هي صدفة جميلة خلقت فناناً قد لا يتكرر... والمفاجأة التي لا تتكرر أيضاً أنك تكتشف بالصدفة فيلسوفاً طحنته الحياة وكونته التجارب.

وإن أردت المزيد فأبحر معنا في لقاء فرزان شرف ذلك الشاب الموهوب بالفطرة، والمولود عام 1980 في مدينة شهبا الأم المولود لجيل الإبداع والمتعة والحضارة.

ونبدأ من الصدفة حيث كان هناك هرة صغيرة أبت أن تخرج من غرفة الصغير، الذي حاول إخراجها بكل الوسائل حتى فكر في قتلها ولكنه بكل بساطة راح يرسمها بقلم الرصاص وورقته البيضاء فخرجت من علقه وعلقت على الورق.

واللعبة الطفولية اكتملت معه في الصف الأول عندما طلبت منهم مدرستهم رسم لوحة للعيد فرسم الصغير فرزان أشخاصاً على شكل مربعات ودوائر متداخلة ولونهم بألوان زاهية.

وكانت الصدفة ايضاً أن مدرسةً من دمشق قد رأت لوحات الأطفال وأعجبت بلوحة فرزان وأخذتها معها لتعرض في معرض دمشق الدولي في معرض خاص بالأطفال.

يقول فرزان: إن دخولي إلى عالم الفن لم يكن قدراً بل كان خياراً وبقيت حتى وصلت للآخر.

وعندما سألناه عن التأثيرات الخارجية التي أدت به إلى سلوك الفن قال: نحن نتأثر بأي شيء بالحجر والبشر ويمكن ان نتأثر بالحشرات فلكلٍ عالمه الخاص.

وأنا حتى الآن لم أصل لجوهر الأشياء، سوف أموت وأنا أبحث عن هذا الجوهر.

وعندما سألناه إلى أي مدرسة تنتمي قال: أنا أنتمي لقطرة ماء أو حفنة تراب وبإمكانك أن تسميه الوطن.

سألنا الفنان فرزان شرف عن تعليمه فقال: إنني متعلم فقط والحياة هي شهادتي، فقير يعاني من أنه غير قادر على رسم لوحة واحدة تنال رضى أمه، وتابع: إن كثيراً من الفلاسفة بعيدين عن الفن وكثيرين من الناس بعيدين عن الفن وهم فلاسفة حقيقيون.

أسئلة من كلمة واحدة:

الأم: قد أكون عاجزاً عن وصف هذا المخلوق الذي خلق والذي يخلق كل يوم فأنت تجد من الصعوبة أن تفهم لغة الآلهة.

المرأة: أنا في حالة عشق دائم وإذا لم تكن موجودة أتخيلها وأحاكيها فالأنثى هي المطلق بالنسبة لي فكل مخلوق كان لذاته.

الأحلام: الحلم هو الوطن العالي والسامي وهو الذي نتنفس به ولا يمكن أن يهبط حلم على شخص نحن نرتقي إليه.

الطموح: طموحي أن أردم هذا الشرخ بين الحلم والواقع ويخيل إلي أن اللوحة التي لم أرسمها بعد سوف أموت وأنا أبحث عنها.

فيروز: هي أمنا وصبا حياتنا ولوحتي التي أحب، حيث رسمتها بأناملي دون ريشة وأعتبر السواد الذي غلف الخلفية اقتحمته فيروز لتضيء ليالي العتمة فينا.