تستخدم الكمبيوتر كأنه جزء منها، وتتمتع بقدرات كبيرة في التعامل مع المشكلات الكبيرة، وتعد واحدة من المتفوقات في دراستها للغة الإنكليزية في جامعة "دمشق"، وتتحضر لتكون عروساً لتفتح الطريق أمام أقرانها المكفوفين.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشابة "مروة العشعوش" يوم الثلاثاء الواقع في 30 كانون الأول 2014، فتحدثت عن واقعها وطفولتها بالقول: «نلت شهادة الثانوية العامة في العام 2012، ودخلت قسم اللغة الإنكليزية عن سابق إصرار وتصميم، وقد اخترت اللغة الإسبانية التي أعشقها كلغة ثانية وأبدعت فيها بالعلامة التامة، تعلمت عن طريق مدرسة المكفوفين في "دمشق" من الصف الأول إلى الصف العاشر، حيث كانت دراستي تعتمد على طريقة "البرايل" أو البرنامج الناطق، واستعنت بتسجيلات صوتية لبعض المواد، ومساعدة أختي "نائلة" التي تعبت معي كثيراً حتى الشهادة الثانوية، وكان يجب أن تنالها هي، كانت طفولتي جميلة وعادية وألعب مثل غيري من الأطفال، وما زالت ألعاب الطفولة معي حتى الآن، كنت أتنقل من مكان إلى آخر دون أن أخطئ هدفي، فبعد أول مرة أسير فيه لا أنساه أبداً حتى لو غبت عنه لفترات طويلة، والحقيقة إنني لم أشعر بالنقص نهائياً لوجود أسرتي معي، وكنت من المميزات في المدرسة، تحديت إعاقتي البصرية التي رافقتني منذ الولادة بالإرادة والتصميم لأعيش حياة طبيعية بين أهلي وأصدقائي وأفراد مجتمعي».

بمساعدة أهلي ورعايتهم تمكنت من الدراسة وتابعت دراستي بمسقط رأسي في مدينة "السويداء" مع الطلاب الأصحاء من خلال مدرسة "الحكمة" على الرغم من صعوبة مسألة الدمج، وتقدمت للشهادة الثانوية "حرة" وحصلت على مجموع درجات ساعدتني على تحقيق طموحي في العلم وارتياد الجامعة

الشابة "مروة العشعوش" ابنة العشرين عاماً المتطوعة في "جمعية الوفاء" للمعوقين تحدثت عن حياتها وطموحاتها ومشاريعها المستقبلية التي لم تحدها إعاقتها وقالت: «بمساعدة أهلي ورعايتهم تمكنت من الدراسة وتابعت دراستي بمسقط رأسي في مدينة "السويداء" مع الطلاب الأصحاء من خلال مدرسة "الحكمة" على الرغم من صعوبة مسألة الدمج، وتقدمت للشهادة الثانوية "حرة" وحصلت على مجموع درجات ساعدتني على تحقيق طموحي في العلم وارتياد الجامعة».

عهد أبو فخر رئيس لجنة المكفوفين.

وتضيف: «أجد متعة حقيقية في دراستي وأستفيد من برنامج الناطق على الحاسوب لمساعدتي بالقراءة والكتابة، وأمارس عملي في مديرية الخدمات الفنية كعاملة على الهاتف الآلي بكل راحة ومن دون أي عوائق، وقد بقيت لمدة ثلاثة أيام دون مساعدة من أحد حتى بت أعرف كل الأرقام داخل المديرية، وأحب رياضة الشطرنج، وحققت من خلالها المركز الثالث ببطولة الجمهورية عام 2010 الخاصة بفئة المكفوفين وأطمح لتطوير أدائي والحصول على المراكز المتقدمة مستقبلاً. وأعمل حالياً بالعمل التطوعي في جمعية "الوفاء الخيرية" للمعوقين بـ"السويداء" وأقوم بتعليم مجموعة من المكفوفين القراءة والكتابة، خاصة بعد توقف العمل في المدرسة وخروجها من الخدمة بسبب الأزمة الراهنة، ومن هنا أدعو إلى زيادة الاهتمام بالمكفوفين وتوفير الكادر التعليمي والأدوات التعليمية الخاصة بهم وإحداث معهد لهم بالمحافظة وإعطائهم الثقة من قبل أهلهم ومجتمعهم للاعتماد على أنفسهم، فقد اكتشفنا أن عددنا يفوق 900 مكفوف، وهم بحاجة لمن يطلق طاقتهم الكبيرة».

بدوره تحدث رئيس لجنة المكفوفين في "جمعية الوفاء" الخيرية الشاب "عهد أبو فخر" عن معرفته بالشابة "مروة"، فقال: «هي شابة ذكية لديها قدرة عالية على الاستيعاب والحفظ، وتمثل أرشيفاً حقيقياً لنا في الجمعية في مسألة حفظ الأرقام وتعليم الكمبيوتر والدورات للمكفوفين، وهي متفوقة منذ الصغر، وتكتسب احترام من يعرفها فوراً لإرادتها الكبيرة وروحها المرحة المتفائلة، وفي الجامعة حصلت على معدلات عالية ببعض المواد في السنة الأولى كمادة اللغة الإسبانية التي نالت فيها 100 بالمئة، وتحظى بالتقدير من قبل مدرسيها، و"مروة" تعتمد على نفسها في حياتها لدرجة كبيرة مع دعم أهلها لها، وهي موظفة منذ عام على المقسم في مديرية الخدمات الفنية في "السويداء"، وتحسن التواصل والتفاعل مع الآخرين».

تتقن العمل على الكمبيوتر.