عندما تلتقيه تبصر في قامته المديدة وشعره الأبيض هيبة ووقاراً وترى في ملامح وجهه الطيب حكاية معلم وطلاب بدأت منذ 38 عاما تحيك قصصا بحاجة إلى من يسمعها ويرويها بالوقت نفسه.

زرناه في يوم عيده وعندما سألناه عن أول شيء قام به في ذلك اليوم قال: قمت بمعايدة كل من علمني ودرسني ومازال على قيد الحياة.

الأستاذ فارس المحيثاوي العمر 58 عاما معلم منذ عام 1970 متزوج ولديه 3 أولاد درّس في عدة مدارس من مدارس المحافظة منها مدارس لبين وشهبا والسويداء، eSuweda التقى الأستاذ فارس في يوم عيد المعلم وكان له الحوار التالي:

بداية حبذا لو نتعرف عليك كمعلم؟

أنا معلم منذ عام 1970 خريج معهد الصف الخاص للتعليم امتهنت مهنة التدريس ودرست كل صفوف المرحلة الابتدائية أي إنني كنت أدرس الأطفال الذين باتوا اليوم جيل الشباب في هذا المجتمع وأنا فخور عندما أرى أحدهم يبادرني بالسلام ليبلغني بعدها أنه حقق النجاح في حياته.

  • ماذا تعني لك كلمة التدريس؟
  • التدريس مهمة قبل أن تكون مهنة فالعمل في هذا المجال هو العمل بقضية تربوية وإنسانية فالمعلم إنسان يعمل على إعداد الناس على كافة الصعد الفكرية والجسدية ولهذا مهنة المعلم مهنة حساسة وتحمل في طياتها مسؤولية خاصة.

    - هل أنت سعيد بكونك معلم؟

    أنا لا أتخيل نفسي غير ذلك وأحب هذه المهنة واحترمها لأنها مهنة يجد فيها المرء المجال الحقيقي لاستيعاب كل طاقاته وامكانياته، أضف إلى ذلك أنك تجد المتعة الحقيقية عندما ترى أولئك الطلاب الذين تدرسهم يكبرون ويتعلمون ويبنون هذا الوطن عبر رؤية جديدة أنت كنت أحد المساهمين فيها.

  • ما أهم ما كنت تريد إيصاله إلى طلابك؟
  • أهم ما كنت أريد إيصاله هو أننا من وطن له ظروفه الخاصة حيث إنه خارج من مراحل استعمارية طويلة ومازال يعاني من تخلف وبالتالي على هذا الجيل أن يحمل راية القيم والطموح وأن يكون مهيئاً من كافة النواحي الفكرية والسلوكية لبناء هذا البلد والتقدم فيه ليلحق بركب الحضارة ويجسد بالتالي مجتمعاً ناهضاً قادراً أن يعيش ويجاري العالم ويشارك بصناعة هذا العصر.

  • برأيك هل يوم عيد المعلم كاف لتكريم المعلمين؟
  • طبعا هذا العيد على درجة من الأهمية فأن يكون هناك عيد للمعلم فهذا له دور أساسي في إشعار الناس بأهمية هذه المهنة فأنت لا تستطيع أن تختار للأطفال الأب والأم ولكنك تستطيع أن تختار لهم معلماً، وبغض النظر عن كوني معلماً فالمعلم يجب أن يكرم دائما لأن دوره هو الأساس في نهوض المجتمع، فدروه هو إيصال رسالة وكما قال الشاعر:

    قم للمعلم وفّه التبجيلا........ كاد المعلم أن يكون رسولا

  • في يوم العيد من قام بمعايدتك؟
  • طبعا أنا قمت بمعايدة أساتذتي أولا الذين مازالوا على قيد الحياة مثل الأستاذ مرسل غرز الدين وقد تلقيت عدة اتصالات من طلابي وكنت سعيدا جدا بهم كما كان معلمي سعيد بي.

    - هل هناك هم خاص للمعلم؟

    هموم المعلم هي هموم المواطن نفسه ولكن همه الأساسي هو عدم تعرضه للفتور الفكري فعلى التلاميذ أن يروه دائما متقدا ولديه كل ما هو مفيد وجديد والهم الآخر يتعلق باولئك الطلاب الذين يتسربون من المدارس فالمعلم يعيش هاجس مسؤوليته عن هذا دائما.

    - كلمة أخيرة؟

    شكرا لكل المجدين وكل من حمل هم وطنه وهموم مجتمعه وحاول أن يكون في موقعه ومارس دور المعلم الصادق الحر والكريم وحلم بوطن نام ومتقدم.