شغفها الفني، وقدرتها على التعبير من خلال الكتابة، جعلاها تجمع بين الفن والشعر في شخصية واحدة، باحثةً عن تطوير الذات الإنسانية والفنية، وسائرةً بمواهبها المتنوعة أبعد من الحلم.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 12 كانون الأول 2018، مع الشاعرة "سائدة أبو راس" لتتحدث عن موهبتها الفنية، فقالت: «درست في مدارس "سورية"، ودخلت كلية الآداب، قسم الجغرافية، ثم انتقلت للعيش في "دبي" مع زوجي عام 2004، واستمر شغفي يبحر بي بين الرسم والشعر. أعشق الفن بكل أنواعه، وأعيش كل لحظات حياتي من خلاله، حيث بدأت الرسم عام 1998، وأذكر عندما اكتشفت موهبتي كنت شاردة الذهن في صورتي على بطاقة امتحان الشهادة الثانوية التي تسلّمتها وعدت إلى البيت، وجلست حينئذٍ أمسك بيدي قلم رصاص، وكعادتي بدأت أخربش خطوطاً لا معنى لها، وبعد ساعات من الشرود تفاجأت بأنني رسمت وجهاً يشبه وجهي، أتذكر أنني طرتُ من السعادة؛ وكان ذلك يشبه السحر، بعدها بدأت أختبر قدرتي على تصوير كل شيء من حولي، وخلال عام 2003 حدث شيء لم أتوقعه، خلال عام واحد كنت قد أنجزت 45 لوحة، كانت نتيجة حلم أو رؤيا هزّت كياني، واستفزّت خيالي لتشحنني بطاقة رهيبة ساعدتني على التعبير والرسم من دون توقف حتى انتهيت من إنجازها، وكان أول معرض فردي لي في مدينتي "السويداء" عام 2004، حيث حمل عنوان: "لحظات صمت صاخبة"، وحصد نجاحاً رائعاً، إضافة إلى مشاركات في معارض جماعية في "سورية" و"الإمارات العربية المتحدة"، آخرها معرض "أنياه" في "الإمارات" عام 2017، بمشاركة فنانات من أنحاء الوطن العربي».

بدأت أشعر بالقدرة على التعبير من خلال الكتابة لأول مرة عندما كتبت كلمة دليل معرضي الفردي الأول عام 2004، الذي تضمن موضوع اللوحات وفكرة المعرض، فاكتشفت قدرتي، وبدأت محاولة الكتابة من نثر وشعر منذ ذلك الوقت إلى حين صدور أول إنتاج أدبي لي هذا العام 2018 الصادر عن دار "مداد" للنشر والتوزيع في دولة "الإمارات"، بعنوان: "أبعد من الحلم". التأني في النشر يعود إلى رغبتي في نضج التجربة، وأقيم حفل توقيعه في معرض "الشارقة" للكتاب عام 2018، وهو عبارة عن 50 قصيدة تتنوع بين الشعر الوجداني العاطفي الرومانسي والوطني، كما نشرت في مجلة "المعرفة" السورية قصيدة بعنوان: "إلى كل امرأة غبية"، وأخرى قصيرة بعنوان: "لقاء تخاطري"، وتصدر أحد أعمالي غلافها، بعنوان: "تخاطر"، وفي عام 2016 في "دبي" كتبت: ## "خذ بيدي.. أرهقتني ## ملامح لوجوه عارية ## وأحرقت ما بداخلي ## الصور! ## خد بيدي.. نمد أرواحنا ## لما وراء الشمس سندياننا ## أو نسقط قتلى ## على طريقنا الطويلة ## تحت ظل المطر...!!"

أما عن تجربة الكتابة، فتتابع حديثها قائلةً: «بدأت أشعر بالقدرة على التعبير من خلال الكتابة لأول مرة عندما كتبت كلمة دليل معرضي الفردي الأول عام 2004، الذي تضمن موضوع اللوحات وفكرة المعرض، فاكتشفت قدرتي، وبدأت محاولة الكتابة من نثر وشعر منذ ذلك الوقت إلى حين صدور أول إنتاج أدبي لي هذا العام 2018 الصادر عن دار "مداد" للنشر والتوزيع في دولة "الإمارات"، بعنوان: "أبعد من الحلم". التأني في النشر يعود إلى رغبتي في نضج التجربة، وأقيم حفل توقيعه في معرض "الشارقة" للكتاب عام 2018، وهو عبارة عن 50 قصيدة تتنوع بين الشعر الوجداني العاطفي الرومانسي والوطني، كما نشرت في مجلة "المعرفة" السورية قصيدة بعنوان: "إلى كل امرأة غبية"، وأخرى قصيرة بعنوان: "لقاء تخاطري"، وتصدر أحد أعمالي غلافها، بعنوان: "تخاطر"، وفي عام 2016 في "دبي" كتبت:

مع الشيخة "هند" في إحدى مشاركاتها

"خذ بيدي.. أرهقتني

غلاف "أبعد من الحلم"

ملامح لوجوه عارية

من لوحاتها

وأحرقت ما بداخلي

الصور!

خد بيدي.. نمد أرواحنا

لما وراء الشمس سندياننا

أو نسقط قتلى

على طريقنا الطويلة

تحت ظل المطر...!!"».

وعن نضج رؤيتها الفنية والأدبية تقول: «الفن بكل أنواعه سواء أكان كتابةً أم عملاً تشكيلياً هو إسعاف أولي لنزف الذات، هو كالثمر؛ إما نقطفه ونستفيد منه كنتاج أدبي وفني، أو يسقط على الأرض من دون الاستفادة منه، كل إنسان فنان بحدّ ذاته، وأحاول أن أطور موهبتي من خلال تأمل وملاحظة أدق التفاصيل التي يقع عليها خيالي، لاختراقها ومحاولة فك رموزها، وأستفيد من كل تجربة حياتية، سواء أكانت جميلة أم قاسية، وأسخرها لخدمة نتاجي الفني أو الأدبي، حيث أصعد بالألم إلى آخر أنفاسي بإرادتي حتى تختمر التجربة، لأن أروع نتاج هو الآتي من رحم الألم أو الذي يولد من نشوة السعادة القصوى. ومن جهة أخرى ساعدني السفر والتنقل واكتشاف ثقافات مختلفة، والتعرّف إلى عادات شعوب أخرى في التعبير بحرية أكبر، لأنه يزيد من اتساع ثقافة الفنان وتقبله للآخر، وإدراك موقعه في هذه الحياة، ويكتشف من خلاله مواهب لم تكن لديه من قبل، والسبب الشعور بالحرية والابتعاد عن القيود التي تكبّل إبداعنا وخيالنا، فكيف إن كانت الموهبة موجودة أصلاً؟ كما أنني أحاول دوماً تطوير نفسي الإنسانية والفنية؛ من خلال ملاحظة نواقصها وتعبئة فجواتها، وسأستمر حتى آخر حياتي».

من جهته الإعلامي والمدرّب الدولي "محمد عصام محو" يقول عنها: «عرفتُ الفنانة التشكيلية "سائدة أبو راس" منذ مدة ليست قليلة، وأذكرُ جيداً كيف كانت رؤيتها للمرة الأولى كافية بالنسبة لي لمعرفة الكمّ الهائل من الطاقة الإيجابية والمهارة الشخصية لديها، حيثُ أعدّها شخصاً لا يشبهُ أحداً، سواءً في كيانها الاجتماعي أو روحها الفنية، فقد كنتُ أرى دائماً في لوحاتها مزيجاً رائعاً بين عدة مدارس فنية، لكنَّ أروع ما يميزها برأيي، أنها تحملُ مهاراتٍ بالجملة؛ فمن التميز التشكيلي والكتابة والإلقاء الشعري، إلى الاهتمام الإعلامي، حيث تُعدّ نموذجاً سورياً أفتخرُ بوجوده في بلاد الاغتراب، ولطالما كنتُ أحبُّ تلقيبها بابنة البلد افتخاراً بما تقدمه وتحققه من إنجازات. وشعرياً أرى أن لها مذهبها الخاص، فهي متأثرة بالشعر العاطفي المتوهج الذي يحمل سحر الدعوة لعدم كتمان العاطفة، كما ألمس بين مفرداتها ثنائية الرِّقة والجرأة؛ وهذا ما يجعلني أتابع وأحب سماع شعرها، إضافةً إلى أنها تحمل قدراتٍ تدريبيةٍ وإلقائيةٍ مميزة، وسبب نجاحها يعود إلى مهاراتها الصوتية وطاقتها الإيجابية، ولغة الجسد المعبرة التي تمتلكها، وتوحي بمستقبلٍ كبيرٍ ينتظرها».

يذكر، أنّ الفنانة التشكيلية والشاعرة "سائدة أبو راس" من مواليد "السويداء"، عام 1980.