قلة هم الذين يتحدون قدرهم، وقلة هم الذين يجعلون من مصائبهم سُلّماً يصعدون به إلى مراتب المتفوقين..
وبطلنا يحيى أبو مغضب من هؤلاء الأشخاص الذين صنعوا رغم إعاقتهم ما لم يستطع صنعه الأصحاء، عمره 29 عاما وهو أعزب وبطل جمهورية في رفع الاثقال ويعمل اليوم مدرباً لبناء الأجسام– تخفيف الوزن والقوة البدنية بالإضافة إلى رياضات خاصة وهو مدرب وطني.
eSuweda التقى البطل أبو مغضب وكان له هذا الحوار الذي كنا فيه مدينين للسيد يحيى بسعة صدره:
عندما يقال عن المرء بأنه معاق فهذا يسبب له مشكلة نفسية فكيف إن قال إنه يريد أن يلعب رياضة؟ لكن الإرادة هي الأساس وبالنهاية يجب أن تنتصر على ذاتك والعاجز هو العاجز من الداخل، وقد ذهبت إلى صالة الفيحاء في دمشق وبدأت التدرب هناك وفعلا أثبت جدارتي وبدأ جسمي يتحسن وكان التدريب طبعا في رفع الأثقال، ورغم إعاقتي بالقدم اليمنى فقد نلت إطراء المدربين الذين أصرو على متابعتي للتدريب والمشاركة في بطولات على مستوى الجمهورية.
أنا بطل جمهورية منذ عام 1996 بالقوة البدنية للشباب والرجال وصاحب أعلى رقم قياسي على مستوى الشباب وهو 107 كغ وكان رقم البطل الذي حطمته 85 كغ أما بالنسبة للرجال فكان الرقم 117 كغ وقد سجلت أنا الرقم 152 كغ للوزن 52 كغ.
نعم لقد شاركت ببطولة العرب وأفريقيا والشرق الأوسط عام 2003 وحصلت على الميدالية الفضية أي المركز الثاني على مستوى الدول المشاركة وفي عام 2005 في مصر وفي شرم الشيخ تحديدا فزت ببطولة العرب وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا المفتوحة بالمركز الثاني وحصلت على الميدالية الفضية وقد رفعت وزن 142 كغ أما بالدورة العربية بمصر عام 2007 فقد حصلت على الميدالية البرونزية ولم أستطع المنافسة على المركز الأول بسبب الإصابة.
طبعا فأنا أقوم بتدريب المعوقين مجانا ولدي صالة لتخفيف الوزن والرشاقة بالإضافة إلى معالجة فيزيائية للمعوقين مع بعض الاختصاصيين.
- هل تدرب المعوقين فقط؟
لا أنا أدرب الأصحاء والمعوقين فالرياضة للجميع ولكن أنا أدرب المعوقين مجانا تقديرا لهم على قوة إرادتهم وتحديهم لواقعهم ولدي من الطرفين حاليا فرق جاهزة للمشاركة ببطولات الجمهورية وعلى مستوى عربي.
إن أفضل خبر وحدث عشته في حياتي هو يوم تكريمي من قبل السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد حيث أصدر سيادته المرسوم رقم 154 الذي قضى بموجبه منحي وظيفة في الخدمات الفنية في السويداء بالإضافة إلى زيادة بالأجر الشهري 21% ومن ثم تفريغي للرياضة واسمح لي أن أتوجه بأسمى آيات الحب والعرفان للسيد الرئيس الذي لم ينس أي مبدع أو متفوق أو رياضي حقق شيئاً لسورية إلا وقام بتكريمه.
السويداء تحصل دائما على مراكز متقدمة في رياضة رفع الأثقال وأنا أتوقع لهم مراكز جيدة في البطولات القادمة رغم معاناتهم من نقص صالات التدريب والأجهزة التي يتدربون عليها وخاصة أجهزة المعاقين.
- هل لك كلمة أخيرة؟
أنصح كل من يمارس الرياضة بالمتابعة والمثابرة وعدم الانقطاع من أجل تحقيق الهدف فأن تصبح بطلا ليس بالأمر السهل فهذا طريق طويل ولكنه جميل لكل من لديه إرادة.