوان "طريقة ميكانيكية لمعالجة أغطية الريكارات ومصارف المياه"، ولهذا الاختراع قيمة ومعاناة ذاتية إذ لم يأت من فراغ؛ فقد عانيت مع أهل حارتي من مصارف المياه كثيراً، حتى بدأت التجربة أمام منزلي قبل أن يرى النور الرسمي، ويتلخص عندما يتم تعبيد الطريق بإضافة طبقة إسفلتية جديدة، تبقي مستوى غطاء "الريكار" المتوضع في الطريق منخفضاً، وتتم معالجة ذلك بالطرائق التقليدية باقتلاع غطاء "الريكار"، وإضافة مجبول إسمنتي ثم وضع الغطاء على مستوى الطريق الجديد، أما الطريقة الميكانيكية فتتلخص بوضع رقبة معدنية فوق الغطاء المربع وتثبيتها بملاقط خاصة بهذا الغطاء، ثم يوضع الغطاء الدائري فوقها ويصب حولها الإسفلت سماكة هذه الرقبة، وفؤائد هذه العملية هي في القدرة على معالجة الانخفاض خلال دقائق معدودة بسرعة حيث لا يتم تعطيل الحركة في الطرق العامة، والاستغناء عن وضع الإحضارات الإسمنتية في الطريق وتوفير تكاليفها. الاختراع الثاني كان آلة كهربائية مهمتها جرف وتهذيب الحواف الداخلية للجدران وتخليصها من زوائد مواد البلاط والطينة، وهذا يمكن من الاستغناء عن تركيب نعلة البلاط أسفل الجدران المنزلية. أما ثالث اختراع فهو مسمار "تبشيم" لتثبيت المنجور المعدني من دون استخدام اللحام، والرابع آلة مكتبية من أجل لصق وطي وختم أوراق الامتحانات، وهذه الآلة عملت على توفير العمل لدى الجهاز الإداري للمدارس خاصة في الامتحانات بمدة لا تتجاوز دقائق لمئات الأوراق ودون انشغال عقل الطالب في ختم ولصق وطي الورقة بمراحل ثلاث».

الأستاذ "ناجي الحضوة" رئيس اتحاد الحرفيين بـ"السويداء"، قال عن شخصية المخترع "الحضوة": «ما يتميز به المهندس "نزار" الهدوء والسكينة والتواضع والدقة في العمل، إذ تراه معظم الأوقات في مستودعه يعمل بهدوء، وهو مشارك في العديد من المعارض حتى عام 2009، نال الدرع الأول في معرض الباسل للاختراع والإبداع، إضافة إلى أربع براءات اختراع، لكن الأهم أن الإبداع بدأ معه مع المراحل الجامعية الأولى بحياته وربما أكسبته خبره كبيرة في الاستمرار وتطلعاً نحو الحياة والاختراع».

أحد اختراعاته الآلة المكتبية
المخترع م. نزار الحضوة مع براءات اختراعاته