يكفي أن تذكر اسمه حتى تكتشف مدى الحب والاحترام الذي زرعه طوال خدمته كطبيب في مستشفيات الوطن، وهو اليوم واحد من أهم أطباء الجراحة العصبية في العالم بابتكاراته واختراعاته التي تفيد البشرية، وهو متمسك بجنسيته التي يفاخر بها أينما حل.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "عماد عبود" المغترب في الولايات المتحدة الأميركية؛ يوم الخميس الواقع في 19 شباط 2015، الذي تحدث عن علاقته بالوطن، وكيفية التعبير عن هذا الحب في الخارج بالقول: «أشعر بالضيق الشديد حينما يتم التعريف عني في المؤتمرات العلمية دون ذكر هويتي العربية السورية، فأنا لا أحمل الجنسية الأميركية ولا حتى بطاقة الإقامة الدائمة، لذلك أعمد الى تقديم نفسي ثانية وأتحدث عن "دمشق" أقدم الحواضر في التاريخ وأذكِّرُ الحضور بما قاله المؤرخ والباحث الفرنسي "أندريه باروه" Andrea Parrot؛ أن كل إنسان متحضر في هذا العالم له وطنان؛ وطنه الذي ولد فيه، و"سورية".. وهو ما يعني أن "سورية" هي مهد الحضارات ومنها انطلقت المدنية، ويتلقى الجميع ذلك بالتقدير والاحترام ما عدا فئة قليلة من العنصريين الذين يضمرون لنا العداء دائماً».

هناك عمل آخر يتعلق بالمفاغرات الوعائية والشريانية الدماغية خاصة، حيث حصلت على براءة اختراع بملقط وعائي يستعمل في هذا المجال، إضافة إلى الكثير من الأبحاث والدراسات التي نعمل عليها في مجال الأورام الدماغية والآفات الوعائية الدماغية، وتطوير طرق المداخلات الجراحية والدراسات التشريحية التي نشر بعضها وبعضها الآخر في طور النشر

وقد برز الدكتور "عماد عبود" في جراحة الأعصاب وقيامه بعدد كبير من العمليات النوعية وإنقاذ العديد من الأشخاص الميئوس منهم، وهو الآن مدير مخبر الجراحة المجهرية بمعهد "أركانساس" للعلوم الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، وقد حازت محاضرته المركز الثالث في مؤتمر المداخل والجراحة الوعائية الثامن والعشرين المنعقد في "واشنطن" في أيلول 2014؛ حيث تحدث الدكتور "عبود" عن الطريقة التي طورها للتدريب على الجراحة بكافة أنواعها، فقال: «هذه الطريقة جديدة في الجراحة خاصة ما يتعلق بالتداخلات الوعائية بأنواعها، وتعتمد هذه التقنية على استعمال الجسم البشري (المحضر بطريقة خاصة لتدريب الجراحين على المداخلات الجراحية، وتعرف هذه الطريقة بالأوساط الطبية بـ: Aboud Live Cadaver Model، ويمكن لمن أراد الاستزادة أن يضع هذه الكلمات المفتاحية في محركات البحث بالإنترنت ويطلع على كل ما نشر سابقاً حول هذا الموضوع)، وهذه الدراسة التي قدمتها هي جزء من مشروع متكامل لتطوير وسائل التدريب لمقيمي الاختصاصات الجراحية وتطوير مهاراتهم الجراحية، وتحضيرهم بطريقة أفضل لواجبهم المستقبلي في خدمة المرضى، وتساهم هذه الطريقة أيضاً بتطوير المهارات الجراحية للمتدربين في التقليل من نسبة الأخطاء الجراحية؛ وهو ما يزيد من نسبة نجاح العمليات الجراحية بوجه عام، وتعد من الطرائق المهمة المستعملة في هذا المجال. لقد طورت هذه الطريقة بداية في جامعة "أركانساس" للعلوم الطبية، غير أن الفكرة الأساسية بدأت حينما كنت مقيماً للحصول على الاختصاص في مستشفى "المجتهد" بالعاصمة الغالية "دمشق" في التسعينيات، إلا أن الظروف لم تكن متاحة آنذاك لتطويرها، وتستعمل هذه الطريقة في الكثير من مراكز التدريب الجراحية، وأقوم سنوياً وبناء على دعوات من مراكز طبية متعددة بتدريب الكوادر الفنية على تطبيق هذه التقنية في تلك المراكز، وأطمح في المدى القريب أن تطبق هذه الطريقة في بلدي "سورية" والمنطقة العربية؛ حيث تلقيت مؤخراً دعوة من الجمعية المصرية للجراحة العصبية للقيام بذلك في شهر آذار 2015، ودعوة كذلك من سلطنة عمان، كما أن هناك دعوات من دول آسيوية وأستراليا للمحاضرة بأطباء الجراحة العصبية في هذه الدول».

مقابلة مع الدكتور عبود في صحيفة أميركية

حصل الدكتور "عماد عبود" على الكثير من الجوائز المعنوية المماثلة، وعلى ثناء الكثيرين من المختصين بهذا المجال؛ لما لتلك التقنية من أثر إيجابي في التدريب الجراحي. وعن آخر مشاريعه وابتكاراته في هذا المجال الصعب أضاف: «هناك عمل آخر يتعلق بالمفاغرات الوعائية والشريانية الدماغية خاصة، حيث حصلت على براءة اختراع بملقط وعائي يستعمل في هذا المجال، إضافة إلى الكثير من الأبحاث والدراسات التي نعمل عليها في مجال الأورام الدماغية والآفات الوعائية الدماغية، وتطوير طرق المداخلات الجراحية والدراسات التشريحية التي نشر بعضها وبعضها الآخر في طور النشر».

ترك "عبود" فراغاً كبيراً عندما سافر إلى الخارج، وترك أيضاً بصمة لا تمحى في عقول وقلوب الناس التي احتفت به وبأعماله الجليلة في خدمتهم، وقد نشرت عنه وسائل الإعلام المحلية وتابعت تغطية العمليات النادرة التي قام بها في المستشفيات الوطنية، حيث يقول الأستاذ "منهال الشوفي" الإعلامي المعروف: «لا شك أن هجرة الطبيب "عماد عبود" إلى بلاد الغربة خسارة كبيرة لا تعوض بسهولة؛ خاصة أن اختصاصه في الجراحة العصبية حاجة فعلية للجميع، وقد عمل زمناً طويلاً في مستشفى الشهيد "زيد الشريطي" في مدينة "السويداء"، وفي مستشفى "صلخد" الوطني غير عمله في مستشفيات العاصمة، وكانت عيادته مكاناً يقصده الناس لحاجتهم إلى الراحة والشفاء، وأذكر أنه أجرى ثلاث عمليات في الدماغ بنفس اليوم لشاب صغير تعرض لحادث مروع وأنقذ حياته الميئوس منها، ولديه اختراعات ودراسات عديدة في مجال الجراحة العصبية قبل أن يهاجر إلى الخارج، وها هي الصحافة العالمية تحتفي به كقامة علمية كبيرة من بلادي "سورية"».

شهادة طبية من الخارج
شهادة الباسل 1998