يستميله أسلوب متحرر من التكرار والقوالب الثابتة؛ جسّد من خلاله المهندس "سامر أبو رسلان" في مؤلفاته رؤيته الموسيقية لحناً غنياً منصفاً لآلات عصرية، وآلات التخت الشرقي في تنوع يقرّ أنه وسيلة للتعبير عن الجمال.

تمنحه الموسيقا فرصة التحليق بين نغم قديم أنتجته عواطف ورؤى عازفي الشرق والغرب، ويبقى السرّ في طريقة استخدام هذا المخزون وإعادة تقديمه؛ كما تحدث من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 18 نيسان 2019، وقال: «عملت في "الإمارات العربية المتحدة" ضمن بيئة تتسع لوجود موسيقي جيد ضمن الإمكانات، وتلاقيها مع البنى الثقافية التي يمكن أن تتقبل العمل الموسيقي، خلال هذه السنوات لم أتجه نحو الاتجاه التجاري؛ فقد استمالني الحضور الثقافي التنويري للموسيقا العربية لتطوير أشكالها واستخدام النغمات العربية ضمن بناء موسيقي يحررها قليلاً من التقيد والارتهان للأشكال الموجودة؛ كي لا تكون الموسيقا فقط لحناً ومرافقة للكلمات.

"سامر أبو رسلان" فنان موهوب ومجتهد اشتغل على الموسيقا بمفرده، عمل بصمت وأناقة، يؤلف ويوزع بطريقة جديدة، ويقدم مزيجاً بين الجمل الغربية والحديثة بأسلوب جميل يتفق مع طبيعته المجددة ورغبته بتقديم أفكار حديثة بأسلوبه الخاص والجميل كعازف للأوكورديون؛ فهو عازف رائع له طريقته الأنيقة والراقية التي تنم عن إتقان ومعرفة، لم يدرس في المعهد العالي للموسيقا، لكنه بحث في نظريات الموسيقا وسعى ووصل إلى أساتذة بجهده الخاص ليطور نفسه ويحصل على العلم، وبالفعل نجح وهو طالب علم وباحث أسس قاعدة علمية معرفية موسيقية دعمت حضوره وميزته. أصدقاء ورفاق درب بدأنا مع فرقة "زنوبيا" للفنون الشعبية التابعة للمركز الثقافي، كنت طالبة وكان ما يميزه علاقة حميمة مع الموسيقا سارت به إلى حيث حلم، وأتوقع له نجاحات أكبر وأجمل

تجربتي الشخصية هي التحرر من سيطرة الكلمة، والانعتاق من القوالب الجاهزة وتطويرها والاستفادة منها بطريقة أكثر انفتاحاً وحرية للمؤلف لإيجاد صيغ مناسبة للتأليف الموسيقي ترضي طموحه.

الفنان سامر أبو رسلان

الموسيقا علم مثل أي علم من العلوم الإنسانية له طبيعة تراكمية، وعليه يجب ألا يكون للجميع ذات التراكم في محاولة لنا لنبدأ من الصفر مع أننا لا نغض الطرف عن موسيقا الشعوب، والتأكيد على عدم إنكار الموسيقا العربية؛ هذا ما حاولت تأكيده من خلال أعمالي الموسيقية التي تقدمها أوركسترا كونتها بانتقاء يناسب هذه الفكرة وقدمت على مسارح "الإمارات" ودول أخرى وتألقت».

عن آلاته المفضلة التي سارت به إلى إبحار طويل الأمد مع الموسيقا، قال: «بعمر مبكر بدأت بآلة "الأكورديون" على يد أساتذة لديهم معرفة غنية، وقد أبديت اهتماماً وجربت، وكانت النتائج جيدة ونمت لدي رغبة بالتطوير الذاتي، وكان ذلك عبر التعليم بأصول، واستمرت هذه الهواية لأتمكن من النجاح بالمسابقات على مستوى المحافظة والقطر.

مع فرقته "مودرن سبيتش"

ومن المحطات المتميزة كانت عملي مع فرقة "زنوبيا" السورية عندما قبلت في امتحان عام 1993، وأصبحت من عناصر الفرقة وسافرت معهم بسفراتهم المحلية بكل مهرجانات "المحبة" و"البادية"، وشاركنا مع نجوم الغناء في تلك المرحلة، وفي طريق الحرير بـ"اليابان" و"مصر" وغيرها، ورأيت كيف يرى العالم الموسيقا.

وبالفعل كانت مرحلة الدراسة في "دمشق" غنية تتلمذت فيها على يد أساتذة مثل "رعد خلف" وبعض أساتذة المعهد والخبراء الروس، لأكمل بعدها في "الإمارات" وعدة دول دراساتي الموسيقية الذاتية مع أنني في "الإمارات" لم أوفق بالدراسة عند "فيكتور بابينكو"، لكن تابعته بورشات عمل خلال رحلة الاغتراب وورشات للتأليف والتوزيع، منها: "إيطاليا"، و"جنوة" لدراسة الموسيقا الكلاسيكية والحديثة مع التوزيع».

الفنان محمد عبد الحليم

مع أوركسترا خاصة ألفها ليقدم رؤيته لموسيقاه واعتناقه لمنطق التنوع تطور العمل وخط طريقه الموسيقي في الاغتراب إلى جانب عمله الهندسي؛ كما أضاف المهندس "سامر"، وقال: «تجاربي غير "الأكورديون" أنني ألفت لأوركسترا موجودة في "دبي" أسستها لتكون مصدراً لتقديم أعمالي مع عدد عازفين وصل عددهم في عدة مرات إلى أربعين عازفاً، قدمنا في عدة أماكن، مثل: "السعديات"، ومسرح "الكورنيش"، ونادي "جبل علي"، ومهرجان "الشارقة"، وعلى مسارح "العين"، وأجرينا عدة لقاءات للفرقة والأوركسترا مع عدة تلفزيونات ومحطات أضاءت على تجربة الأوركسترا الموسيقية.

من الأعمال "مومنت" ومقطوعات منها "أندلسية" عزفها الفنان "شربل روحانا"، وما بين عامي 2006-2012 عملت على عدة أغنيات، منها: "أنا قلبي دليلي"، و"أنت عمري"، لاقت نجاحاً كبيراً وتوزيعات أخرى، وفي ذات المدة كنت قد درّست في "بيت العود"، وخلالها أنجزت عدة توزيعات للأستاذ "نصير شما" منها لرباعي العود، وعزفت في "بيت العود" ومقطوعات (سماعي) نفذتها مع الأوركسترا العمانية.

إلى جانب الأوركسترا أسست فرقة كورال "مودرن سبيتش" مؤلفة من أربع مغنيات صولو، وتقدم برامج تأليف لإعادة توزيع اللحن لمطربين، مثل: "عبد الوهاب"، و"فريد الأطرش"، و"بليغ حمدي"، و"زكي ناصيف"، ومن التراث التونسي والسوري بتوزيع للأصوات بطريقة أسميها "بولي فوني"، ليست منتشرة كثيراً إلا بين الثقافات الأخرى، وتعتمد تعدد الأصوات، وقد حققنا نجاحاً، والطموح أكبر وأوسع.

مشروع الاغتراب مستمر، والعمل والموسيقا في حالة تزواج أدعم استمرارها لأصل إلى مرحلة إنتاج أعمالي الموسيقية التي أسعى لتكون نمطاً مختلفاً ومنتمياً إلى كل ما يدعم التنوع ويجمع بين الكلاسيك والحديث وباقة كبيرة ومتنوعة من التجارب العالمية بانتماء واضح وكبير إلى الموسيقا العربية».

المصري "محمد عبد الحليم" عازف "جيتار باص" ومن أعضاء الأوركسترا يلقبه عازف البعد الثالث، يقول: «يعدّ الفنان "سامر" من القلائل خاصة في هذا الوقت؛ مع ظهور الكثيرين ممن يدعون الفن وظهور نوع جديد من الموسيقا والأغاني لا تتلاءم مع الفن العربي الأصيل. عمل على تطوير الموسيقا بما لا يؤثر في محتواها، فنان البعد الثالث، والتركيز على إبراز أهم ما فيها من أصول للموسيقا العربية، حيث إن دراسته أفادت من معه.

مؤلف موسيقي متميز مزج ما بين الموسيقا الشرقية الأصيلة والغربية في خليط متجانس يجعل المستمع يتمتع بكل جملة ولحن، تخرجت مع فرقته وأتشرف أن أكون واحداً من أفرادها، التي تتكون من كثيرين من العازفين من جميع أنحاء العالم. إن دمج الموسيقا الغربية وخاصة "الروك" مع الموسيقا العربية الأصيلة بمصاحبة أوركسترا فكرة ليست بالجديدة، لكن الجديد معه كيفية هذا المزج.

نشاطه داخل دولة "الإمارات" متميز وفريد، قام بتطوير نفسه وتميز عن الآخرين بالتطوير؛ وهو ما أدى إلى وجوده في منافسات محلية داخل "الإمارات"، ووصل إلى العالمية من خلال أكثر من عرض قام به، وقبل ذلك هو عازف غير اعتيادي».

مع فرقة "زنوبيا" كانت البداية وفق الأوبرالية "غادة حرب"، وقالت: «"سامر أبو رسلان" فنان موهوب ومجتهد اشتغل على الموسيقا بمفرده، عمل بصمت وأناقة، يؤلف ويوزع بطريقة جديدة، ويقدم مزيجاً بين الجمل الغربية والحديثة بأسلوب جميل يتفق مع طبيعته المجددة ورغبته بتقديم أفكار حديثة بأسلوبه الخاص والجميل كعازف للأوكورديون؛ فهو عازف رائع له طريقته الأنيقة والراقية التي تنم عن إتقان ومعرفة، لم يدرس في المعهد العالي للموسيقا، لكنه بحث في نظريات الموسيقا وسعى ووصل إلى أساتذة بجهده الخاص ليطور نفسه ويحصل على العلم، وبالفعل نجح وهو طالب علم وباحث أسس قاعدة علمية معرفية موسيقية دعمت حضوره وميزته.

أصدقاء ورفاق درب بدأنا مع فرقة "زنوبيا" للفنون الشعبية التابعة للمركز الثقافي، كنت طالبة وكان ما يميزه علاقة حميمة مع الموسيقا سارت به إلى حيث حلم، وأتوقع له نجاحات أكبر وأجمل».

ما يجدر ذكره، أن "سامر أبو رسلان" من مواليد "السويداء" عام 1972، خريج كلية الهندسة المدنية بجامعة "دمشق" عام 1998، مدير مشروع وأستاذ النظريات الموسيقية في "بيت العود"، ومؤلف موسيقي وقائد أوركسترا وفرقة "مودرن سبيتش"، وأحد الأسماء المعروفة موسيقياً على مستوى "الإمارات العربية" وخارجها.