مع أن موهبته ليست بحاجة إلى الكثير من التدقيق، فتعابير وجهة كفيلة بأن تدلك على أن هذا الرجل لا يصلح إلا أن يكون ممثلا، ومع أنه فضل الابتعاد عن التمثيل إلى التلحين لأنه وجد في طياته التعقيد، إلا أن المهن تعرف أصحابها فتلك الفترة لم تدم طويلا لأن صديقاً ومخرجاً جاء ليقول له بعد مراقبته أثناء تدريبه للكورال الموسيقي "عليك أن تكون ممثلا".

هو شاب من مواليد عام 1969، متزوج وعضو حالي في نقابة الفنانين بصفة ممثل منذ عام 1998، ولم يتوقف الأمر عند هذا بل هو ملحن يعزف على آلة الناي، وقد شارك في مهرجان الأغنية السورية الخامس والسادس كملحن، وحصد المرتبة الأولى في مهرجان الأغنية اللبنانية، إنه الممثل والملحن "منذر أبو راس" الذي التقاه eSuweda في مساء الثلاثاء 17/6/2008 وكان له معه الحوار التالي:

  • لنتكلم عن علاقتك بالتمثيل وكيف بدأت؟
  • منذ الصغر وعندما كنت في المدرسة تحديدا كان لدي هاجس أن أعمل ممثلا فكنت وبعض الأصدقاء نقوم بتمثيل بعض القصص للأطفال، وكان العمل الأول بعنوان "المقامة الحلوانية" وكان عددنا فيها 4 ممثلين وكان النص من إعدادي وإخراجي بعد هذا قررت الابتعاد عن موضوع التمثيل، لأنني أحسست أنه معقد وفعلا كان الفراق بيني وبين التمثيل لفترة اكتفيت فيها بالتلحين والموسيقا، إلى أن كان ذلك اللقاء بالمخرج "رفعت الهادي" عندما كنت أقوم بتدريب كورال جماعي على بعض الألحان الموسيقية، فما كان من الأستاذ "رفعت" الذي كان يراقب تعابير وجهي التي كنت أستخدمها في إيصال الفكرة إلى الكورال، إلا أن تقدم نحوي ووجه لي تلك العبارة التي تقول "بدك تكون ممثل"، وبعد تردد مني وإصرار من الأستاذ "رفعت" قررت أن أعمل برأيه وفعلا وبعد ورشة عمل مع مجموعة مسرحية كان أول عمل بعنوان "لحظة لو سمحت".

  • عن ماذا يتحدث هذا العمل وماذا عن الأعمال التي تليه؟
  • بالنسبة للعمل لحظة لو سمحت قدمت فيه الشخصية الرئيسية وهو عرض"شبه منودراما" مسرح الشخص الواحد، وكان هذا العمل محطة مهمة في حياتي، وطبعا الفضل للأستاذ "رفعت" لأنه لعب على الوتر الموسيقي بداخلي وحركني كممثل بعدها تتالت الأعمال المسرحية وكان "الخزان العظيم" و"كليغولا" و"السمكة الذهبية" و"صانع التوابيت" و"حكاية سفر" وكلها طبعا أعمال مسرحية.

  • لكوننا نتحدث عن المسرح بماذا تصف علاقتك فيه؟
  • طبعا علاقتي بالمسرح منذ البدء علاقة محكومة بالحب وقد توطدت أكثر بعد انتقالي إلى دمشق، حيث عملت بالمسرح القومي ومسرح الطفل، واتبعت دورة تخصصية بفن العرائس من تصنيع وتحريك والاهتمام بمسرح الطفل أسعدني جدا لأنني كنت أتعاطى مع الطفل كشخص كبير أتعلم منه كما أعلمه وطبعا كنت أراعي الشكل الفني والمبالغة البسيطة التي يتقبلها الطفل اليوم ضمن هذا التطور الإعلامي والمعلوماتي.

  • أي نوع من أنواع المسرح يستهويك أكثر؟
  • أنا عملت بالمسرح الذهني واستطعت أن أجسد فيه شخصيات واقعية من لحم ودم لها تاريخ وحياة وذلك مع حفاظي على المقولة الفكرية للعرض، وهذا النوع من المسرح جعلني أحبذ المسرح البسيط والسهل وليس بالأداء بل بالقرب من الجمهور الذي يحافظ على خط الحكاية متوازيا مع خط المقولة والهدف الفكري للعمل، لذلك على المخرج أن يبقي الممثلين قريبين من الجمهور وهذا أحد عوامل نجاح النص.

  • هل أنت مع ثورة الإخراج الحديثة؟
  • أنا مع ثورة الإخراج الحديثة نعم ولكن التي تراعي الضوابط الفنية وإذا كسرتها تكسرها ضمن قالب فني جديد يحمل مقوماته من داخل العرض، أي يكون العمل مدروساً ووراءه مخرج يدرك أدواته وبالتالي لا أرى أن هناك أزمة مسرح إذا كان هناك مخرج مثقف.

  • بالنسبة لعملك بالتلفزيون هل أبعدك عن المسرح وهل العمل التلفزيوني أفضل من العمل المسرحي؟
  • لن تصدق إذا قلت لك، بأنه كان لدي دائما محاولات امتناع عن العمل التلفزيوني لكوني لا أحب الأدوار القصيرة التي لا يستطيع الممثل فيها أنجاز أي شيء لأنها غير مخدمة أصلا في النص، ولكن العمل التلفزيوني لم يبعدني عن المسرح فالمسرح هو هاجسي دائما وأنا اعتبر نفسي ممثل مختص بالمسرح.

  • دور "الخفاجي عامر" في "أبو زيد الهلالي" كيف أسند إليك؟
  • طبعا هذا الدور كان نتيجة لقاء ودي وجميل بيني وبين الفنان السوري الكبير "سلوم حداد" حيث إنه وبعد حوار قصير بيني وبينه كان فيه الأستاذ "سلوم" مستمعاً جيداً وكان في تلك الفترة يحضر للدراما التاريخية "أبو زيد الهلالي" عرض علي دور "الخفاجي عامر" وهي الشخصية الرومانسية الوحيدة بالعمل واستطعت أن أقدمها بشكل جيد وأظهر فيها كممثل دخل الوسط الفني فعلا.

  • بعد هذا الدور ماذا أسند إليك من أدوار؟
  • بعد هذا علمت مع المخرج "باسل الخطيب" في مسلسل "عياش" بدور رئيس الاستخبارات الإسرائيلية وقد عرض هذا العمل على قناة المنار ثم عملت مع الأستاذ "سالم الكردي" في مسلسل "صراع الأشاوس" وتوالت الأعمال التلفزيونية حيث شاركت في مسلسل "جمال عبد الناصر" بدور "موشيه ديان" ودوره في فترة النكبة والعدوان الثلاثي على مصر وأنا أحرص اليوم على أداء الدور الذي يمثل حالات مختلفة.

  • لديك شكل جميل فهل هذا يلعب دورا في التمثيل؟
  • بالنسبة لي أجهد دائما لكي أكون ممثلا لمعظم الأدوار، ولست مع فكرة أن نذهب دائما للشيء الجاهز ولكن هذا الشيء وأقصد الاعتماد على الشكل موجود ضمن الوسط الفني المحكوم بعامل الزمن بحكم التظاهرة الرمضانية للأعمال.

  • كما نعلم أنك متزوج من السيدة "عتاب نعيم" وهي ممثلة أيضا فهل هذا يؤثر على حياتك وعملك؟
  • على العكس تماما لأن عملنا له ظروف خاصة وهو غير مرتبط بروتين معين، يجعل زوجتي تقدر ظروف عملي وتتفهمها لأنها تعيش فيها وبالمقابل أنا أيضا أتفهم ظروف عملها ونحن عائلة متفاهمة نحرص قدر المستطاع على التنسيق بين حياتنا الزوجية وحياتنا العملية ولاسيما أننا ننتظر اليوم ضيفا جديدا سيحل علينا بعد عدة أشهر.

    - هل لك كلمة أخيرة؟

    الكلمة الأخيرة ستكون للمسرح الذي أحبه لدرجة العشق وأقول لو أن العمل بالمسرح يوفر لي حياة كريمة فلن أجد حرجا من التخصص بالعمل فيه فقط، وهذا هو حلمي البسيط لأن الشهرة لا تعنيني كثيرا وخاصة التي يحققها التلفزيون.