لم تكن الإعاقة التي لحقت بالطفل الصغير يحيى ابن الأعوام الأربعة إلا حافزا على المضي في حياته كأي شخص سليم ومعافى، بل أصبح ملهماً للآخرين،

وكانت وقفة والده معه أبلغ أثر يحمله الى الآن لذلك الرجل الراحل، فهو علمه انه رجل كامل وبإمكانه ان يتفوق على اترابه الاصحاء بالعزيمة والارادة الجديدة التي لا تلين.

والبطل العربي السوري يحيى ابو مغضب جلب آخر ميدالية برونزية لسورية في الدورة العربية التي جرت مؤخرا في القاهرة وهو مصاب بتمزق عضلي حاد.

يقول ابو مغضب إن انتقاله الى مدرسة الامل للمعوقين في دمشق صقل شخصيته وعلمه الاعتماد على الذات ولهذا فقد اكمل دراسته في معهد التعليم المهني واتقن الضرب على الآلة الكاتبة حتى اكتشف ذات يوم ان لديه ميولا وحبا للرياضة وخاصة القوة البدنية.

وعن مشاركته الاولى في مجال رفع الاثقال قال: في عام 1994 اشتركت في بطولة على مستوى الجمهورية واحرزت المركز الثالث (شباب) وبقيت بين الثاني والثالث حتى عام 2000، وفي آخر مشاركة في فئة الشباب حطمت الرقم القياسي السوري بوزن 48 كيلوغراماً حيث رفعت 107 كيلوغرامات ونصف والرقم السابق كان 85 كغ وحتى هذه اللحظة مازال الرقم المسجل باسمي.

بعدها انتقلت الى فئة الرجال وبقيت بين الثالث والثاني في المنافسات وهي مرتبة ممتازة بين مجموعة من الرجال الاقوياء ووسط منافسة كبيرة.

وعندما دخلت الى المنتخب الوطني عام 2003 شاركت ببطولة العرب وافريقيا في الاردن فحطمت الرقم السوري (رجال) فرفعت 122,5 كغ بزيادة 7 كغ عن الرقم السابق واحرزت وقتها الميدالية الفضية.

وعن دخوله مجال التدريب قال: عام 2003 احسست بواجبي تجاه المعاقين في السويداء وسورية ويجب علي ان اقدم لهم خبرتي في الرياضة علّني اساهم بتخفيف معاناتهم ومساعدتهم على تجاوز حائط الاعاقة النفسي فخضعت لعدة دورات في التدريب وكان تقديري جيد جدا.

وكان ترتيب محافظة السويداء بين الثاني والرابع على مستوى القطر، ومن اللاعبين لينا نوفل ولمياء نعيم وتيسير العريضي.

وأضاف: بوزن 52 كغ وفي بطولة العرب وافريقيا والشرق الاوسط في القاهرة أحرزت الميدالية الفضية فرفعت 152 كغ.

حتى كانت آخر ميدالية في الدورة العربية، وحاليا أحاول مسابقة الزمن للشفاء من الاصابة والتحضير للاولمبياد في بكين.

تحتاج رياضة القوة البدنية الى نظام غذائي خاص اضافة الى الفيتامينات من كرياتين واحماض وهذا الامر يحتاج الى مبالغ طائلة لا تتوافر دائما وتأتي على حساب اشياء اخرى، وهو لذلك يعمل في صالة تدريب ولياقة لكي يستطيع ان يمارس هوايته التي يحب.

يقول ابو مغضب: ان المعاقين هم جزء من هذا المجتمع وهم يتمتعون بامكانيات كبيرة تفوق الاصحاء شرط ان نعرف كيف نعاملهم وندعمهم ماديا ومعنويا وتبقى احلامنا ان يدخل الدعم المادي الى الرياضة حتى يبقى علم الوطن يرفرف عاليا في سماء البطولات فكل رياضي هو سفير لبلده وحلمه الفوز الدائم.

واحلامه الصغيرة ان يكون لديه بيتا خاصا وسيارة تريحه من عناء الباصات والمشي المتعب.

يقول ابو مغضب إنه يتحدى أي شخص في السويداء ان يحمل الاوزان التي يحملها فهو بكل بساطة ليس معاقاً.